ارتفعت صرخات الصغير واستغاثاته والآلام تمزقه, إلا أن الرجل لم يكترث أو يرحمه, وحاول الطفل الكلام, ولكن الذئب صم أذنيه وتمادي في فعله, والصغير يرتعش بين يديه, وظل جسد الصغير يرتجف وهو يتذكر كيف أصبح بين يدي هذا الشيطان. وفي لمحة سريعة والالآم تعتصره عادت به الذاكرة كيف كان يقف يتأمل الطيور والأرانب وهي تأكل داخل محل الدواجن بمنطقة عزبة النخل وكيف ظهرت نواجذ الشيطان يبتسم له ويسأله عن اعجابه بالأرنب, ويرد بالايجاب فيصحبه إلي داخل مخزن المحل بعيدا عن الباب, ويأتي له بأرنب ثم يذبحه أمامه فيفزع من رؤية الدماء تجري علي الأرض والأرنب ينتفض ويرتفع وينخفض أمامه فيسأله لماذا فعل ذلك بالأرنب, فيرد عليه الذئب أنا هعطيك حقنة ولا تخبر أحدا.. وإذا لم تسمع كلامي سأذبحك مثل هذا الأرنب.. وانصاع الصغير للأمر وهو يرتجف وأقترب الذئب خلف الصغير, والآن مازال هذا الرجل يعذبه, وبعد فترة من كتم صوت الاستغاثات بيديه علي فمه, تركه وهو يحذره قائلا الآن سأغسل لك وجهك وإياك أن تخبر مخلوقا وإلا ذبحتك وأنت رأيت بعينيك, وبالفعل قام بغسل وجهه بالماء, ثم تركه, وفي البيت لاذ بالصمت يوسف الملاك الجريح ذو الثلاث سنوات إلا أن الأم لاحظت عدم مشيه باستواء فسألته عما به فرد بتلقائية منبها أمه قائلا: لا تقتربي من ظهري لأني أخذت حقنة وبي جروح فاستفسرت امه عمن أعطاه الحقنه.. فتردد وهو يتذكر شكل الأرنب والدماء تتقطر من رقبته وهو ينتفض, وبعد إلحاح قال يوسف الفرارجي بمحل الدواجن عم رزق. جن جنون الأم واختطفت ابنها واحتضنته وهرعت به إلي مستشفي جراحات اليوم الواحد بعزبة النخل ولطمت علي خديها وسقطت علي الأرض وصوت الطبيب يخترق أذنيها وهو يقول ابنك تم الاعتداء عليه وهناك من اغتصبه. وتعاطف معها الطبيب وأعد التقرير الطبي اللازم ثم اتصلت بوالده الذي يعمل سايسا وأخبرته بالطامة الكبري التي حلت بوحيدهما, فقد الأب عقله وانشقت الأرض أمام محل الفرارجي وظهر هناك, وبمجرد سؤاله عن ما فعله بالصغير تلعثم رزق فاشتبك والد يوسف معه وقام بضربه إلي أن فرق بينهما المارة والجيران, وشعر رزق أن سمعته نزلت إلي الحضيض وأن التهمة تحاصره بشكل واضح فهرع لعمل محضر ضد والد يوسف واتهمه بالتعدي عليه بالضرب والسب والقذف, في نفس التوقيت كانت أم يوسف تغادر قسم شرطة المرج بعد أن وثقت بأوراق المحضر التقرير الطبي الذي يثبت اغتصاب ابنها علي يد رزق. فأمسكت الأم بتلابيبه, ولم يخلصه منها إلا الرائد محمد رضوان رئيس مباحث المرج الذي حرر محضرا بالواقعة واحاله إلي نيابة المرج, وأمام كريم عبدالرحمن وكيل نيابة المرج قدمت الأم تقرير المستشفي الذي أثبت واقعة الاغتصاب واستمع إلي أقوال يوسف الذي سرد وقائع دخوله إلي محل الفرارجي للفرجة علي الدواجن والأرانب, وانهار الطفل باكيا, ثم هدأ وكيل النيابة من روعه, وبدأ يصف الصغير قيام رزق بذبح الأرنب وشعوره بالرعب وبين آلامه واستغاثاته من الاغتصاب, وهو يرتعش, ثم استمع إلي اقوال رزق الذي حاول التخلص من جريمته إلا أن النيابة أمرت بحبسه4 أيام تمهيدا لتقديمه إلي محاكمة عاجلة.