هل تدخل فنزويلا نفقا مظلما بعد وفاة رئيسها الاستثنائي هوجو شافيز الذي أثار جدلا لم ينقطع طوال فترتي رئاسته المتصلتين لبلاده بسبب سياساته الخارجية والداخلية المناوئة للإمبريالية ؟ هذا ما تنذر به الأحداث عقب فوز نائب الرئيس نيكولاس مادورو بالانتخابات الرئاسية بفارق ضئيل لا يتجاوز1.5% علي منافسه مرشح المعارضة أنريكي كابريليس الذي طالب بإعادة فرز كل الأصوات. الشارع الفنزويلي قلق بسبب حالة الانقسام التي أفرزتها نتائج الانتخابات الرئاسية والمراقبون في فنزويلا لا يعلمون كيف ومتي سيعاد فرز أصوات الناخبين بعد إعلان مادورو موافقته علي طلب المعارضة, خاصة أن الجمعة المقبل هو الموعد المحدد لأداء الرئيس لليمين الدستورية, مشيرا إلي أن الأمر الآن أصبح في يد لجنة الانتخابات الفنزويلية. كابريليس عقد مؤتمرا صحفيا في وقت سابق تحدث فيه عن خروقات كبيرة شابت عملية التصويت, معلنا رفضه لنتائج الانتخابات وعدم اعترافه بمادورو رئيسا. الجيش الفنزويلي أكد احترامه لنتائج الانتخابات, ومادورو دعا المعارضة إلي أن تتماشي مع المعطيات الجديدة في البلاد مؤكدا أنه مع السلام وضد العنف. فنزويلا مرت بأزمة مشابهة من قبل بين شافيز وكابريليس في انتخابات رئاسية سابقة رغم أن الفارق بينهما كان أكبر من الفارق بين خليفته وابنه الروحي مادورو, إلا أن شعبية شافيز مكنته من عبور هذه الأزمة وقتها, والأزمة الحالية تنذر بالفعل بتطورات سلبية لفارق الحضور الكاريزمي بين شافيز ومادورو. غير أن الموقف المعلن للجيش الفنزويلي من نتائج الانتخابات الرئاسية والذي بدا منحازا لمادورو باعتباره الفائز عبر الصناديق قد يدعم معركة الصراع علي الكرسي بينه وبين منافسه العنيد إنريكي كابريليس, ولكنه لن يحول دون انقسام الرأي العام الفنزويلي بين أنصار المتنافسين, مع توقع حدوث مواجهات بينهما في الشارع. الخلاف بين الفريقين ليس مجرد اختلاف في وجهات النظر, ولكنه صراع مصالح بين أثرياء يمثلهم المنافس المعارض, وفقراء يعبر عنهم الرئيس الفائز بفارق ضئيل, والمعركة قد تسفر عن صراع عنيف بعيدا عن صناديق الاقتراع, وقد تشارك في تأجيجه أطراف خارجية لصالح كل فريق علي حساب الآخر. لا أحد يستطيع التكهن بما تحمله الأيام المقبلة من مفاجآت, إلا أن المؤكد أن قلق الفنزويليين من حالة الانقسام له وجاهته وأسبابه خاصة بعد الصدمة التي تلقاها أنصار كابريليس عقب هزيمته. [email protected] رابط دائم :