كشفت وكالة اسوشيتد برس عن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية عقدت العزم علي نشر قواتها في35 دولة إفريقية لمحاربة ما يسمي بالإرهاب ولتقديم يد العون للقارة, و أنها ستبدأ بليبيا والسودان والجزائر والنيجر. وتتزامن تلك الأنباء مع ارتفاع الدين العام الأمريكي إلي(16) تريليون دولار, بما يمثل(100%) من اجمالي ناتجها القومي, وهو ما يعني أن الأزمة المالية تعتصر واشنطن, وبالتالي تلقي بظلال الشك حول حقيقة النوايا الأمريكية تجاه القارة, لا سيما وأن أغلب دولها أصبحت مغنما لما تذخر به من مناجم غنية بالثروات الطبيعية ومعدلات تنمية تصل إلي(5%) طبقا لما ذكرته مجلة جون أفريك الفرنسية نقلا عن فايننشال تايمز البريطانية. يشير الوضع الاقتصادي الامريكي الحالي إلي صعوبة قيام واشنطن بأي دور إنساني في الخارج لأن وضعها يزداد سوءا, لوجود(90) مليون عاطل, وتجاوز الدين العام حاجز ال(16) تريليون دولار, طبقا لمكتب الإحصاء الأمريكي, بل وزيادته بمعدل(1.5) تريليون دولار. ودرءا للمزاعم الأمريكية بأن تدخلها في أفريقيا يهدف إلي محاربة الإرهاب, تشير صحيفة لوفيجارو الفرنسية إلي أنه قبل أحداث11 سبتمبر بشهرين جري لقاء بين ال(CIA) وبن لادن في إحدي دول الخليج, كإشارة إلي أن تنظيم القاعدة هو الذي يمهد الطريق للغرب في أي منطقة, حسبما يشير المفكر الفرنسي تيري ميسان. وتدلل صحيفة هيرالد تريبيون علي ذلك قائلة إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تركت عناصر من تنظيم القاعدة يعودون إلي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لاتخاذها كذريعة فيما بعد للتدخل العسكري في تلك المناطق. وقد اعتادت الولاياتالمتحدة علي خوض أي حروب هنا أو هناك كلما ألمت بها أزمة مالية وهو ما حدث عام1932 عندما عانت من أزمة مالية تلاها الحرب العالمية الثانية التي مكنت الغرب من تحقيق مكاسب عديدة. وعندما يصرح الرئيس الأمريكي باراك اوباما بأن عقدا من الحروب قد انتهي, ثم يكمل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون التصريح بقوله إن عقدا آخر من الحروب قد بدأ في القارة الإفريقية, فهذا يعني أن التدخل العسكري في مالي كان مخططا له بين باريس ولندن وواشنطن من قبل وليس وليد ظهور تنظيم القاعدة الموصوف بأنه وكيل الغرب في الشرق الأوسط. ويؤكد ميشيل شوسودوفيسكي مدير مركز أبحاث العولمة الكندي أن الحروب الأهلية التي أشعلتها واشنطن في السودان ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال واثيوبيا راح ضحيتها(9) ملايين شخص وكبدت القارة خسائر تجاوزت ال(250) مليار دولار خلال العشرين عاما الماضية, مشيرا إلي أن القوات البحرية الأمريكية المتمركزة في سيشل ستنتشر في مجموعات عبر القارة الإفريقية بزعم محاربة الإرهاب. وكان روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي قد أعلن في18 فبراير2008 أن المهمة الأساسية لوحدة القيادة الأمريكية بإفريقيا( أفريكوم) هي تأمين وحماية نقل ثروات القارة الإفريقية إلي الأسواق العالمية, والحيلولة دون استئثار الصين وروسيا بها, وهو ما أكده أيضا بيتر فام الخبير الأمريكي في الشئون الإفريقية وقضايا الإرهاب. وفي الاطار نفسه كانت مجلة( أرمي تايمز) المختصة في الشئون العسكرية, قد نشرت في منتصف العام الماضي, أن القوات الأمريكية تتأهب للانتشار في القارة الافريقية لأنها أرض بكر وغنية بالثروات ولأن خليج غينيا, جنوب مالي, سيمد واشنطن ب(25%) من احتياجاته من البترول بحلول عام2015 رابط دائم :