ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن قيادة البنتاجون فى أفريقيا، التى تم تكوينها قبل خمسة أعوام للتركيز على تدريب القوات المسلحة لعشرات الدول الأفريقية وتقوية البرامج الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، تجد نفسها الآن فى مهمة أكثر إلحاحا ألا وهى مواجهة جيل جديد من المتشددين الإسلاميين الذين يختبرون عزم الولاياتالمتحدة على محاربة الإرهاب بدون الانجرار إلى نزاع كبير. وقالت الصحيفة فى سياق تقرير بثته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكترونى إن بعض المنتقدين فى الجيش والكونجرس يتساءلون بشأن ما إذا كانت القيادة على مستوى التعامل مع مهمتها المزدوجة ويحذر بعض المشرعين المؤثرين من أن "أفريكوم"، التى يوجد مقرها فى ألمانيا، تنقصها العمالة والتمويل من أجل التحديات التى تشمل محاربة مقاتلى القاعدة فى مالى والمتطرفين الإسلاميين فى ليبيا وتجار المخدرات فى غرب أفريقيا والمتمردين المسلحين فى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأضافت الصحيفة "إن قائد القيادة الجنرال كارتر هام يجب أن يتعامل مع المهمات الجديدة والقديمة مثلما أوضح فى إحدى المرات الشهر الماضى عندما سافر إلى الأنحاء الشمالية من هذه الدولة الصحراوية بوجه عام لمتابعة تدريب القوات الأمريكية لسلاح الحدود الناشئ فى النيجر على المهارات الأساسية لمساعدتة فى محاربة فرع القاعدة فى شمال وغرب أفريقيا.
وأشارت "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن قائد القيادة الجنرال كارتر هام عاد عقب ذلك إلى العاصمة نيامى في غضون ساعات من أجل اتصال هاتفى أمنى عاجل من واشنطن لدراسة نوع الدعم العسكرى المتقدم أو المراقبة التى يمكن أن توفرها وزارة الدفاع الأمريكية للعملية التى تقودها فرنسا للقضاء على خطر هجوم الإسلاميين فى مالى المجاورة.
ونقلت الصحيفة عن كريستوفر ديل السفير الأمريكى السابق لدى أنجولا وزيمبابوى ونائب الجنرال هام للأنشطة المدنية العسكرية قوله "إن القيادة تبحث عن تحقيق توازن صحيح بين ضغط العمليات العسكرية الحالية ورؤية للانخراط الأطول أمدا ومساعدة الأفارقة فى تطوير قدرة أكبر لأنفسهم".
ولفتت الصحيفة إلى أن أفريكوم لديها ميزانية سنوية تقدر بحوالى 300 مليون دولار وألفى موظف حول العالم بينما القيادة العسكرية المركزية التى تشرف على أفغانستان والشرق الأوسط تبلغ ميزانيتها سنويا حوالى 800 مليون دولار ولديها 5 آلاف موظف.
وأوضحت الصحيفة أنه مع بدء الحرب بأفغانستان فى الانخفاض من ناحية الكثافة والنطاق، فإن مسئولى وزارة الدفاع الأمريكية الكبار يحاولون جاهدين التعامل مع التهديد المتنامى فى شمال أفريقيا وغربها عن طريق نقل أقمار التجسس الصناعية وطائرات المراقبة من أماكن أخرى جميعها فى وقت واحد عندما تجبر الميزانيات العسكرية الآخذه فى التضاؤل إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما على اتخاذ خيارات صعبة بشأن الأماكن التى يمكن قبول خطر أكبر بها.