يظل من يعمل في السياسة تحت عباءة الدين محاربا لا يعرف هدنة مع من يعارضه, ويتفنن في الإيقاع به بكل أدوات المكر, ويحرص علي هزيمته القتالية أو النفسية بكافة الأسلحة وآليات الكذب في الحديث ونقض العهود وخيانة الأمانة, فإذا فشل في قتاله و خداعه رفع راية ا واإسلاماه ا التي يضحي بها عند النصر ويرفعها عند الشعور بالخطر. هذا ما لاحظته للوهلة الأولي عندما قرأت بيان حزب الحرية والعدالة حول تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية بخصوص باسم يوسف حيث أشار البيان إلي أنها توحي بأن المسألة تتعلق بإهانة الرئيس وأن أساس البلاغات يتعلق بازدراء الدين الإسلامي والتهكم علي شعائره وأن ذلك يؤجج مشاعر المصريين الذين يرفضون التهكم علي شعائرهم الدينية. واإسلاماه يا باسم, كيف تسمح لنفسك بازدراء ديني بانتقاد تصرفات أنصاف السياسيين باسم الدين؟ وكيف تهين شعائري بكشف حقيقة مشايخ الفضائيات الدينية؟, وكيف تتهكم علي تناقض كلماتهم وسطحية أفكارهم ولعبتهم السياسية التي يأتون فيها بالشئ ونقيضه ويحللون لأنفسهم ما يحرمونه علي الغير ويكممون الإعلام إلا إذا كان ناطقا باسمهم, ويحرمون الاعتداء ذ الذي أرفضه- علي مقارهم بينما يتركون الباب مواربا للاعتداء علي الغير ويخطبون ويدينون ويستنكرون ويهددون عند حصار إرشاد المقطم بينما يصمتون ويتجاهلون حصار مشيخة الأزهر واقتحامها ومحاولة الاعتداء علي شيخها الرافض للمد الشيعي والتحرك الوهابي وتمرير الصكوك. هم يقلدون الفنان علاء ولي الدين عندما صرخ في أحمد حلمي في فيلم الناظر: ا اعمل ميت ا بمجرد أن لاحظ الخطر ولكنهم يستبدلون الخوف من الموت أمام الصديق الأمريكي الغاضب بالشهادة والتنكر في زي الملائكة, فقد ثارت القوي الدفاعية لهم تستصرخ الجميع حتي الأعداء القدامي لهم بأن باسم يوسف يهين شخص الرئيس وينال من شرعيته كأول رئيس مدني منتخب وأنه يتعاون مع الثورة المضادة لإسقاطه, وبمجرد أن كشر الصديق الأمريكي عن أنيابه, حلت عليهم السكينة السياسية, وأخذوا يصرخون واإسلاماه.. باسم يوسف لم يتعرض للرئيس ولكنه أهان الشعائر الدينية!! أنا مثل كثير من الناس الذين يرفضون بعض ألفاظ باسم وإيحاءاتها الجنسية, ولا أجد ما يمنعني أن أقول له ذلك في وجهه دون ارتداء عباءة عاكسة لأوهام المتلاعبين بالدين والحاشدين للأصوات الانتخابية والثورة الدفاعية باسم الشعائر, ولو أثبتوا إهانة اباسمب للدين لوقفت مدافعا عنه دون دعوة من المتاجرين المطففين بشعائره وأحكامه وتعاليمه وشعاراته التي قننوها في مباشرة الحقوق السياسية. ولأنهم اعملوا ميتينب فقد رأيت هذا البيان بمثابة صرخة مكتومة للتمويه قد يخدعون أنفسهم بها ولكنهم لن ينجحوا في خداعنا ولا الضحك علي صديقهم الأمريكي الغاضب الذي أرفض تدخله في شئوننا الداخلية وكن ليس علي طريقتهم! [email protected]