لن نتوقف عن السؤال.. ماذا تنتظر حماس لاتمام المصالحة الفلسطينية التي باتت طوق النجاة الوحيد لانقاذ غزة من عدوان إسرائيلي وشيك.. نتانياهو كما نشير دائما هو اخطر اليوم من اي وقت مضي, وحكومته في مأزق حقيقي لانها لاتستطيع تلبية استحقاقات السلام بالنظر إلي طبيعة تشكيلها من الاحزاب اليمينية المتطرفة التي ترفض قطعيا التخلي عن الاراضي المحتلة خاصة القدس, في الوقت الذي تعاني فيه الضغوط الأمريكية الهادفة إلي تحقيق وعود اوباما التي قطعها علي نفسه للسعي لاقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وعاصمتها القدسالشرقية. وللخروج من هذا المأزق تحاول حكومة نتانياهو اعادة خلط الاوراق والاسراع بفرض واقع جديد يعيد الأوضاع كلها إلي نقطة الصفر, وعندها لايكون الحديث عن الدولة وانما عن الانسحاب من غزة حسب الشروط الإسرائيلية. وما نتحدث عنه ليس بعيدا وتشير له تصريحات وتقارير تؤكد ان هناك جولة جديدة من المواجهة العسكرية في القطاع لانجاز مالم يتحقق في العدوان السابق, ولن يتعذر علي الإسرائيليين اختلاق الذرائع والمبررات, وحتي اذا رفض العالم وادان واستنكر فذلك ليس جديدا ولا طائل من ورائه. وقد رأينا كيف تحولت صواريخ سكود إلي قضية يتحدث عنها الجميع بين عشية وضحاها, ورغم النفي السوري واللبناني فان التوابع مستمرة والهدف تسخين الجبهات للتشويش والتمويه علي الوجهة الحقيقية للمغامرة الإسرائيلية المقبلة. ولكن تحقيق المصالحة وتوقيع حماس يغير المعادلة القائمة ويجعل من الفلسطينيين جميعا في الضفة وغزة جبهة واحدة تجبر الطرف الإسرائيلي علي المراجعة ودراسة الموقف من جديد. آن الاوان للقرارات الصحيحة, والوقت ينفد والمؤشرات خطيرة ومصير شعب القطاع في رقبة حماس التي يجب عليها فك الارتباط فورا بين القضية الفلسطينية وتحقيق المصالحة وبين الملفات الاقليمية الاخري العالقة لحين اشعار اخر. [email protected]