الإدارة الأمريكية لا تفرق بين تونسي وعراقي ومصري وسعودي, ولا تفرق بين ثقافات وأديان, هدفها الأول والأخير هو كيفية السيطرة علي الثروات ومصادر القوة حتي ان كان عن طريق استخدام القوة لأنها اصبحت الآن أقل قدرة علي تنفيذ سياستها. وفي محاولة منها لإدراك العقلية الأمريكية طرحت صحيفة الجارديان البريطانية سؤالين هما: ما الذي يقوم بتسيير الإدارة الأمريكية؟ وكيف تسيطر أمريكا علي العالم؟وحسب الصحيفة فإن من يسيطر علي الإدارة الأمريكية هما فئتان: الأولي, هم الصهاينة الذين يتسلحون بالمنظور الديني الذي يهدف إلي تجميع يهود العالم في فلسطين, والثاني: هي المؤسسة العسكرية التي تعتقد أن أمريكا تستطيع أن تسيطر علي العالم بالقوة, ويطالبون بالمزيد في ميزانيتهم علي الرغم من أن مصاريف أمريكا الاسبوعية علي هذه المؤسسة تقدر ب11 مليار دلار. واضاف أن هذا التحالف يستطيع التحكم في دول العالم بأربع وسائل أولها: احتكار تجارة السلاح, للتحكم بالمنع والمنح, ثانيا: السيطرة علي الثروات من نفط وقمح, فمن يتحكم بالنفط يتحكم بالتطور والتنمية, ومن يتحكم بالقمح يتحكم بالجوع, ثالثا: الشرعية الدولية من خلال التحكم بمجلس الأمن الدولي الذي يقسم الدول بين دولة شرعية, ودول عدوة للنظام الدولي, ورابعا: السيطرة علي الإعلام العالمي, الأمر الذي يكفل لها التحكم في وجهة نظر الشعوب ونشر ما يريد نشره. وبدأت الصحيفة بأنه بعد انهيار العدو السوفيتي مصدر القلق والرهبة للولايات المتحدة. جاءت أمريكا بفكرة محاربة الإرهاب في أفغانستان القريبة من باكستان التي تمثل خطرا بامتلاكها سلاحا نوويا, وتم حبك مسرحية11 سبتمبر التي قدمت الحجة علي وجود خطر إرهابي وخطر تنظيم القاعدة المتمركزة في أفغانستان بمساهمة الإعلام الصهيوني إلا أن المقاومة غير العادية من الأفغان أدت إلي فشل هذه الحرب وتكبدت أمريكا العديد من الخسائر فكان التسرع بغزو العراق.وذكرت الصحيفة أن الغزو الأمريكي للعراق لم يكن حبا في الديمقراطية بل لانها تملك ثاني أكبر مخزون للنفط في العالم إلا أنها لم تستطع أن تتعامل مع المتظاهرين. وكان العراق قادرا علي تفكيك الضوابط التي وضعتها قوات الاحتلال وبات من الصعب تحقيق الأهداف الأمريكية حتي أعلن بوش عام2007 أن أي ترتيبات لاحقة مع العراق لها محوران, هما: تشجيع الاستثمارات الخارجية, خاصة الأمريكية وأن يكون لدي الولاياتالمتحدة الحرية في القيام بأي عملية قتالية من قبل قواتها العسكرية التي ستحتفظ بها. وذكرت ايضا أن أوباما قدم قرارا لمجلس الشيوخ خلال الغزو الإسرائيلي للبنان يطالب فيه الولاياتالمتحدة ألا تفعل شيئا لعرقلة العمليات العسكرية الإسرائيلية قبل أن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم, والقي اللوم علي إيران وسوريا لأنهما دعموا المقاومة لتدمير إسرائيل في لبنان. وعن قلق الولاياتالمتحدة ازاء الإسلام السياسي ذكرت الصحيفة أن ذلك تماما هو نفس قلقها ازاء التنمية المستقبلية, فعلي سبيل المثال السعودية بالنسبة لها هي دولة اصولية متطرفة تقوم بتمويل الإرهاب, وكذلك ايضا مصر والعراق, وقامت بتوجيه الاتهام إلي إيران بأنها تسعي إلي زعزعة الاستقرار في العراق وأفغانستان. وتعتقد الصحيفة أنه بشكل عام فان الولاياتالمتحدة تعودت علي استخدام القوة, مثلما فعلت إبان الحرب الباردة حتي مع انخفاض القدرة علي تنفيذ القوة, وأنها تدعم الديمقراطية المطابقة لمصالحها الاستراتيجية والاقتصادية.وأكدت الصحيفة أن الحرب الآن هي حرب السيطرة علي الثروات الطبيعية من ماء وقمح ونفط وذهب, وأن علي أمريكا وضع يدها علي جميع هذه الثروات حتي تتحكم في بقية الدول الاقتصادية الصاعدة مثل الصين وكوريا الشمالية وإعادة انعاش اقتصادها, وتعد إفريقيا غنية بجميع الثروات, ومن هنا تؤكد الصحيفة أن المشروع الأمريكي الجديد هو احتلال القارة الإفريقية, وضمان حضورها العسكري المباشر, وسيكون بالطبع محاربة الإرهاب, ونشر الديمقراطية الذريعة الأولي لتبرير وجودها بالقارة, وبذلك ستكون الولاياتالمتحدة هي صانعة الإرهاب في القارة.