صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ترجمة عربية لكتاب "حكام العالم الجدد" تاليف جون بيلجر، وترجمه إسماعيل داود. وأوردت صحيفة "اليوم الالكتروني" أن الكتاب يقدم رصدا لمخططات وأهداف الهيمنة والنفوذ التي تسلكها القوى الكبرى في العالم لتتحكم من خلالها في العالم الراهن، ولإحكام قبضة السيطرة على نمط العلاقات الدولية. ويتناول المؤلف المخططات التي تضعها القوى العالمية لتحقيق أهداف السيطرة، مؤكدا ان الإمبريالية التقليدية المتمثلة بالغزو وإخضاع الشعوب بالقوة العسكرية لم تعد هي النمط السائد ولكنها أصبحت سيطرة من نوع آخر تتأتى من خلال السيطرة التكنولوجية والشركات العابرة للقوميات وشعارات العولمة. ويتخذ اندونيسيا كمثال للعالم الثالث الذي يوذاجه هذه المخططات، موضحا كيف تدخلت المؤسسات المالية والدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لصياغة برامج الإصلاح الاقتصادي في معظم دول العالم الثالث بما يخدم مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية والقوى الغربية وضمان التحويلات المالية المعكوسة من الجنوب إلى الشمال. كما أشار إلى التدخلات التي تمت عبر الشركات أو عبر المركزية الأمريكية لتغيير نظام الحكم في بعض الدول لضمان استمرار هذه الهيمنة. وتطرق المؤلف لمأساة حصار العراق قبل الغزو الأمريكي بأعوام، موضحا آثار هذا الحصار على الشعب العراقي والأهداف الأمريكية المباشرة من ورائه، والتي تتمثل - حسب تعبير المؤلف – في سيطرة الولاياتالمتحدة وحلفائها على برنامج النفط مقابل الغذاء والتحكم في البضائع والأدوية التي تدخل إلى العراق لخدمة المخطط الأمريكي في تحطيم القوى المناوئة للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. كما استعرض أهداف ونتائج الحرب التي خاضتها الولاياتالمتحدة في أفغانستان عقب وقوع أحداث 11 سبتمبر 2001 تحت ستار الحرب ضد الإرهاب وشنها لحرب إعلامية ضخمة بهدف قلب الحقائق وتزييف الواقع بما يخدم أهداف ومصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها وتوزيع القوى والنفوذ في العالم. وانتقل المؤلف للحديث عن الأسباب الحقيقية لتمكين الهيمنة الأمريكية، موضحا ان الولاياتالمتحدة تمتلك نصف ثروات العالم في حين يبلغ تعداد سكانها حوالي ستة بالمائة من إجمالي سكان العالم، وان ثراءها وقوتها وبقاءها يعتمد على الإبقاء والمحافظة على هذه الفجوة وهذا هدفها الاستراتيجي.