كيسنجر: إسرائيل ستقهر العرب من جديد وبعد 4 قرون تطل علينا نبوءة مايكل نوستراداموس الطبيب والمنجم الفرنسي التي تنذر باندلاع حرب عالمية ثالثة من خلال حديث السياسي المخضرم هنري كيسنجر، مستشار الأمن القومي الأمريكي ووزير الخارجية الأسبق في عهد ريتشارد نيكسون لصحيفة "ديلي سكيب" الأمريكية، والذي يري أن المناوشات التي وصلت لأقصاها بين الصين والولاياتالمتحدة من جهة وظهور بوادر الخلاف بين الأخيرة وروسيا من جهة أخري ما هي إلا تمهيد لحرب عالمية ثالثة فالصراع قد بلغ ذروته ودخل مرحلة الأزمة بين القوي العظمي خاصة بعد التغيرات التي طرأت علي منطقة الشرق الأوسط وتضارب المصالح فيها. وربط الثعلب العجوز رؤيته هذه بمخطط الدوائر السياسية الأمريكية لاحتلال سبع دول شرق أوسطية من أجل النفط باستخدام أداتها الناتو كما حدث في ليبيا ومن ثم التحكم في السياسات المستقبلية لعدة دول علي رأسها التنين الأصفر والدب الروسي. في عام 2006 كشفت إيطاليا عن وثيقة مجهولة كان قد كتبها نوستراداموس الذي عاش بين عامي 1503 و1566 تبين الخط الزمني المخفي للحرب العالمية الثالثة، وتصاعد حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط وعن أنه وسط حالة التوتر تلك سيتمكن أحد قادة الشرق الأوسط من قيادة بلاده نحو امتلاك السلاح النووي، ويشير نوستراداموس في نبوءته إلي أن هذا الزعيم الشرق أوسطي لن يتردد في استخدام السلاح النووي في حالة تعرض بلاده للخطر إضافة إلي تعامله مع شن الحرب علي أنها واجب، ومن ثم المواجهة بين الولاياتالمتحدة والصين وروسيا والحرب العالمية الثالثة. أعلن كيسنجر في حواره الذي أجراه مع الصحيفة الأمريكية الشهر الماضي أن هذه المواجهة ستحدث وبدأ الإعداد لها بإسراع الاتحاد الأوروبي بالتوحد في كيان واحد متماسك قوي جاء من إدراكه حقيقة المواجهة العسكرية بين واشنطن وكل من موسكو وبكين المتفاخرتين بقوتهما. وتوقع كيسنجر، الصهيوني المتعصب، أن تكون الولاياتالمتحدة هي المنتصر الوحيد في هذه الحرب الضروس. وأضاف أن واشنطن تركت الصين تعزز من قدراتها العسكرية وتركت روسيا تتعافي من الإرث السوفييتي السابق، مما أعاد الهيبة لهاتين القوتين، لكن هذه الهيبة هي التي ستكون السبب في سرعة زوال كل منهما ومعهما إيران التي يعتبر سقوطها هدفا أول لإسرائيل، والتي مازالت حجر العثرة أمام تحقيق المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط من خلال السيطرة التامة عليه وعلي موارده وثرواته. فهناك خريطة الشرق الأوسط الجديد كما يطلق عليها صناع السياسة الأمريكية والتي تطلب من العسكريين احتلال سبع دول شرق أوسطية من أجل استغلال مواردها الطبيعية خصوصا النفط والغاز. فالعسكريون الأمريكيون كما يقول كيسنجر، حققوا هذا الهدف أو هم في طريقهم إلي تحقيقه وبقي إسقاط إيران من أجل إحداث التوازن. وأضاف كيسنجر أن كلا من الدب الروسي والتنين الأصفر لن يقفا موقف المتفرج، خصوصا بعد أن تشن إسرائيل حرباً جديدة بكل ما أوتيت من قوة لقتل أكبر قدر من العرب. وهنا سيستيقظ الروس والصينيون، وقتها سيكون نصف الشرق الأوسط علي الأقل قد أصبح إسرائيليا، وستصبح المهمة ملقاة علي عاتق الأمريكيين وحلفائهم، المدربين جيداً والمستعدين في أي وقت لدخول حرب عالمية ثالثة يواجهون فيها الروس والصينيين، ينتصر فيها الأمريكيون ومن ثم سيتم بناء قوة عظمي وحيدة قوية صلبة منتصرة هي الحكومة العالمية التي تسيطر علي العالم. ولهذا تعتبر الولاياتالمتحدة قيادة الشرق الأوسط أحد المفاتيح للهيمنة علي العالم بسبب الموارد الغنية في هذه البلدان. فعقب أحداث 11 سبتمبر، توجهت أمريكا وحلفاؤها نحو الشرق الأوسط لمكافحة الإرهاب، وجعلت استراتيجية العداء والحرب التي لا نهاية لها والتوترات والنزاعات تحوط بالمنطقة من خلال مخطط الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي أعلن في اجتماع الثمانية الكبار عام 2003 وأطلق عليه اسم "الشرق الأوسط الجديد"، الغرض منه الدعم الكامل ومساعدة إسرائيل لردع الشرق الأوسط وغيرها من البلدان والتواصل مع قادة الدول الإسلامية الأخري من خلال عقد العلاقات التحالف يجعل لديها الحق في المشاركة في تنسيق وتنفيذ استراتيجية والناطق الرسمي في الشرق الأوسط، والسيطرة علي منابع النفط في دول الخليج وليبيا وجنوب السودان والتي تتعلق مباشرة بالنمو المستقبلي للصين. فالسيطرة علي الشرق الأوسط، الممتد من شواطئ الأطلسي في الغرب إلي حدود الصين في الشرق، سيتيح لأمريكا إقامة منطقة عازلة بين أوروبا وإفريقيا، وبين أوروبا وروسيا، ومنع روسيا والصين من بلوغ الشواطئ الدافئة البحر المتوسط أو المحيط الهندي، أو وجود أي تقارب أو تناغم محتمل في بلدان المنطقة الأوروآسيوية سواء علي الصعيد الاقتصادي أو علي الصعيد السياسي. ولقد شكلت مرحلة جورج بوش محاولة الولاياتالمتحدة تنفيذ مخططها هذا عبر اجتياح أفغانستان، فالعراق، بذريعة محاربة الإرهاب الإسلامي الذي يقوده "تنظيم القاعدة" وتدمير أسلحة الدمار الشامل المزعومة للعراق . ولتحقيق هذا الهدف عملت الإدارة الأمريكية، بحسب رأي الباحث والصحفي الأمريكي ويليام انجدال، علي زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط، من خلال مخطط دمقرطة العالم الإسلامي بأكمله من أفغانستان إلي إيران ومن ثم منطقة الخليج العربي وصولاً إلي افريقيا وحتي المغرب، أطلق عليه "الربيع العربي" تم تخطيطه وتنظيمه في تونس ومصر وغيرها من البلدان التي شهدت ثورات. وأضاف أن الثورات العربية ما هو إلا وجه من وجوه الهيمنة الأمريكية ولكن هذه المرة وفق استراتيجية جديدة تعتمد مبدأ التآمر غير المباشر وتغيير الأنظمة غير المرغوب فيها دون إراقة الدماء الأمريكية وبدون تدخل مباشر. ومثال علي ذلك الرئيس المخلوع مبارك خاصة أن واشنطن كانت تعتبره صديقاً نظراً لأن مصر ركيزة أساسية لعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وبالرغم من خضوعه لهم إلا أن أوباما طالب مبارك بالتنحي علي الفور لأن واشنطن رأت أن ذلك يصب في مصالحها ومشروعها الجديد للمنطقة. ويؤكد انجدال إن آخر شيء كانت تريده واشنطن هو ديمقراطية حقيقية في العالم العربي (بالرغم سريان المخطط الآن في طريق معاكس للهدف الأمريكي) لأن الديمقراطية ستسقط الأقنعة وتظهر كراهية وعداء البلدان العربية لأمريكا وإسرائيل. لذا مع مجيء الرئيس الأمريكي باراك أوباما عمل علي تحسين الصورة الأمريكية وإصلاح العلاقات مع العالم الإسلامي وكسب دعم تأييد الدول الإسلامية المعتدلة من خلال خطابه في القاهرة وتركيا، وانحناءة للملك عبد الله بن عبد العزيز، ولكنها ما هي إلا استكمالاً لخطة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط ولكن باتباع السياسة الناعمة بدلاً من سياسة العنف أو الحروب، التي نهجها سلفه بوش، ولم تحقق طموحاتهم وكبدتهم خسائر وإخفاقاً منيت به واشنطن في غزو العراق والمستنقع الأفغاني. وأكد أنجدال في التليفزيون الروسي، أن الولاياتالمتحدة وظفت عدة أدوات لتحقيق هدفها أولها التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني تحت مسمي الحريات واستطاعت النفوذ إلي الدول التي تعاني من حكام مستبدين، مثل مصر وتونس وغيرها، من خلال المنظمات الأجنبية غير الحكومية التي يمولها الكونجرس الأمريكي ومؤسسة الوقف الوطني للديمقراطية وإضافة إلي ما يسمي منظمات حقوق الإنسان التي تعمل علي تأجيج النزاع بما يتماشي مع أهواء السياسة الأمريكية. وأخري مثل حلف شمال الأطلسي "الناتو" كما حدث في العراق وأفغانستان ومؤخراً ليبيا، فلم تكن الحرب التي شنتها واشنطن بأداتها "الناتو" يوماً لتحقيق الحرية والديمقراطية، وشدد أنجدال علي أن الربيع العربي في ليبيا مثلا كان بهدف السيطرة علي نفط هذا البلد ومنع الصين من استيراده عبر الشرق الأوسط والضغط عليها اقتصادياً وخصوصاً بعد أن ضيقت الصين المساحة اقتصادياً بينها وبين الولاياتالمتحدة، بانتشار الشركات الصينية المتخصصة بالطاقة والمواد الخام في إفريقيا التي تحاول فرض سيطرتها علي القارة السوداء منذ الحرب الباردة. ويبدي محللون آخرون رأيا علي النقيض فإذا كانت واشنطن هي الصانعة للربيع العربي فإنها الآن قلقة جداً من تصاعد الميول المناهضة للولايات المتحدة واسرائيل في المنطقة خلال مجري الربيع العربي، لأن ما كانت تعتقده تيار تستطيع السيطرة عليه وتوجيهه فيما يخدم مصالحها بات حقيقة وثارت بعض الشعوب العربية ثورة حقيقية بعد أن أفاقت من كبوتها ولن تهدأ ولن تخضع لحاكم مستبد بعد اليوم. ولذا تحاول واشنطن الآن توجيه الثورات العربية في مجري أكثر هدوءا، فتؤيد الأنظمة الملكية العربية والقوي المحافظة في مصر وتونس واليمن، مع أنها تبدي استعدادا لمواصلة دعم محاولات إسقاط الأنظمة التي لا تروق لواشنطن في المنطقة. فبعد ليبيا ينتظر ان يأتي دور سورية، ومن بعدها إيران.