أكثر من عام مضي علي طرح فكرة التدخل الدولي عسكريا بسوريا التي دخلت ثورتها ضد نظام بشار الأسد علي اكمال عامها الثاني, ولم يحدث جديد, وكان ستيفن كوك الباحث الأمريكي في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية أول من اقترح القيام بعمل عسكري أو علي الأقل التفكير بجدية حول هذا الموضوع. وبالأمس القريب أعلن مرصد حقوق الإنسان بسوريا عن استشهاد5 الآف سوري في شهر يناير الماضي فقط مما يزيد الوضع سوءا, كما أعلنت الأممالمتحدة مؤخرا عن تجاوز قتلي الأسد عدد60 ألف سوري. ووسط كل هذا لم يري الشعب سوي العديد من الكلمات, هذا بالإضافة الي فشل مهمة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان بسبب تعنت النظام, مؤكدا أن الأسد يرغب في استخدام كافة الوسائل من أجل البقاء في السلطة, كما أن لعنة الوساطة تلاحق خلفه الأخضر الإبراهيمي منذ البداية, حيث لخصت أولي تصريحاته بعد تولي مهمته الدولية انه لا يحمل أي جديد وليس لديه أية افكار محددة, حتي أن مجلس الأمن فشل في الاتفاق علي بيان بشأن ما يجري علي الساحة السورية من استهداف المدنيين واللاجئين السوريين واكتفي بكونها أعمالا إرهابية شنيعة يرتكبها إرهابيون وجماعات متطرفة. وكشف معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري مؤخرا أن الدول الكبري لا تملك تصورا واضحا حول حل الأزمة السورية, وهو الأمر الذي دفعة لعرض حوار مع من لم تتلطخ أيديهم بالدماء من اركان نظام الأسد. التدخل العسكري لن يحدث دون الدعم الأمريكي, وليس هناك ما يوحي إن الولاياتالمتحدة لديها أي مصلحة في التدخل, بغض النظر عن عدد القتلي, واكتفت إدارة أوباما بالتحذير من استخدام الأسلحة الكيماوية واعتبرتها خط أحمر. ودافعت صحيفة ذي أتلانتيك الأمريكية عن من يعارض التدخل العسكري موضحة ان لديه الاسباب التي تتركز في خطورة الاقدام علي مثل هذا العمل غير التكلفة الباهظة, ومع ذلك فإن حقيقة أن بعض الخطوط الحمراء موجودة تشير إلي أن الولاياتالمتحدة ستكون مستعدة للتدخل في مرحلة ما علي الرغم من هذه الصعوبات. وقالت إن غزو حرب العراق والمعاناة التي عانتها وتعانيها يسيطر بشكل كبير علي القرار الأمريكي للمشهد السوري, مؤكدة ان قرار الحرب في حد ذاته كان واحدا من أكبر الحماقات الاستراتيجية في التاريخ الحديث للسياسة الخارجية الأمريكية والتي كان الدافع الحقيقي وراءها هو المصالح المضللة لبوش الابن حيث كان الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت, خاصة وانها ادت إلي سلسلة من الأخطاء التي من المرجح أن تأسف عليها في الوقت المناسب. كما ان العديد من القوي الدولية لديها حالة من النفور من التدخل العسكري خوفا من الدخول في مستنقع عراق آخر و لا أحد اقتراح غزو بري كامل علي سوريا.