لم تشفع نظرات التوسل التي ملأت عينيها ولا ليالي ألف ليلة وليلة ولا أيام السعادة التي قضياها في أن تثنيه عن تعذيبها وتلبية رغبتها في الابتعاد عنها, فقد انقض عليها كالوحش الكاسر بالماء المغلي علي جسدها الجميل وأوثقها بالحبال داخل جراج بمنزل الزوجية وكسر ساقيها بعد أن شوه وجهها بالطعنات حتي لايسمع صراخها حتي تتنازل عن قضية خلع. تفاصيل المأساة شهدتها قرية المنشأة بمركز شبين عندما نشأ عبد الهادي بداخلها واستهواه بناء جسده حتي أصبح مفتول العضلات ولا يمشي إلا بصحبة مجموعة من الشباب أرادوا أن يمثلوه في القوة, وهو ماجعله يعرف طريق الشقاوة التي قتنت به الكثيرات من بنات القرية ولكن قلبه كان مغلقا عليهن حتي دق قلبه بمجرد رؤيته لأمل التي تصغره بأربعة أعوام وشعر أن القدر سيهديه إياها كي تكون رفيقته في درب الحياة, فتقدم لخطبتها من أهلها الذين ارتضوه زوجا لابنتهم التي وجدت فيه فتي أحلامها البسيطة وملاذها من حياة الفقر التي عانتها مع أسرتها. مرت السنوات من زواجهما ولم تكن لأحاديث حبهما نهاية ولا لسعادتهما بالعش الجديد غاية حتي عرفت الخلافات طريقها للزوجين بعد حرص الزوج علي المضي قدما في طريق الغواية والبلطجة ولم تفلح محاولات الزوجة في إثنائه عن ذلك الطريق بل كان رفقاؤه أقرب إليه وهو ما فسرته الزوجة بأن حبها قد خفت في قلبه وحبه لذاته وأقرانه أكبر من الحب الذي جمعهما وعبثا حاول الزوج اقناعها أنه سيوفر لها عيشة أفضل ليهربا من حياة الفقر والتشرد التي ألفاها في القرية. ظن الزوج أنه سيستطيع الحياة بدون أمل لكنه فوجئ بأن حبها سلب عقله وقلبه وارادته ورغم محاولاته اللحوحة لها وتوسلاته للبقاء معه إلا أنها هجرته إلي منزل أهليتها, الا انه سرعان ماتهيج خواطره ويحن لضلاله القديم مع زوجته. تراجع الزوج عن صرامته وأبدي بعض التنازلات بإرسال أقاربه الي زوجته كي يعيدها الي عش الزوجية, حتي تمكن بعد جهد من اقناعها وأسرتها بتغيير سلوكه وطريقته في التعامل معها ولكي يبدي حسن النية قام بتغيير نمط حياته وابتعد عن رفقاء السوء حتي عادت له. الا أن صديقات السوء كان لهن مسلك آخر في هذه الزيجة فسرعان ماذهبن لتهنئة صديقتهن بالعودة الحميدة وهن يدسسن في أحاديثهن لها السم في العسل بأن زوجها لم يتغير وعرف عليها الكثيرات خلال فترة ابتعادهما عن بعضهما و لم تتدبر الزوجة الأمر واستسلمت لوساوس الشيطان., وما ان هم باحتضانها بشدة تدل علي صعوبة فراقه لها حتي تغيرت ملامح وجه الزوجة وأصرت علي الفراق ولاذت بالفرار إلي منزل أهلها وعبثا حاولت الطلاق إلا أن حب الزوج لها وتمسكه بها وقف حائلا دون الحصول علي حريتها فطرقت أبواب المحامين لرفع قضية خلع وعندما علم الزوج وجاءته ورقة الانذار علي يد المحضر جن جنونه واستخدم أسلوبه القديم وأحضرها علي غير رغبتها وأوثقها بالحبال داخل جراج المنزل ثم سكب عليها الماء المغلي وكسر ساقيها في محاولة لإجبارها علي التنازل عن القضية التي تنظرها المحكمة خلال الساعات القادمة لتجد نفسها في المستشفي وتطلب النجدة لتحرر محضرا ضد الحبيب الغالي. كان اللواء أحمد عبد الرحمن مدير أمن المنوفية قد تلقي إخطارا من الرائد محمد أبو العزم رئيس مباحث شبين الكوم يفيد بورود إشارة من المستشفي بوصول ربة منزل مصابة بكسور وحروق وحالتها العامة سيئة. بالانتقال الفوري والفحص وسؤالها اتهمت زوجها بقيامه بالتعدي عليها ضربا وأوثقها بالحبال داخل جراج المنزل ثم سكب عليها الماء المغلي وكسر ساقيها في محاولة لإجبارها علي التنازل عن قضية الخلع التي تنظرها المحكمة يوم3 فبراير المقبل, تم تحرير محضر رقم1117 جنح المركز وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيق.