لم تشفع نظرات التوسل التي ملأت عينيها ولا طفلهما ولا أيام السعادة التي قضياها في أن تزيل شكوكه التي ملأت رأسه بالخيانة, فقد انقض عليها كالوحش الكاسر بالسكين ليفصل رأسها عن جسدها الجميل. بعد أن شوه وجهها بالطعنات حتي لايسمع صراخها. تفاصيل الجريمة البشعة شهدتها منطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر عندما ورث أحمد(24 سنة) من والده مهنة السباكة التي وجدها تجلب له الرزق الوفير, وهو ماجعله يعرف تفاصيل جيرانه وأولادهم بحكم دخوله المتكرر للمنازل لتصليح الأعطال حتي دق قلبه بمجرد رؤيته لشيرين التي تصغره بأربعة أعوام وشعر أن القدر سيهديه إياها كي تكون رفيقته في درب الحياة, فتقدم لخطبتها من أهلها الذين ارتضوه زوجا لابنتهم التي وجدت فيه فتي أحلامها البسيطة وملاذها من حياة الفقر التي عانتها مع أسرتها. مرت الشهور الأولي من زواجهما ولم تكن لأحاديث حبهما نهاية ولا لسعادتهما بالعش الجديد غاية حتي عرفت الخلافات طريقها للزوجين بعد انجابهما لمولودهما الأول وحرص الزوج علي النقود التي يتكسبها من عمله وهو ما فسرته الزوجة بالبخل الشديد وحبه لذاته بعد أن فشل في اقناعها أنه يدخرها لمعيشة أفضل ليهرب من حياة الفقر والتشرد التي ألفاها في العزبة وهو ماجعله في نهاية المطاف يرضخ لمطلبها بتطليقها بعد خمس سنوات من الزواج. ظن الزوج أنه سيستطيع الحياة بدون شيرين لكنه فوجئ بأن حبها سلب عقله وقلبه وارادته ورغم محاولاته باسدال الستار عن ماضيه معها بمواصلته للعمل بهمة لاتعرف الوهن أو الملل, الا انه سرعان ماتهيج خواطره ويحن لضلاله القديم مع زوجته وطفله. تراجع الزوج عن صرامته وأبدي بعض التنازلات بإرسال أقاربه الي طليقته كي يعيدها الي عصمته, حتي تمكن بعد جهد من اقناعها وأسرتها بتغيير سلوكه وطريقته في التعامل معها ولكي يبدي حسن النية قام بدفع25 ألف جنيه كمهر لاعادتها الي منزلها معززة مكرمة. الا أن أصدقاء السوء كان لهم مسلك آخر في هذه الزيجة فسرعان ماذهبوا لتهنئة صديقهم بالعودة الحميدة وهم يدسون في أحاديثهم السم في العسل بأن زوجته خلال فترة انفصالهما كانت علي علاقة مع ابن عمها والذي كان دائم التردد علي مسكن أسرتها في غفلة من أقاربها. لم يتدبر الزوج الأمر واستسلم لوساوس الشيطان. وبعد أن انتهت ليلة الزفاف وودع الزوج معازيمه وأصدقاءه وأغلق باب شقته علي زوجته التي كانت مبتهجة القلب ومتوردة الوجه لعودتها الي حبيبها, وما ان همت باحتضانه بشدة تدل علي صعوبة فراقها له حتي تغيرت ملامح وجه الزوج الذي شد علي عنقها بكل ما يعتمل في صدره من ألم الخيانة الذي عصر قلبه وهو يتمتم بجملة واحدة خائنة.. خائنة فحاولت أن تفك قيدها الا أنه لم يعطها الفرصة فأمسك السكين وانهال علي وجهها بالطعنات حتي اختفت معالمه من آثار الدم الذي ارتبط بجلد الوجه ثم فصل رأسها عن جسدها ولاذ بالفرار.