عاد سالم لمنزله منهكا بعد شقاء يوم قضاه في عمله للجلوس مع زوجته وطفله, لتزيل ابتسامتهما عنه التعب وتهون مع فرحتهما أي عناء . وما إن جلس حتي تعالت الضحكات مقترنة بصوت طرقعة الدومينو علي سطح الترابيزة الرخام تحت شباك شقته بمنطقة عزبة الصعايدة بصفط اللبن.وكلما خفتت الأصوات عادت للانطلاق مرة أخري, مع الشتائم التي يتبادلها تاجرا المخدرات جارا سالم وأصدقاؤهما, ما عكر مزاجه وكدر صفوه, وزاد من إصابته بإرهاق وتعب; فما يصبح فيه الجيران ينامون فيه, وذلك بسبب إبراهيم ووليد وشلة الأصدقاء الذين جمعتهم الليالي الساهرة لبيع المواد المخدرة جهارا نهارا, علي مرأي ومسمع الجميع, مستغلين حالة الانفلات الأمني التي ما زالت قائمة ومستمرة بأماكن كثيرة في أرجاء البلاد. خرج سالم مسرعا لمعاتبة تاجري المخدرات علي الألفاظ النابية التي تخرج منهما, وحاول إبعادهما من أمام شباك شقته بالطابق الأرضي, وعندما بدأ بمعاتبتهما, انهالا عليه بالسب والشتم هما وبعض أصدقائهما, حيث قاموا بضربه وتعذيبه علي مرأي ومسمع من الجميع, الذين وقفوا يشاهدون الموقف من دون أي تدخل. وفي تلك الأثناء, استل الشقيقان تاجرا المخدرات الأسلحة البيضاء, وانهالا علي سالم بالطعنات حتي سقط غارقا في دمائه, ولم يتركاه حتي لفظ أنفاسه الأخيرة وسط ذهول المارة بالشارع ولاذ المتهمان بالفرار, لينزل جميع الجيران من البيوت بعد أن وقفوا يتفرجون من شرفات منازلهم علي صوت صرخات زوجته, التي انهارت بجواره وهي تحمل طفلها الصغير. وكان اللواء أحمد الناغي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة, قد تلقي إخطارا من اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث, بورود بلاغ من المواطنين بنشوب مشاجرة بشارع عزبة الصعايدة ووجود متوفي. انتقل إلي مسرح الواقعة اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث. وتبين من الفحص وصول جثة سالم27 سنة نقاش مصابة بطعنات متفرقة بالجسد, ودلت تحريات اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة علي حدوث مشادة كلامية بين المجني عليه وبين إبراهيم20 سنة وشقيقه وليد23 سنة وعدد من أصدقائهما, وذلك بسبب اعتراض المجني عليه علي قيام المتهمين ببيع وترويج المواد المخدرة أمام شباك شقتة. تم عمل بعض الأكمنة, نجح في أحدها العميد جمعة توفيق رئيس مباحث قطاع الغرب, في القبض علي المتهمين, وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الجريمة.