رحل ملك التغطية وكابتن نادي الزمالك والمنتخب القومي يكن حسين الي عالم البقاء مودعا دنيانا الفانية لم يشعر الكابتن بمرض أو تعب قبل الرحيل ولكن جاء القضاء فجأة وهذا أمر الله الذي لاراد لأوامره وقبل رحيل الكابتن منذ بضعة أسابيع كنت أجالسه كعادتي بين حين وآخر عندما أخطو داخل النادي الأبيض وعندما شاهدني داخلا عليه قام مرحبا وصائحا كعادته أهلا ياولد أهلا ياخال, والجلسة مع يكن دائما ماتكون مليئة بالضحك والسرور فهو من الظرفاء حيث القفشة الحلوة والنكتة الجميلة علي لسانه تأتيه عفو الخاطر وكم من حكايات يقصها يكن فيها الكثير من النوادر الطريفة وذكرياته عن المباريات التي خاضها واللاعبين الذين زاملوه في مسيرته الكروية تعطي الانطباع بأنه منجم موسوعي لتاريخ طويل عارك فيه كرة القدم والتقي خلال سنواته بلاعبين واداريين وحكام ومدربين وجماهير لهم معه مواقف وطرائف وحكايات, والكابتن لم يكن منفردا في ذلك وإنما هو ابن جيله فهو واحد من بين لاعبين عاشوا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي يتصفون في غالبيتهم بخفة الظل وعشقهم لكرة القدم من أجل متعة الكرة والهواية الخالصة لامن أجل الدرهم والدينار كما هو حال لاعبي هذه الأيام الذين من النادر أن تجد من بينهم من يوصف بالظرف وملكة الدم الخفيف فهم دائما متجهمون لا هم لهم الا التعاقدات والانتقالات من ناد الي آخر وغير ذلك مما يشغل بالهم, كان يكن حسين ينتمي لمجموعة الظرفاء من اللاعبين أمثال عبدالكريم صقر ومحمد الجندي وحنفي بسطان وحلمي ابو المعاطي وغيرهم ولذلك لم يكن مثقلا بالهموم بل يترك الدنيا تأخذه كيفما تشاء ويطبق المثل الذي يقول إضحك للدنيا تضحك لك وأعود الي جلستي معه وهي التي أصبحت خاتمة جلساتنا معا إذ نظرت إلي صورة فوتوغرافية في برواز معلقه خلفه علي جدار مكتبه, كانت نظرتي للصورة طويلة ومتمعنة حتي أنني وقفت لأقترب منها, كانت الصورة زاخرة بماض جميل يضم جيلا جميلا من كباتن مصر, عبدالجليل حميدة حارس الاهلي وحارس المنتخب, يكن وحنفي بسطان والدالي لاعبي الزمالك للدفاع حلمي ابوالمعاطي لاعب الاهلي وحمزة عبدالمولي لاعب الترسانة مساعدي دفاع مكاوي وتوتو لاعبي الاهلي وعلاء الحامولي لاعب الزمالك والضظوي لاعب المصري قبل ان ينتقل الي الاهلي وشريف الفار لاعب الزمالك لخط الهجوم. ضحك يكن وقال معلقا علي الصورة. دا الفريق القومي اللي لعب مباراة الإياب مع المنتخب الايطالي في يناير1954 وكانت المباراة في ميلانو, والمباراة الأولي لعبناها في ملعب الاهلي وكانت النتيجة فوز الايطاليين1/2 ولعبنا المباراة بفاعلية وضيعنا اهدافا وفرصا كثيرة, ثم استطرد علشان كده الايطاليين خدونا ملعب في شمال ايطاليا في ميلانو في عز الثلج, يومها لم نحتمل شدة البرد القارص لدرجة انهم جابوا لنا جونتيات لبسناها في الشوط الثاني والمباراة انتهت بفوز الايطاليين باربعة اهداف لهدف وقال كنا قبل إنشاء الاتحاد الافريقي لكرة القدم نصفي كأس العالم مع فرق اوروبا.. كانت أيام, ثم تساءل يكن قائلا انت مش ملاحظ حاجة ياخال ولكني لم أجبه فقد كنت ألمح مايريد قوله فتركته يجيب علي السؤال فقال ضاحكا مش ملاحظ ان كل اللي في الصورة افتكرهم ربنا واتكلوا وانا الوحيد اللي لسه.. ويا عالم دوري حيجي امتي قال ذلك وهو يضحك عاليا, ولم تمض الا ايام قليلة حتي صم القضاء وكأنه كان يتنبأ برحيله, ويغادر يكن دنيانا ووراءه تاريخ حافل بالعطاء للكرة المصرية يرحمه الله.