إنه الجبن بعينه والخسة بأصلها وفصلها, والنذالة بقبحها والجريمة ببشاعتها ان يجتمع نفر بليل في يوم عيد الميلاد وينقضوا علي سيدتين عزليين بلغتا من العمر أرذله حتي أفضت روحهما الي خالقهما ضربا حتي الموت, عن جريمة قصر اندراوس بالأقصر أتحدث وعن واقعة اهتزت لها المشاعر أقول إن مقتل ابنتي توفيق باشا اندراوس نائب مجلس الأمة لودي79 سنة, وصوفي82 سنة يكشف حجم التحول في الجريمة والتحور في العنف بمصر لدرجة باتت تهدد قيم المجتمع, فالطريقة التي تمت بها الجريمة وفق تحقيقات النيابة تشير الي ان عملية القتل تمت ليلا ضربا في الرأس بقطعة حديد, وهذا يؤكد غلظة قلب الجاني وافتقاده لكل المشاعر الانسانية, وللذين لا يعرفون قصة والد القتيلتين وقصره الشهير فإن توفيق باشا أندراوس صاحب القصر الملاصق لمعبد الأقصر ولد بمدينة قوص وورث عن والده الوطنية المخلصة وله مواقف وطنية عديدة, ففي عام1921 تحدي مدير الأمن العام بدر الدين بك حين صادرت الحكومة وسلطاتها حرية سعد زغلول في رحلته النيلية ومنعت الحكومة الباخرة التي يستقلها الزعيم من أن ترسو علي أي شاطئ من شواطئ المدن بحجة المحافظة علي الأمن العام, والواقع كان الحيلولة بين الزعيم وشعبه المحب له والمؤمن بأعماله وعظمته, وقد حاول الأهالي في جرجا وأسيوط وغيرهما أن يستقبلوا السفينة وفشلوا ووقعت حوادث عديدة إلا أن توفيق باشا لجأ لحيلة شجاعة علي الرغم من قوة بدر الدين بك ومعارضته وتهديداته ورست الباخرة أمام قصر آل أندراوس باشا, واحتشدت الجماهير بالأقصر لتشهد طلعة الزعيم المحبوب مستغلا أنه كان قنصلا لعدة دول أجنبية فرفع أعلام هذه الدول مما أعطاه الحصانة القانونية وخلد اسم الأقصر باعتبارها المدينة الوحيدة التي استطاعت استقبال سعد زغلول وخلد اسم توفيق في سجل الوطنية. كماعارض توفيق باشا الحكومة وبلدية الأقصر بتحويل مدافن المسلمين إلي الجبل وأصر أن تكون في مكانها وكان دفاعه في ذلك أن أبناء الأقصر سوف يحتاجون إلي عربات لنقل موتاهم مما يكلفهم فوق الطاقة من الأموال وكذلك فإن تقاليد أبناء الأقصر أن يحمل المتوفي علي الأعناق حتي مثواه الأخير وهو تقليد يحافظ عليه أبناء الأقصر. نهاية مأساويه لنسل واحد من رموز مصر الوطنيين لكن نهاية المسيرة لا تنهي السيرة الحسنة.