إمبراطوريه لاترتاح هو أحدث كتاب للمؤرخ المعروف أود أرني ويستاد والذي يحكي فيه عن إمبراطورية الصين وتطورها بداية من عام1750 وحتي الآن. اودارني ويستاد المؤلف هو مؤرخ نرويجي الأصل ومعروف بكتاباته عن الحروب الباردة والتاريخ المعاصر في شرق أسيا, درس في جامعة أوسلو وبعد ذلك انتقل إلي جامعة شمال كارولينا للحصول الدكتوراه بعدها عاد إلي النرويج حيث عين مديرا للبحوث في معهد نوبل النرويجي وأستاذا مساعدا في مادة التاريخ في جامعة أوسلو وفي عام1998 ترك أوسلو للانضمام إلي قسم التاريخ في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية وقد شغل العديد من المناصب المهمة من بعدها كما حازت كتبه العديد من الجوائز العالمية. يحكي المؤلف عن الأجانب الذين ساعدوا الصين لتصبح ما هي عليه الآن بداية من تفاعلات الصين الأولية مع الغرب حتي وقتنا الحالي. ويقول ويستاد إنه بالرغم من ادعاءات المؤرخين الشيوعيين الا ان الاجانب ساهموا بدرجة كبيرة في تطور امبراطورية الصين حيث لعبت كل من بريطانيا وأمريكا واليابان والمانيا وروسيا دورا مهما جدا كمستشارين ومرشدين ومعلمين للصينيين. ومع انه لا ينكر سرقة ونهب القوي الامبرياليه للصين في وقت من الأوقات إلا أنه يقول ان البعثات التبشيرية الامريكية ساعدت في جلب التعليم والعلوم والطب الحديث للصين وان البعثات البريطانية ساعدت في جلب تقنيات إدارية حديثة والالمانية زودتهم بمعلومات حربية ضخمة حتي ان البعثات الفرنسية قامت بإنشاء الخدمة البريدية في الصين. ووسط حكايات تاريخية واسعة يشير ويستاد إلي انه علينا إعادة تقييم حلقات معينة مرتبطة في أذهاننا من مفاهيم خاطئة عن الصين التي خلقها من قبل اسلافه الاكاديميين في كل من الغرب وآسيا مما يجعل القاريء لا يهدأ حتي يعرف تأثير هذا التاريخ علي عصرنا الحديث. ومما يجعل هذا الكتاب من أفضل الكتب التي كتبت عن تاريخ الصين المعاصر هو اختيار الكاتب للتوقيت الذي انطلق منه وهو الكشف عن الأزمات السياسية الخارجية التي تمر بها أسيا حاليا, كما يضع لنا هذا الإطار التاريخي لفهم سلوك الصين الحديثة والتي هي مليئة بتفاصيل مثيرة للاهتمام. كما يظهر الكتاب خطوة بخطوة حلقات تطور الصين الحديثة ويوضح لنا ما ستكون عليه مكانه الصين بين العالم وموقفها الاقتصادي في المجتمع الدولي في المستقبل. في هذا الكتاب حاول ويستاد أن يقدم لنا هذه الصورة المعقدة لهذه الامبراطورية التي تتسم بتعدد الأعراق وسرعة التغير مع اصطدامها وجها لوجه بالتيارات الغربية الحديثة ولكن في النهاية يتوصل ويستاد إلي انه بالرغم من عشرات التيارات وبما في ذلك تعرضها للاستعمار وعلاقتها مع اليابان الا ان الصين تماسكت ولم تغير تاريخها وظل انتماؤها للشرق ومع ذلك فأي شخص يسافر الي الصين سيجد ان الصينيين أحبوا الحياة الحديثة وأحبوا كل ما هو حديث. ومن سيقرأ هذا الكتاب سيعرف الكثير عن الصين وحضارتها والدور التي لعبته في الماضي والذي ستلعبه في المستقبل.