فى إنجاز وطنى جديد يُضاف إلى سجل مصر المشرّف، نجحت محافظة جنوبسيناء فى تنظيم واستضافة «قمة شرم الشيخ للسلام»، خلال ثلاثة أيام فقط من التحضير المكثف، لتقدّم للعالم نموذجًا استثنائيًا فى الإدارة، الأمن، والتنسيق المؤسسى. بقيادة اللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوبسيناء، تحولت المحافظة إلى خلية عمل حقيقية تعمل على مدار الساعة بروح الفريق الواحد، فى تناغم تام بين كل أجهزة الدولة، لتخرج القمة بصورة مبهرة عكست قدرة مصر على الإنجاز فى وقت قياسى.
قيادة ميدانية أثبت اللواء الدكتور خالد مبارك أن القيادة الميدانية الواعية تصنع الفارق؛ فكان يتنقّل بين مواقع العمل بنفسه، يتابع الأعمال لحظة بلحظة، ويعقد اجتماعات مستمرة مع الأجهزة الأمنية والتنفيذية. لم يكتف بالتوجيه، بل شارك بنفسه فى المتابعة اليومية داخل المدينة مستعينًا بالامكانات الذاتية، والموارد المتاحة، لمراجعة تفاصيل الأماكن، وطرق الوفود، بالتنسيق مع كل الجهات المعنية ووجّه بتذليل أى عقبة فور ظهورها، انعكس ذلك على ظهور شرم الشيخ فى أبهى حلتها بتكثيف جهود كل العناصر التنفيذية فى المحافظة. بما يجسد الدور التنفيذى والعمل بروح الفريق لا بروتوكول المكتب، واعتُبر بحق حلقة الوصل الأساسية بين الحكومة، أجهزة الأمن، والقيادة السياسية، مما ضمن دقة التنفيذ فى إطار الجدول الزمنى المضغوط.
مدينة لا تنام رغم الاستعدادات المكثفة، حافظت شرم الشيخ على إيقاعها الطبيعى: المدارس والجامعة لم تتعطل، الحركة السياحية ظلت مزدهرة، والمواطنون استمروا فى أعمالهم وسط انضباط وتنظيم نادر. المطارعمل بأقصى طاقته لاستقبال الطائرات الرئاسية والخاصة، بالتوازى مع رحلات الطيران الداخلى والدولى دون تأخير أو شكاوى، فى مشهد لم تشهده أى مدينة أخرى بهذا الحجم من التنسيق. خطة غير مسبوقة من الجو إلى الأرض، نفّذت أجهزة الدولة خطة تأمين غير مسبوقة. فقد حُصّن المجال الجوى بالكامل، لتأمين محيط المدينة، فيما تم تجهيز مسارات سريعة ومؤمنة لتحركات الرؤساء والوفود، بمشاركة الجهات المعنية من المحافظة ومديرية الأمن والأمن الوطنى.
هذا التكامل اللوجيستى جعل من القمة حدثًا آمنًا ومستقرًا رغم التحديات الإقليمية، وأكد أن شرم الشيخ ليست فقط مدينة السلام، بل مدينة الأمان المطلق. تأكيدا لدورها الذى يظهر فى قلب التحديات، فقد استقبلت مؤخرًا طائرات من كل أنحاء العالم، حين شهدت المنطقة حربًا بين إيران وإسرائيل فأُغلق المجال الجوى لعدد من الدول، ليستقبل مطار شرم الشيخ وقتها كل الرحلات التى حولت إليه. بنية تحتية فى أقل من 72 ساعة: - تم رفع كفاءة الطرق والمحاور الحيوية المؤدية للمطار والمركز الدولى للمؤتمرات. - أُعيد تجميل الجداريات والمناطق السياحية، وصيانة شبكات الكهرباء والمياه والصرف دون تعطيل. - أُعلنت حالة الطوارئ فى القطاع الصحى مع تجهيز مستشفى شرم الشيخ الدولى ورفع جاهزية سيارات الإسعاف والمروحيات الطبية.
- تم رفع حالة الطوارئ القصوى فى الدفاع المدنى وسيارات التدخل السريع لمواجهة أى موقف طارئ . - نُفذت خطة رقمية موحدة لربط غرف العمليات بالجهات التنفيذية لمتابعة كل تفصيلة لحظيًا. خطة استراتيجية إلى جانب نجاح القمة، تشهد محافظة جنوبسيناء تنفيذ خطة تطوير شاملة لخليج نعمة والمنطقة التجارية المحيطة به، لتعود المنطقة إلى مكانتها كأحد أبرز المعالم السياحية العالمية وبتكلفة تتجاوز 2 مليار جنيه باستثمارات مصرية خالصة. تشمل الخطة إعادة تخطيط الممرات التجارية، وتطوير الكورنيش بالكامل ليصبح متنزهًا حضاريًا يدمج بين الطابع السياحى العصرى والهوية البيئية لمدينة السلام. ويمثّل هذا المشروع المرحلة الأولى من الخطة الاستراتيجية الكبرى للمحافظة، التى عرضها المحافظ على الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتشمل عددًا من المشروعات منها: - استكمال تطوير طريق السلام الدولى كأحد أهم المحاور السياحية والاقتصادية. - إنشاء ميناء عالمى لليخوت ليضع شرم الشيخ على خريطة السياحة البحرية الفاخرة، ويجعلها وجهة جذب رئيسية لملاك اليخوت من مختلف الدول. إشادات عالمية نجاح قمة السلام لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة جهد استمر على مدار عام كامل شهد قفزة غير مسبوقة فى قطاع السياحة. فقد سجلت الإحصاءات الرسمية للمحافظة ارتفاع عدد السائحين بنحو مليون سائح إضافى فى الفترة من يوليو 2024 حتى يوليو 2025، لتصل شرم الشيخ إلى أعلى معدل إشغال فندقى منذ عام 2010. هذا الإنجاز جاء نتيجة خطة متكاملة تتبناها المحافظة بالتعاون مع وزارتى السياحة والطيران، شملت تطوير المنتج السياحى، تنويع الأسواق المصدرة، وتعزيز مفهوم السياحة المستدامة. جوائز عالمية تُوّجت هذه الجهود بحصول شرم الشيخ على عدة جوائز دولية فى مجال البيئة والاستدامة: - جائزة "ECLEI" العالمية ك«المدينة الخضراء» الأولى فى الشرق الأوسط، تقديرًا لمبادراتها فى التحول إلى طاقة نظيفة وتقليل الانبعاثات. - إشادة من منظمة السياحة العالمية (UNWTO) باعتماد شرم الشيخ نموذجًا يحتذى به فى تطبيق معايير السياحة المستدامة. - كما اختارتها Times Travel ضمن أفضل عشر وجهات سياحية عالمية لعام 2025، لتصبح بحق أيقونة السياحة فى مصر والعالم. إرادة مصرية ما حدث فى شرم الشيخ خلال ثلاثة أيام ليس صدفة، بل خلاصة رؤية وطنية تُدار بالعقل والعمل والإرادة. تعاونت فيها كل مؤسسات الدولة تحت راية واحدة، وبرزت جنوبسيناء كرمز للانضباط والجمال والاستقرار. لقد أثبت أبناء المحافظة أنهم قادرون على صناعة المعجزات متى استُنهضت فيهم روح الوطن. شرم الشيخ.. مدينة السلام، وواحة الأمان، وعنوان جديد لإرادة المصريين.