اسابيع قليلة، وتتجه أنظار العالم كله صوب شرم الشيخ (مدينة السلام)، التي تستضيف المؤتمر الاقتصادي العالمي الأكبر في تاريخ مصر، فهل استعدت المدينة لاستضافة ذلك الحدث العظيم؟، وما العقبات التي تواجه المستثمرين بمحافظة جنوبسيناء عموماً؟، وكيف يمكن تحقيق المعادلة الصعبة بين الأمن القومي والاستثمارات الأجنبية المنشودة بسيناء، أسئلة عديدة طرحتها "آخرساعة" للنقاش في حوارها مع اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء. الوفود الأمنية الدولية زارت جنوبسيناء ولم تُبد ملاحظات.. وسننجح رغم أنف الحاقدين نستقبل 3 آلاف مدعو من ملوك ورؤساء ومستثمرين ورجال أعمال من كل دول العالم القاعة الكبري للمؤتمر تتسع ل1500 شخص.. والضيوف يؤدون الصلاة بمسجد السلام حجزنا 90% من الفنادق لاستقبال الوفود.. ونسبة الإشغالات خلال المؤتمر أكثر من100% ما أولوياتك في المرحلة المقبلة بعد تجديد الثقة فيك محافظاً لجنوبسيناء؟ - أولوياتي هي تجهيز شرم الشيخ للمؤتمر الاقتصادي، وفتح مجالات أكبر للاستثمار في المنطقة الصناعية بأبوزنيمة، والتي ستضم أكثر من 45 مصنعاً، والعمل علي حل مشاكل المواطنين، وأود التأكيد هنا علي أن المؤتمر الاقتصادي العالمي سينجح رغم أنف الحاقدين. وكيف استعدت شرم الشيخ لاستقبال المؤتمر الاقتصادي؟ - يتم حاليا إنشاء ميادين جديدة مثل ميدان السلام، إضافة للاستعدادات التي يتم متابعتها ميدانيا بشكل يومي بجميع أرجاء مدينة شرم الشيخ، والعمل مستمر بقوة وعزيمة لتجهيز مدينة السلام لاستقبال ذلك العرس الاقتصادي العالمي في مارس المقبل، لنرسل للعالم كله رسالة تحد لكارهي السلام والحياة، ومن أجل أن نرسم مستقبلا أفضل للأجيال القادمة. هل هناك أعمال إنشائية تجريها المحافظة استعدادا للمؤتمر؟ - بالفعل، جاري الآن إعادة تخطيط وتوسعة شوارع مدينة شرم الشيخ، ورصفها وإنارتها بالطاقة الشمسية، إضافة إلي تشجيرها، وإضافة مساحات خضراء، ونشر أعمال ولوحات وجداريات فنية، في كل أنحاء المدينة، وتطوير منطقة الجراجات أمام قاعة المؤتمرات الكبري. وبحثنا مع رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، في زيارته الأخيرة، رفع كفاءة المدينة في جميع المرافق، واستيعاب مطار شرم الشيخ للطائرات القادمة بالوفود المشاركة في المؤتمر. ماذا عن الحالة الأمنية بجنوبسيناء؟ - هناك خطة جديدة بالمحافظة لتطوير الخدمات الأمنية من خلال تطوير الكمائن الأمنية للعمل علي راحة الجنود والضباط وتهيئة الظروف الملائمة لقيامهم بأداء خدماتهم الأمنية علي أكمل وجه. وتخضع مدينة شرم الشيخ للتأمين من جميع الأجهزة الأمنية متمثلة في مخابرات عامة وحربية وأمن وطني وشرطة وحرس جمهوري، بالإضافة إلي القوات المسلحة الموجودة في وسط الجبال والمدقات الجبلية، وتنسق مع العناصر البدوية وتتعاون مع المشايخ وعواقل القبائل البدوية. كما أن جميع مناطق شرم الشيخ أصبحت مراقَبة بالكاميرات، وسوف تعمم التجربة علي جميع المدن السياحية، كما تقوم الشرطة بتمشيط دائم للجبال، وتهاجم البؤر الإجرامية. وفود أمنية دولية زارت جنوبسيناء مؤخراً استعدادا للمؤتمر فهل كان لديها ملاحظات؟ - تركنا للوفود الأمنية حرية التنقل بين المدن وتفقدوا المطار والكمائن الأمنية المتطورة وقضوا ليلة في طابا وأشادوا بطرق ووسائل التأمين، وطالبوا فقط باستكمال رصف طريق (النقب- طابا). ما حجم المشاركة المتوقعة للمؤتمر؟ - هناك نحو 3 آلاف مدعو من ملوك ورؤساء ومستثمرين ورجال أعمال من كل دول العالم طبقا لدعوات وزير الاستثمار وتتسع القاعة الكبري للمؤتمر ل1500 شخص بالإضافة إلي قاعات أخري متوسطة تستوعب أعدادا كبيرة من المدعوين، وسوف يعد مسجد السلام لأداء الصلوات للوفود به. هل تم حجز الفنادق للوفود القادمة؟ - بالفعل تم حجز 90% من الفنادق لاستقبال الملوك ورؤساء الدول والوفود المرافقة والدبلوماسيين خلال الفترة من 9 وحتي 16 مارس، ومن المتوقع أن تصل نسبة الإشغالات لأكثر من100%. ماذا عن الإشغالات السياحية في شرم الشيخ؟ - الإشغالات في الوقت الحالي ضعيفة، ولا تتعدي ال50%، نتيجة تضرر السياحة الروسية من الأزمة الأوكرانية، التي أدت إلي انخفاض قيمة الروبل الروسي، وإفلاس بعض الشركات الروسية الجالبة للسياحة، وهذه الأزمة محل للنقاش مع الرئيس بوتين أثناء زيارته لمصر. هل هناك مشروعات استثمارية خاصة بجنوبسيناء ستعرض خلال المؤتمر؟ - بالفعل هناك فرص استثمارية تقدر بنصف مليار جنيه في مجالات متعددة ستطرح علي المستثمرين في القمة الاقتصادية العالمية، كما أن هناك مستثمرين كبارا تقدموا بدراسات لمشروعات مهمة، وفي مناطق مختلفة، ومشروعات متنوعة تخدم التنمية في سيناء، وقد عرضت علي الدكتور أشرف العربي، وزير التخطيط، أن يكون لشرم الشيخ مكان في المؤتمر لعرض مشروعاتها. ما نوعية الاستثمارات المتوقعة؟ - عقدنا عدة اجتماعات مع رجال الأعمال الذين لديهم اهتمام بالعمل والاستثمار في جنوبسيناء، وهناك مشروع لإنشاء مركز سياحي في "رأس الكنيسة" كما أن هناك رجل أعمال مصريا يرغب في إنشاء جامعة مفتوحة في طور سيناء، ولدينا مشروع لإنشاء مصانع للرمل الزجاجي تبلغ قيمته الاستثمارية 150 مليون جنيه، وسيتم إنشاء مارينا في منطقة رأس محمد أو خليج القرش بمواصفات عالمية تتفق وقيمة منتجع شرم الشيخ. كيف تتصدي للمشكلات الموجودة حالياً بشرم الشيخ؟ - هناك اجتماعات يومية مع القيادات الأمنية، وعلي رأسها اللواء حاتم أمين، مدير الأمن، والعميد محمد خريصة، مدير إدارة البحث الجنائي بجنوبسيناء، ومدير شرطة السياحة، ورجال الأعمال، والمستثمرون، وأعضاء جمعية الاستثمار السياحي، للوقوف علي المعوقات، وتقديم المقترحات حتي تظهر مدينة شرم الشيخ بمظهر حضاري وعالمي أثناء الحدث العالمي. والمحافظة علي استعداد تام للتصدي لأي مشكلة تواجه المستثمرين، وكلفت أصحاب الفنادق والمولات بدهان جميع المباني الفندقية وتجميلها بالأشجار والرسومات والأعمال الديكورية، وأيضا التصدي بكل حزم لظاهرة الخرتية والضوضاء في خليج نعمة لوضع المدينة علي خريطة العالم السياحية. ما عدد الغرف السياحية في شرم الشيخ وما رؤيتكم للنهوض بهذا القطاع العريض؟ - لدينا في جنوبسيناء 56 ألف غرفة، إضافة ل10 آلاف غرفة تحت الإنشاء، وقد أوقفت إصدار أي تراخيص جديدة لبناء الفنادق حتي عام 2017، وذلك للحفاظ علي صناعة السياحة في شرم الشيخ، ووقف تدهور أسعار الوفود السياحية، فليس من المنطقي أن يتراجع سعر الإقامة في فنادق الخمس نجوم ليصل إلي سعر الثلاث نجوم، الأمر الذي أدي بفنادق الثلاث نجوم لغلق أبوابها، وتسريح العاملين بها، وهنا أقول إنه ينبغي لنا عندما تعود الحركة السياحية إلي طبيعتها أن تسارع وزارة السياحة لوقف ضرب الأسعار. هل هناك مشروعات استثمارية جديدة نسمع عنها قريباً؟ - هناك عدد كبير من المستثمرين العرب والأجانب والمصريين تقدموا بمشروعات سياحية وصناعية في المنطقة الواقعة بين شرم الشيخ والطور والتي يطلق عليها مدينة شرم الشيخ الجديدة والمنطقة الصناعية بأبوزنيمة، وهذه المشروعات تقدم إليها المستثمرون بعد تسويقها وإعداد دراسات الجدوي الخاصة بها من خلال شركات متخصصة وذلك ضمن المشروعات التي سيتم طرحها أمام القمة الاقتصادية، حتي أن هناك مستثمرا أمريكيا من أصل مصري تقدم لإقامة منتجع سياحي عالمي متكامل علي مساحة 3 ملايين متر مربع في مدينة شرم الجديدة بالإضافة إلي مشروعات خدمية وترفيهية. متي ستدخل هذه المشروعات حيز التنفيذ؟ - عقب صدور القرار الجمهوري الخاص باعتماد المنطقة الصناعية التي تذخر بالمقومات الطبيعية لمختلف الصناعات. هناك مشاكل تواجه المستثمرين وخاصة "القانون 14" فهل استمع إليهم أحد؟ - أنا مع المستثمرين وأعرف مشاكلهم تماما فقد تقدم لي العديد من المستثمرين العرب أصحاب رؤوس الأموال الضخمة لإقامة مشروعات عملاقة علي أرض شرم الشيخ مثل مدينة عالمية للملاهي علي غرار ديزني لاند، ومشروع آخر لإقامة مرسي عالمي لليخوت لجذب سياحة الأثرياء من دول العالم المختلفة، لكن للأسف عندما نجتمع بهؤلاء المستثمرين ونشرح لهم مواد قانون الاستثمار في سيناء رقم 14 لسنة 2012 وأنه لا يسمح بالتوريث أو بتملك الأجانب أو مزدوجي الجنسية، ويحدد مدة حق الانتفاع بالمشروع بمدة لا تزيد علي 30 سنة، فإنهم يهربون غير نادمين لأن هذه المدة غير كافية لاسترداد عائد أي مشروع، ناهيك عن أن السياحة في مصر غير مستقرة لفترات عديدة وتصاب بالخسائر من آن لآخر. كيف يمكنك حل المعادلة الصعبة بين الأمن القومي وجذب الاستثمارات الأجنبية في ظل هذا القانون؟ - أضع الأمن القومي المصري علي رأس أولوياتي، ولكن لابد من تحقيق التنمية دون المساس بالأمن القومي، وقد اقترحت علي سبيل المثال أن يتم معاملة مدينة شرم الشيخ علي أنها مدينة ذات طابع خاص، ويتم دراسة جميع المشروعات قبل الموافقة عليها من جميع الأجهزة المعنية بالأمن القومي.