بعيدا عن حسابات من قالوا نعم ومن قالوا لا فقد شهدت محافظات مصر أمس عيدا حقيقيا للديمقراطية وخطوة جديدة علي طريق مصر المستقبل, ومنذ الساعات الأولي من الصباح. شهدت صناديق الاقتراع زخما وزحفا من كل فئات الشعب باختلاف آرائهم وتوجهاتهم, وجرت العملية الانتخابية وسط أجواء من الشفافية دون حدوث مايعكر الصفو, في ظل تأمين محكم من رجال القوات المسلحة والشرطة. ورغم التدافع الهادئ نحو اللجان مع بدء عملية الاقتراع في الثامنة صباحا فقد شهدت ساعات مابعد الظهيرة توافدا كبيرا من الناخبين دفع اللجنة لتأخير موعد إغلاق باب الاقتراع, لافساح المجال أمام حشود الناخبين في شتي ربوع مصر للإدلاء بأصواتهم. في أسوان: المحافظ المستقيل يفاجئ المواطنين بالحضور داخل اللجان أسوان عز الدين عبد العزيز كان يوم أمس بمثابة عيد ديمقراطي غير مسبوق في محافظة أسوان, بعد أن خرج ابناء المحافظة منذ الصباح الباكر للتصويت في الاستفتاء علي الدستور الجديد, وبلغ الإقبال ذروته عصرا مع دفء حرارة الطقس واستمر حتي الساعة التاسعة مساء, خاصة من السيدات اللاتي حرصن علي المشاركة وبقوة وعلي الرغم من تباين أراء الناخبين عامة حول التصويت بنعم أم لا, فإن العملية تمت بسلام, وضرب المواطنون المثل في الالتزام بالقانون والتعليمات سواء من التيار الإسلامي المتواجد خارج اللجان أو التيار الليبرالي الرافض للدستور. وجاء ظهور اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان وتفقده لعدد من لجان الاستفتاء وكذلك غرفة عمليات المحافظة مفاجأة للناخبين الذين وجدوا المحافظ بينهم بعد أن كان قد تقدم باستقالته منذ شهرين, وهو ما أضفي جوا من السعادة في ظل تمسك القيادة السياسية به وعلي رأسها الرئيس محمد مرسي, وعلي الرغم من الزحام الشديد في اللجان داخل جميع المراكز والمدن فإن النظام والهدوء كان سيد الموقف, هو مادفع المواطنين للإشادة بدور رجال القوات المسلحة الذين تولو عملية التنظيم في الطوابير واستثناء كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من نظام الدور. ورصد الأهرام المسائي عدة مشاهد من داخل وخارج اللجان, ففي مدينة إدفو أدي خطأ في توزيع أظرف بطاقات إبداء الرأي والأختام في تأخير فتح لجنتين بكلح القارة والعطواني بعد اختلاط الأمر بينهما, وفي مدينة أسوان حدثت مشادة داخل مقر لجنة مدرسة6 أكتوبر بطريق كسر الحجر بين محامية تدعي علا عادل ورئيس اللجنة المستشار محمد فتحي عبدالعزيز بعد أن طلبت المحامية من رئيس اللجنة إطلاعها علي الدستور وقراءته قبل التصويت عليه, وعندما أحتد النقاش قام بإخراجها خارج اللجنة حتي لاتعطل سير التصويت, كما رصد االمسائيب خلو مقار اللجان من تواجد أي دعاية سواء لقبول الدستور أو رفضه, بالإضافة لانتشار باعة المشروبات الساخنة للتغلب علي برودة الطقس, والتوك توك لتوصيل الناخبين والناخبات إلي مقار اللجان داخل القري. وأكد المستشار محمد فهمي عبد الموجود رئيس اللجنة الإدارية للانتخابات أنه لم يتلق أي بلاغات حول تجاوزات أو تعديات علي اللجان وهو مايؤكد أن ابناء أسوان علي مستوي المسئولية وأنهم حريصون علي المشاركة في هذا الواجب الوطني, وقال رئيس اللجنة إنه ونظرا للإقبال الكبير علي التصويت تم مد عدد من المقرات بموظفين من المحكمة لمساعدة القضاة في تيسير إجراءات التصويت.