من صراع علي السلطة إلي منافسة شرسة علي التبرك بدماء الشهداء إلي مواجهة بالكلمات والشتائم أمام جثة مجهولة إلي مفاخرة بالمؤيدين ومبارزة بمسيرات الرافضين إلي دعوات لقتل السوس الذي ينخر بمسيرة لم تبدأ خطواتها إلي رفض الرئيس الإله ومن يؤكدون استعدادهم للاستشهاد في معارك من أجله. إلي دعوات للعصيان المدني مسبوقة بقليل من حرق مقرات العدو إلي صورة كبيرة في سيرك ضخم اتحد فيه الفرقاء وتقارب الحلفاء لا علي اتفاق من أجل البلد ولا علي استقطاب ضد التطرف يريدون فقط تعويض ما ضاع في خلافات الرأي والرؤية ولكن بعد فوات الأوان فقد أطلق الحكم صافرة النهاية دون مراعاة الوقت ودخل الجميع في حالة من إدمان الكلام. وتباكي الكل بعد وضوح ملامح الجثة المجهولة وتكشفت فإذا هي لوطن أراد أن يحيا مرفوع الرأس مصون الكرامة يتخلص من أوجاعه فسقط تحت أقدام المتاجرين بالدين ومحترفي التحول من القوي الوطنية التي لا تفرق بين الجدل الديمقراطي ونيران المولوتوف ولا بين حقوق الوطن وواجبات الجماعة ولا بين التطهر من الخطايا والوضوء بدماء أصحاب الرأي الآخر. صدر إعلان الرئيس الدستوري فعادت مصر إلي صورتها الأولي: زعيم يخطب في مؤيديه الذين احتشدوا بقصر الاتحادية وبعبارات إنشائية يري منتقديه ورافضيه مجرد قوي للشر وفلول للنظام السابق وسوس لابد من حرقه وأنه سيقف لهم بالمرصاد من أجل مصلحة البلد. وثوار يملأون الميادين ويدعون لإسقاط النظام ونسف دولة الإخوان ورفض الديكتاتور الطاغية الذي حصن نفسه برداء الرب الأعلي والفرعون الأوحد الذي لا يسأل عما يقرر أو يفعل ويطيح بدولة القانون. وأحزاب وقوي سياسية تدعو للاعتصام والعصيان المدني وتمنح الرئيس فرصة لعله يتراجع عن قراراته وإعلانه الدستوري الذي أجمعت القوي غير الإسلامية علي أنه يضرب الديمقراطية في مقتل. بعيدا عن الميادين ومقرات الرئاسة والأحزاب والقوي السياسية وجماعات الرفض والتأييد كان المصريون الحقيقيون جميعا يتساءلون: هوة احنا رايحين لفين وإيه اللي هيحصل بكرة ؟ وفي اللحظة التي كنت أؤكد رفضي لدولة الفرعون أينما وجدت أو تحصين أي قرار أو لجنة أو مجلس في مواجهة القانون والقضاء كنت أؤيد إقالة النائب العام وإعادة محاكمة قتلة الثوار والإفساد السياسي ولكن بعيدا عن السيرك السياسي الذي لاعلاقة له بمصر ولا الثورة ولا دماء الشهداء لأن أصحابه يتصارعون فقط علي السلطة وكرسي الحكم. [email protected] رابط دائم :