ما يميز محافظة الاسماعيلية في القطاع الزراعي هو كثرة أشجار النخيل بأرضها في مختلف القري والتي يصل عددها إلي ما يقرب من مليون و300 الف نخلة وهي ثروة قومية تنتج محصول البلح الذي يجد قبولا لدي الجميع لما له من فوائد صحية ولكن مع هذا الكم الكبير من النخيل بالمحافظة هناك ظاهرة مرضية بدأت تنتشر ولابد من التصدي لها خاصة بظهور سوسة النخيل التي دمرت بعض فسائل النخل الصغيرة بمناطق المنايف والكيلو17 وأبو عروق وجلبانة ونمرة3 وظهر الجبل. يقول محمد عوض الشرقاوي مزارع أن الفسائل التي يتم شتلها لا تخضع للحجر الزراعي أو أي فحوصات أخري وبالتالي تنتقل العدوي من أشجار النخيل المريضة القادمة من المحافظة المجاورة للسليمة الموجودة بمزارعنا وتبدأ معها معانتنا وتكبدنا خسائر مالية الفادحة وقلة انتاج محصول البلح الذي ارتفعت أسعاره في الأعوام الماضية لهذا الغرض. ويضيف محمد سليمان مزارع أنه عندما يريد زرع النخيل الفسائل ينظر في قلب الشجرة ليري هل هي مصابة أم لا وفي حالة اكتشافه لمرض الإيدز يتخلص منها بالحرق ليقضي علي البويضات التي من الممكن أن تؤثر بالسلب علي الزراعات الأخري من النخيل فإن عددا ليس بالقليل من المزارعين ليست لديهم دراية بمانفعله وبالتالي ينتشر هذا المرض اللعين ويؤثر سلبا علي الأشجار المجاورة له. ويشير سالمان محمد سالم مزارع أن معظم الفسائل يجب عدم زراعتها لأنها مصابة وتقتل أشجار النخيل ذات معدلات الانتاج العالية وهنا تقع المسئولية علي الأجهزة المعنية وأبرزها مديرية الزراعة ومعهم رؤساء القري بمتابعة ناقلي النخيل من المحافظات التي تقع بجوار الاسماعيلية وفحص ما يحملونه من الأشجار بشكل فني دقيق لكي نجنب هذا المحصول الدمار. ويوضح عبد الصمد أحمد مزارع أن دور الجمعيات الزراعية في مكافحة سوسة النخيل أو الإيدز كما تسمي علميا اختفي, والمسئولون عن هذه الجمعيات في واد ونحن في واد آخر لقد ارتفعت أسعار المبيدات الوقائية وأصبح بيعها في السوق السوداء شيئا عاديا جدا وهناك من يغشها وتجب مراقبة هؤلاء والضرب بيد من حديد علي كل من يتاجر في قوت البسطاء من المزارعين. ويؤكد أحمد عبد الجليل مهندس زراعي أن منطقة السموح شمال الاسماعيلية تتكاثر به أنواع شهيرة من النخيل أبرزها الزغلول الذي يخشي أصحاب المزارع اختفاءه خشية انتشار مرض إيدز النخيل أو الحشرة القاتلة أو سرطان الفسائل والجعران المدمر والخنفساء المميتة ولابد من التحرك السريع لاستخدام المبيدات لمقاومة تلك الأمراض عن طريق فرق أو لجان المكافحة المدربين من مديرية الزراعة وهم كثيرون وأن تساعد الدولة المزارعين البسطاء بمدهم بالمبيدات التي يعجز عليهم شراؤها. ويستطرد حسان عبد المطلب مزارع كلامه قائلا: أن محال بيع المبيدات بالاسماعيلية يتوافر لديها المبيد الخاص بسوسة النخيل لكن سعره مرتفع للغاية وهو الذي تعمل به فرق المكافحة المفترض أن تؤدي عملها بالمجان لا تتقاضي أموالا علي خلفية عدم وجود الميزانية المخصصة للدور الذي تقوم به في المزارع المنتشرة بالمحافظة. ويطالب محمد عبد العاطي مزارع بأن يتحرك نواب مجلسي الشعب والشوري بالاسماعيلية ويبحثون المشاكل التي نعاني منها لا بظهور سوسة النخيل المدمرة لمحصول تشتهر به المحافظة وإنما لباقي الزراعات الأخري وأن يفعل صندوق الكوارث الذي نادينا به من قبل لانقاذنا من تراكم الديون واستحالة سداد القروض الزراعية من البنوك والتي تنتهي بدخول عدد كبير السجون. ومن جانبه نفي المهندس محمد البعلي وكيل وزارة الزراعة بالاسماعيلية أن يكون هناك تقصير من جانب أجهزته المعنية في مكافحة مرض سوسة النخيل حيث يتم تسيير لجان دورية تجوب أرجاء المحافظة وتقدم النصح والارشاد للمزارعين وتتدخل حينما يطلب منها المساعدة وذلك علي حساب المزارع بعد أن تم الغاء تسليم المبيدات بالمجان من وزارة الزراعة التي عظمت دور الخصخصة في شتي أعمالها لكن نطمئن الجميع أن دورنا لا يتوقف علي المقاومة الميدانية بل هو أكبر من هذا ويتمثل في عمل أكمنة ثابتة ومتحركة بمساعدة رجال الشرطة علي الطرق السريعة لضبط من ينقل أشجار النخيل دون مرورها علي الحجر الزراعي لفحصها وبيان مدي سلامتها للافراج عنها وأنصح أن يراجعنا كل من يشك في حدوث عدوي بأشجاره ونحن لن نتواني في مده بالخبرات اللازمة حتي يقضي علي مرض إيدز النخيل غير المنتشر بالصورة الخطيرة التي يصورها البعض من مالكي الأراضي الزراعية في نطاق المحافظة.