أثار انتشار مرض إيدز النخيل في مزارع محافظة الوادي الجديد حالة من الذعر بين المزارعين. ولا حديث بين أبناء المحافظة سوي عن انتشار إيدز النخيل وكيفية القضاء عليه وأصبح الجميع يشعر بالقلق، وهذه ليست المرة الأولي التي تدخل فيها هذه الآفة إلي محافظة الوادي الجديد، وأن ظهورها هذا العام أثار مخاوف المواطنين والمسئولين بشكل كبير، حيث يكتسب النخيل أهمية خاصة كونه مصدر رزق معظم سكان المحافظة ويعتبر البلح مصدر الدخل الرئيسي لما يزيد علي 90٪من أبناء الوادي الجديد، حيث يوجد في المحافظة مليون و600 ألف نخلة مزروعة علي مساحة50 ألف فدان تشكل ثلث المساحة المزروعة بمختلف المحاصيل في الوادي الجديد. وتعتبر سوسة النخيل الحمراء من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل بالوادي الجديد وكثير من محافظات مصر وتم اكتشاف أول إصابة بالمحافظة في بداية عام »2005 م«. وأصبحت أخطر آفة تهدد النخيل بها، وسوس النخيل الأحمر عبارة عن وباء فتاك يصيب جذوع النخل ويظل ينخر فيه بقسوة وعنف حتي يقضي عليه نهائيا، ولهذا فإن البعض يطلق عليه وصف إيدز النخيل فأشجار النخيل.. التي تعد من المعالم الرئيسية في الوادي الجديد، مهددة بالفناء الكامل، حيث يقول احد الخبراء ان حشرة السوس تنذر بتدمير مليون و600 ألف من أشجار النخيل في الوادي الجديد معظمها في الفرافرة والخارجة، وأن مدي انتشار السوسة يكون في مجال مساحي حوالي 30 35 كيلو متراً حول مكان الاكتشاف الأول للإصابة، بما يستدعي إيجاد علاج سريع للمشكلة، يشترك فيه خبراء من وزارة الزراعة.حيث يصعب معرفة مراحل بداية الإصابة حيث إن اليرقات تكون بداخل الجذع ولا يمكن رؤيتها خارج الجذع كما لا يمكن مشاهدة الضرر مباشرة. ولكن يمكن معرفة المراحل المتأخرة من الإصابة وذلك بمشاهدة خروج الإفرازات الصمغية البنية اللون وذات الرائحة الكريهة جداً من جذع النخلة وكذلك مشاهدة الأنسجة المقروضة والتي تشبه إلي حد ما نشارة الخشب متساقطة علي الأرض حول النخلة. بالإضافة إلي ملاحظة الاصفرار علي السعف وموت الفسيلة الموجودة في منطقة الإصابة. محمود علي -مهندس زراعي- يؤكد ان هذه الآفة تسبب الدمار لزراعات النخيل، ورغم إبلاغ الجهات المختصة في هذا الشأن بما وصلت إليه حالة الزراعات لسرعة الوقاية من هذه الآفة في محاولة لاتخاذ اللازم والحفاظ علي مساحة الزراعات الكبيرة من النخيل بالمحافظة، إلا أنه لم تتخذ الإجراءات المناسبة والكفيلة للقضاء عليها تماماً. وأضاف: حرصاً علي مصلحة أهالي الوادي الجديد يجب إبلاغ المزارعين للجهات المختصة فور ملاحظة أية تغييرات في أشجار النخيل أو وجود إصابة حتي يتم إعدامها فوراً في محاولة لإنقاذ مئات المساحات المزروعة بالنخيل من الدمار. يقول محمد سالم -مزارع - إن السوسة تنخر في شجرة النخيل وتجعلها مثل الغربال خلال 24 ساعة، وأنه يصعب القضاء عليها بسهوله ونطالب المسئولين بسرعة التدخل لعلاج هذه الآفة وإلا سوف يتم إهدار الآلاف من أشجار النخيل بالمحافظة!! وأضاف ان النخيل يمثل لنا أهمية خاصة بالنسبة لأبناء المحافظة كونه مصدر رزق معظم السكان حيث يشكل النخيل عماد الاقتصاد لنا، لان المحافظة صحراوية والمناخ لا يسمح بزراعة أشجار أو محاصيل أخري.. وقال مصدر مسئول إن السوسة تم اكتشافها في أعداد كبيرة من أشجار النخيل في مناطق عين أبو صالح وطريحة والخارجة »1« والخارجة »2« شمال المدينة، والقريبة من نخيل الزينة. ومناطق دير البلد وعين البلد بالفرافرة وأشار إلي أنه تم إعدام 400 نخلة حرقا بالسولار خشية انتقال العدوي إلي النخيل السليم، ولفت أن السوسة تتكاثر شهريا بمعدل 150 ألف سوسة. وعلي جانب آخر طالب المزارعون بضرورة أن تقوم الجمعيات الزراعية بتشكيل لجان متخصصة لمكان المرض وعمل لجان لفحص جميع النخيل بمزارع الخارجة والفرافرة وضرورة مقاومة المرض بصورة علمية للقضاء علي المرض. إعدام 400 نخلة وقال السيد عطية، مدير عام مديرية الزراعة بالمحافظة ان كل شجره مصابة تنقل العدوي إلي ست أو سبع شجرات مجاورة لها، ويجب التخلص من النخيل الميت والنخيل المهمل والنخيل المصاب بشدة فيجب تقطيع جذع النخيل إلي أجزاء صغيرة وذلك للتخلص من الأطوار المختلفة من السوسة بداخل جذع النخيل المصاب علي أن تحرق جميع الأجزاء. وأكد ان سوسة النخيل تنتشر في مركزي الخارجة والفرافرة فقط حيث تم إعدام 110 نخلات من اجمالي 607 آلاف نخلة موجودة في مركز الخارجة منذ عام 2005 وحتي الآن، وفي مركز الفرافرة تم إعدام 246 نخلة من اجمالي 32 الف نخلة. أما في باقي مراكز المحافظة فلا توجد بها اي إصابة بسوسة النخيل. وأوضح ان المرض تحت السيطرة وانه تم عمل حجر زراعي داخلي بين مراكز المحافظة المختلفة لحظر دخول أو خروج النخل او مخلفاته من مركز الي مركز للحد من انتشار الحشرة.. واشار إلي أن جهود مديرية الزراعة نجحت في الحد من انتشار حشرة سوسة النخيل بالوادي الجديد وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة، حيث قامت المديرية بعقد 285 ندوة إرشادية في الميادين العامة بالميادين والقري والمصالح الحكومية والمدارس وفي الحقول لتعريف جموع المواطنين بمظاهر الإصابة والتعرف علي الحشرة وإبلاغ غرفة العمليات بمديرية الزراعة والتي تعمل علي مدار 24 ساعة فورا. بالإضافة إلي أن المديرية تبذل جهدا كبيرا في أعمال الفحص الدوري لجميع أشجار النخيل بمراكز المحافظة المختلفة، حيث تم فحص نخيل المحافظة من شهر أكتوبر 2008 حتي ديسمبر الحالي ثلاثة مرات. وقال ان المحافظ أصدر قرارا بمنع خروج أو دخول أي فسيلة من أشجار النخيل الوادي الجديد ووضع حواجز زراعية- بوابات - دخول وخروج أي فسيلة أو شجرة نخيل المحافظة، والعمل علي التخلص من النخيل المصاب وذلك للتخلص من سوسة النخيل الحمراء. ومن المتوقع ان يكون عدد الأشجار المصابة الآن قد وصل الي حوالي 210 شجرات، وكذلك قيام وزير الزراعة من إعفاء مزارعي الوادي من تكاليف مبيدات ومقاومة سوسة النخيل. وان مديرية الزراعة تقوم بتدبير المبيدات للرش الوقائي للمزارعين وبتم دعمهم بمواتير الرش بالمجان. مكافحة السوس واكد مدير الزراعة ان المزارعين برش النخيل ومكافحة السوسة علي نفقة الدولة وهذا يتعارض مع سياسة الدولة وامكانيات الوزارة والمحافظة ، حيث ان الوزارة لا تقوم بدعم المديرية باي مصاريف لمكافحة السوسة ونطالب الوزارة بتقديم الدعم الكافي للمزارعين للقضاء علي السوسة. وقال كانت الأمور تسير في بداية وصول الحشرة للوادي الجديد بدعم من وزارة الزراعة في مراحله الأولي بتكلفة 50 ألف جنيه أو العام الماضي وكان يشارك جهاز تحسين الأراضي وبعد تحول الجهاز إلي كيان اقتصادي وعدم المشاركة المجانية توقف الأمر عند ذلك والدعم ضروري لأن عمليات الخلع للأشجار المصابة وعمليات الإعدام تتكلف الكثير خلاف الاحتياج لمواد عمل للسيارات والأجهزة المختلفة، وطالب مدير الزراعة بأهمية الدعم المادي للقطاع لمواجهة الحشرة. مشيرا إلي أن المديرية من جانبها تعمل علي مدار الساعة للتوعية مع المزارعين بالخطوات الواجب توافرها حال اكتشاف الحشرة في زراعتهم وكيفية الإبلاغ ومواجهتها.وأشار إلي أن »مبيد التافابان« الخاص بمقاومة السوسة الضارة متوافر بالإدارات الزراعية، وأن سعره في متناول الجميع، في حين أن اللتر يكفي لمقاومة 20 نخلة كبيرة، و30 نخلة صغيرة، مطالبًا الفلاحين بضرورة الالتزام بنظافة النخيل واستخدام »مبيد الكبريت«، بعد تقليم النخيل، منوها إلي توفير مواتير الرش مجانًا لجميع مزارعي النخيل بزمامات المحافظة . وأشار إلي أن بداية ظهورها كان قبل عام 2005 بمنطقة الفرافرة وظهرت مؤخرا في منطقة الخارجة .وقال علي بشندي مدير الزراعة بالفرافرة ان الإدارة الزراعية تواصل دورها في إجراء عملية النظافة الميكانيكية للنخيل وإرشاد المزارعين حول كيفية التخلص من مخلفات النخيل. وقال إن فرقا فنية متخصصة لتعفير النخيل بالكبريت بهدف القضاء علي أي أمراض خاصة سوسة النخيل الحمراء والتي أصابت أعداد قليلة لا تتعدي 246من نخيل مركز الفرافرة وتم إعدامها .وأضاف ان السوسة موجودة في مناطق دير البلد وعين البلد والمرض تحت السيطرة. حيث تم إلي الآن فحص اكثر18.000 نخلة ورش 4388 نخلة بالمبيدات الوقائية" وأن عمليات الرش والفحص مستمرة. ودعا المزارعين إلي مراقبة وفحص أشجارهم وإعلام المديرية بأي تغيرات قد تطرأ علي النخلة. وان المديرية توفر معدات الرش والمبيدات والوقود والعمالة والمعدات الثقيلة لدفن النخيل المصاب. وعلي جانب آخر أصدر اللواء أحمد مختار محافظ الوادي الجديد قراراً بتشكيل لجنة عليا للنهوض بالنخيل.. برئاسته وعضوية المختصين بمركز البحوث الزراعية بالقاهرة ومديرية الزراعة بالمحافظة لوضع السياسة العامة للنهوض بالنخيل علي مستوي المحافظة. ومتابعة تنفيذ الانشطة الخاصة بالمشروع وفقا للخطة والبرنامج الزمني المحدد. وأكد أنه تم البدء في تنفيذ المشروع بهدف احلال وتجديد اشجار النخيل القائمة وتوفير شتلات جديدة لزراعتها والتوسع فيها علي مستوي المحافظة، وانه سيتم اتباع أحدث الطرق العلمية والتقنيات الحديثة في تنفيذ المشروع..كما قرر المحافظ تنظيم مسابقة لأفضل مزرعة نخيل علي مستوي قري المحافظة تشجيعاً للمزارعين للاهتمام بنظافة النخيل.