وبعد أن كان المعهد يستقبل أكثر من140 ألف مريض سنويا منها100 ألف مريض جديد بدأ يتراجع دوره حيث فقد أكثر من60% من قدراته الاستيعابية. السرطان في مصر في تزايد مستمر بينما تتراجع الإمكانات التشخيصية والعلاجية والقدرة علي رصده مبكرا فمصر تعالج السرطان حاليا بقدرات استيعابية أقل من50% مما كانت تعالج به منذ3 سنوات وبعد خروج60% من طاقة المعهد القومي للأورام من الخدمة بسبب تصدع المبني الجنوبي..وتزايد الإصابات السرطانية في مصر يرجع الي استراتيجية الدولة في تبني فكرة إنشاء الصناعات الثقيلة الملوثة للبيئة مثل الأسمنت والحديد والأسمدة والبتروكيماويات والتي تنتقل من الغرب الي مصر في صورة استثمارات أجنبية. بالإضافة الي الأمراض المتوطنة والتدخين وغيرها..والأرقام تقول إن100 ألف مريض سرطان جديد هو رقم المنضمين سنويا الي نادي السرطان من المصريين. وهو إحصاء تقريبي بينما واقع الأمر أن العدد يفوق ذلك بكثير ولكن الكارثة أن عمليات الفحص واكتشاف السرطان عند البعض لايتم لعدم وجود رعاية صحية حقيقية لمرضي السرطان وفي ظل تراجع دور المستشفيات المتخصصة خلال السنوات الخمس الماضية في استقبال ورصد وفحص الحالات التي تعاني من مؤشرات للمرض..وبالتالي يقف الآلاف من المصابين بالمرض الخبيث في طوابير طويلة انتظارا للدور بالطبع لم ولن يأتي إلا بعد شهور طويلة ليكون المرض قد حصد أرواحا كثيرة قبل أن يصلوا الي دورهم في العلاج. خاصة أن المعهد القومي للأورام وهو الذي انشيء في عام1959 كأول مؤسسة في الشرق الأوسط كله تخصصت في علاج السرطان وكان بسعة200 سرير بجانب4 غرف للعمليات ومراكز للأبحاث وأقسام للتحاليل والأشعة وغيرها من تجهيزات. وهي نفس القدرات التي يعالج المعهد المترددين عليه الآن من خلالها وبعد مرور أكثر من50 سنة. كان عام1979 هو العام الذي بدأ الإنشاء فيه للمبني الجديد بسعة360 سريرا وبارتفاع13 طابقا وبعدد6 غرف عمليات جديدة لمواجهة الزيادات في أعداد المرضي. وكان قد تم افتتاح المبني الجديد في عام1995. ولكن بعد سنوات قليلة من افتتاح المبني الجديد وكان ذلك في عام2010 أكتشف فجأة وبلا مقدمات تعرض المبني للسقوط وكان السبب فسادا مصاحبا لعمليات الإنشاء. وبعد أن كان المعهد يستقبل أكثر من140 ألف مريض سنويا منها100 ألف مريض جديد بدأ يتراجع دوره حيث فقد أكثر من60% من قدراته الاستيعابية. ورغم استمرار توافد نفس الأعداد من المرضي الفقراء من كل محافظات الجمهورية عليه لكن بالطبع لا أمل في العثور علي سرير أو فرصة علاج لمعظمهم.. فالقدرة الاستيعابية للمعهد تراجعت من560 سريرا في التسعينيات الي200 سرير فقط في عام2010 بينما خصص المعهد منها50 سريرا للأطفال وذلك بعد توقف العمل بالمبني الجديد الذي لم يمر علي إنشائه أكثر من15 عاما فقط. ويعتمد المعهد علي أهل الخير في توفير80% من نفقات العلاج بداخله لكن المأساة أن تأخير بدء العلاج لمريض السرطان ولو لأيام يؤدي إلي انتشار المرض داخل أجساد المرضي وانتقاله من مراحله الأولي التي يكون العلاج فيها بنسبة تفوق ال90% الي مراحل متأخرة يصعب فيها الشفاء. وتراجع القدرات الاستيعابية للمعهد القومي لم يؤثر علي القيام بتطوير قدراته العلاجية من خلال إدخال نظم علاجية جديدة في مجالات العلاج الكيماوي والإشعاعي بخطوط علاجية متقدمة بالإضافة الي إجراء أكثر من8500 جراحة كبري وصغري سنويا وبتكاليف إجمالية تصل الي120 مليون جنيه سنويا منها حوالي50% تبرعات من أهل الخير في الوقت الحالي.. ولكن المعهد يحتاج الي إجراء توسعات من خلال تنكيس المبني الجديد والذي يحتاج الي120 مليون جنيه مطلوب تدبيرها علينا كدولة أن نسعي لتوظيف تلك الثروة في علاج عشرات الآلاف من المصابين بالمرض الخبيث شهريا من خلال إنشاء التوسعات المخططة للقضاء علي طوابير انتظار الآلاف من مرضي السرطان. وهذا لن يحدث الا اذا تقرر إنشاء مجلس قومي لمواجهة السرطان يخضع تحت إشرافه