ينظم المثقفون وقفة احتجاجية في الخامسة مساء الأحد المقبل أمام مجلس الشوري لرفض تمرير الدستور, مؤكدين بطلان الجمعية التأسيسية استنادا إلي عدم دستوريتها, وعدم أحقيتها في صياغة الدستور موضحين في بيان صادر عنهم ان تراجع الرئيس محمد مرسي عن وعوده بتشكيل لجنة متوازنة تحافظ علي الدولة المدنية وما تشتمل عليه من قوانين تحفظ استقلال المؤسسات والحفاظ علي الحريات يفتح الباب أمام استمرار هذه اللجنة في عملها كي تفاجيء الجميع بدستور مصاغ لصالح جماعة بعينها. وأكدوا أن اللجنة تستهين بمستقبل الوطن ويؤكد هذا وفقا لهم ما أعلنه رئيس الوزراء من أن نهاية سبتمبر هو الموعد النهائي للاستفتاء علي مسودة الدستور, متسائلين كيف يتم الاستفتاء علي مشروع دستوري مكتمل دون عرضه للنقاش والتداول العام؟ وأبدي الموقعون علي البيان قلقهم مما يحدث في الوقت الذي تتم فيه عمليات قمع للحريات العامة والشخصية والثقافية والإعلامية ويصدر فيه وزير العدل مسودة لقانون جديد للطواريء بما يعيد انتاج النظام القديم بشكل آخر يتنافي مع قيم أهداف الثورة المصرية. ومن الموقعين سعد هجرس, إبراهيم عبد المجيد, نبيل عبد الفتاح, بهاء طاهر, محمد بدوي, شيرين أبو النجا, فاطمة قنديل, محمود قرني, عاطف عبد العزيز, أحمد بهاء الدين شعبان, حمدي أبو جليل, سهير المصادفة, محمد عبلة, يحيي قلاش, عزة سلطان. وقال الشاعر محمود قرني ان جماعة الادباء والفنانين والمثقفين تستهدف من وقفاتهم وبياناتهم تأكيد معني أسمي وأشمل من الأطروحات المضللة التي تتسرب بين الحين والأخر من اللجنة التأسيسية للدستور أو من جماعة الإخوان المسلمين من خلال الجدل الذي يثار في الشارع بشأن بعض المواد غير الجوهرية في مسودة الدستور المقترح بهدف صرف الأنظار عن قضايا الدستور الجوهرية وقد قدمت السلطة الحاكمة بحزبها السياسي وجماعته نموذجا ليس ميثاليا في قضايا الحريات العامة وتشكيل الوعي المصري بعد ثورة25 يناير وذلك عبر المصادرات والإقصاءات والمنع الذي حدث مع عشرات الكتاب وهو ما يشي بأن المستقبل سيكون أكثر إظلاما كما يعني أيضا أن جماعة الإخوان المسلمين تعيد انتاج القمع تحت شعارات دينية لن يصدقها الشعب في كل الأحوال. وأضاف قرني أتمني ألا تتم قراءة الموقف الاحتجاجي للمثقفين علي انه احتجاج فئوي أو نوعي لكنه دفاع عن الحريات بمفهومها الشامل التي ستطال المواطن البسيط لذلك أدعو الشعب المصري كله إلي الوقوف بجوار كل الحركات الاحتجاجية التي تسعي لتأكيد مكاسب ثورة25 يناير التي تحاول جماعات الإسلام السياسي وتياراته احتواءها والقضاء علي أهدافها لصالح أجندات خاصة. وأوضحت الكاتبة د. سهير المصادفة أن الدستور هو أهم شيء مطروح علي الساحة الآن ويجب أن نهتم به جيدا ويكون مناسبا لمكانة وأهمية مصر, وهو لا يمثل المثقفين فقط ولكن كل أطياف الشعب, لأن مصر صاحبة هوية متعددة لها ملامح خاصة ولها حضارة, وأي مساس بهذا يجعل المثقفين وكل الشعب يدافع عنه, ووقفتنا ليست اعتراضا علي أحد لكنها خوفا من عدم فهم هذا التنوع أثناء اعداده, واعتراضنا هو علي تكوين الجمعية التأسيسية لأن هناك اتجاها واحدا ممثلا بها بحوالي75% فنحن نتوقع ما يحدث وما هي المواد التي ستقر, ونحن لا نخترع فكل المجتمعات تكون دستورها بكل أطياف المجتمع وان نتنازل عن مكتسبات أصبحت من حقنا. وكان عدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والجماعات الثقافية قد وافقوا علي البيان الذي أعده المثقفون منها مركز عماد مبارك, ولجنة حرية الابداع, واللجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير, وجماعة الدستور الثقافي, وجماعة غضب, وأدباء من أجل التغيير.