قرر مجلس الأمن الدولي في جلسته المغلقة التي عقدها أمس, انهاء عمل بعثة الأممالمتحدة للمراقبة في سوريا اعتبارا من بعد غد الأحد. وأكد رئيس مجلس الأمن الدولي السفير الفرنسي جيرار أرو-الذي تتولي بلاده رئاسة أعمال المجلس في الشهر الجاري- أن هناك شعورا عاما بين ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس بأن شروط استمرار بعثة الأممالمتحدة للمراقبة والإشراف في سوريا لم يتم الوفاء بها. في الوقت الذي أعلنت فيه مصادر بالامم المتحدة أمس أن الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الابراهيمي وافق علي أن يحل محل أنان كوسيط دولي بشأن سوريا مع انزلاق الصراع المستمر منذ17 شهرا أكثر فأكثر إلي حرب أهلية شاملة. وأعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ارتفاع أعداد القتلي برصاص قوات الأمن والجيش النظامي أمس إلي200 قتيل معظمهم سقطوا في قصف علي مخبز في حلب, علي ما أفادت قناة الجزيرة الفضائية. من ناحية أخري أكد دبلوماسي غربي ومصدر خليجي أمس أن ماهر شقيق الرئيس السوري بشار الأسد فقد ساقه في هجوم علي القيادة الأمنية في دمشق الشهر الماضي. من جانبها بثت قناة العربية التليفزيونية أمس بيانا منسوبا لنائب الرئيس السوري فاروق الشرع يعلن فيه انشقاقه عن حكومة الرئيس بشار الأسد. علي صعيد متصل, قالت منسقة الشئون الانسانية بالأممالمتحدة فاليري اموس امس الخميس إن2.5 مليون شخص بحاجة الي مساعدات في سوريا حيث تخوض قوات الرئيس بشار الأسد معارك مع مقاتلين يسعون للإطاحة به. وحثت اموس التي التقت برئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ومسئولين آخرين هذا الأسبوع قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة علي بذل جهد اكبر لحماية المدنيين المحاصرين وسط المعارك. وقالت اموس للصحفيين في دمشق اكثر من مليون شخص شردوا ويواجهون الفقر. ربما يكون هناك مليون آخرون لهم احتياجات إنسانية ملحة بسبب اتساع نطاق أثر الأزمة علي الاقتصاد وحياة الناس. وأضافت في مارس قدرنا أن مليون شخص بحاجة الي مساعدة. الآن يحتاج2.5 مليون شخص الي المساعدة ونحن نعمل علي تحديث خططنا وطلباتنا للتمويل. ويقول مسئولون بالأممالمتحدة إن نداء توجهت به الأممالمتحدة لجمع180 مليون دولار لسوريا هذا العام استنادا لتقديرات سابقة للاحتياجات الإنسانية نجح في جمع40 في المائة فقط حتي الآن من المبلغ المطلوب. كما تعرقلت جهود زيادة المعونات بسبب تصاعد العنف الذي أحبط خطط مكاتب إغاثة إقليمية في سوريا لتسليم المساعدات وكذلك بسبب القيود التي تفرضها سوريا علي هيئات الإغاثة العاملة في البلاد. وقالت اموس إنها التقت في دمشق وبلدة النبك إلي الشمال الشرقي من العاصمة بأسر نازحين تقيم في مبان عامة ومدارس من المفترض أن تفتح أبوابها الشهر القادم للدراسة. وقالت اموس حاجتهم للرعاية الصحية والمأوي والغذاء والماء والخدمات الصحية تتزايد. وأضافت الأممالمتحدة وشركاؤها يمدون أعدادا أكبر من الناس بإمدادات طارئة كل شهر.. لكننا لا نقدم إلا جزءا من الاحتياجات. وتابعت هذا غير كاف. انعدام الأمن وفرض القيود جزء من المشكلة. لكن التمويل يقيدنا كذلك. ودعت إلي تقديم تبرعات دولية لدعم جهود الإغاثة. في غضون ذلك, أكد وزير الخارجية الفرنسي لورون فابيوس أن بلاده لن تقدم دعما عسكريا للجيش السوري الحر وإنما ستقدم دعما فنيا. وشدد فابيونس- في مؤتمر صحفي مشترك عقده امس مع نظيره الأردني ناصر جودة في مخيم( الزعتري) للاجئين السوريين بمحافظة المفرق(75 كيلو مترا شمال شرق عمان)- أن فرنسا تساند انتقال السلطة في سوريا. وأشاد فابيوس, بالعلاقات القائمة بين الأردن وفرنسا وبمستوي الخدمات التي تقدمها المملكة للسوريين علي أراضيها, مؤكدا حرصه علي استمرار التنسيق والتشاور بخصوص قضية السوريين اللاجئين إلي الأردن والقضايا ذات الاهتمام المشترك.. مشيرا إلي أن زيارته للأردن تحمل طابعا سياسيا وإنسانيا في نفس الوقت.