اتفق القضاة علي أن الخطاب كان موجها لجموع الشعب المصري, ولم يفرق بين مسلم ومسيحي, وأنه كان شاملا جامعا, وأشاروا الي انه كان لابد أن يتطرق للقضايا المطروحة حاليا وأهمها المكان الذي سيحلف فيه اليمين, وموقفه من حل البرلمان والاعلان الدستوري المكمل. وقال المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي القضاة السابق إن الخطاب شامل جامع وعليه أن يصدق في كلامه, ولكن يجب علي الشعب ألا يحمل الرئيس كل شيء, وعلي الشعب أن يخلص نفسه من قضايا الفساد والرشوة والسلوكيات السيئة التي كان ينتهجها في عهد النظام البائد. وأشار الي ان الرئيس لابد أن يكون قدوة للمصريين لأنه إذا صلح الرأس صلح الجسد, وإذا كان رئيس الدولة زاهدا وواضحا ويتعامل بمنتهي الصراحة سيتعلم الشعب من رئيسه. وبالنسبة لإصلاح القضاء قال رئيس نادي القضاة السابق: إن القضاء به ملفات خطيرة لابد من فتحها علي الملأ, ولابد أن يكون لدينا شجاعة لفتحها, وإن اصلاح القضاء يبدأ من استقلاله ولابد من تحرر المستشارين من روح التبعية التي يعملون بها. وقال المستشار حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق إن الخطاب ركز بصفة أساسية علي شكر الناخبين الذين انتخبوه وشكر الله قبلهم, وتطرق الي مشروع النهضة. إسماعيل النويشي أساتذة الإعلام: الخطاب رزين غلب عليه الطابع الحماسي ولم يتخلص من المفردات الإخوانية تباينت آراء أساتذة الإعلام والعلاقات العامة حول الخطاب الأول لرئيس الجمهورية المنتخب, فبينما أعرب البعض عن ارتياحه للهجة المصالحة التي ظهرت في خطابه عبر آخرون عن قلقهم من استمراره في استخدام مفردات جماعة الإخوان واللهجة الحماسية. وطالب الدكتور سامي عبدالعزيز أستاذ العلاقات العامة بكلية إعلام القاهرة وعميد كلية الإعلام السابق الدكتور محمد مرسي بأن يطلب من حملته الانتخابية العودة للخلف وأن يستمر في خطاباته التي تتسم بالهدوء والرزانة اللذين بدا واضحين في خطاب أمس. وقال عبدالعزيز إن الخطاب في مجمله جاء مصبوغا بصبغة دينية يشتمل علي نغمة تهدئة وحرص علي المصالحة حتي لو لم تكن بالعمق الكافي بدليل أنه لم يذكر ولم يشر إلي من لم ينتخبوه. وأضاف: كنت أتمني من باب الشكليات أن يوجه التحية لمنافسه الفريق أحمد شفيق حتي لو بالتلميح وليس التصريح, متابعا أنه وضع بخطابه علي عاتقه أمس مسئولية جسيمة بتعهداته والتزاماته باحترام القانون والقضاء بما يطرح تساؤلات حول موقفه من الالتزام بالإعلان الدستوري المكمل. وأشار إلي أن تعهدات مرسي وتوجيه الشكر للقوات المسلحة يطرح التزاما عليه بألا يتحول في علاقته بالجيش وأن يطبق بشكل عملي تعهداته كما تطرح ذات التعهدات تساؤلا مهما عن فكرة أداء اليمين الدستورية التي لم يشر إليها إطلاقا في خطابه هل تعني منه التزاما بالدستور والإعلان المكمل في هذا الشأن أم أنه تهرب من تلك الجزئية؟ من جانبه, قال الدكتور رفعت البدري أستاذ الإعلام بجامعة المنوفية إن الطابع الحماسي كان غالبا علي خطاب الدكتور محمد مرسي لكن كانت هناك بوادر لهجة تصالحية لم تكن واضحة بالقدر الكافي ولم تطمئن كثير من الشرائح المجتمعية للرئيس الجديد. وأوضح البدري أننا نحتاج في تلك الفترة لبناء ثقة يقوم خلالها الرئيس بتقديم تنازلات واضحة للشعب وليس لفئة معينة ويقر من خلاله بحق الشعب المصري في أن يشعر بالكرامة وأن تشعر الأقليات فعلا بأن مصر للجميع بما يتطلب رسالة عملية واقعية تؤكد هذا المعني وليس مجرد شعارات تتضمنها خطابات الرئيس. ولفت أستاذ الإعلام إلي أنه رغم الطبيعة الجديدة للخطابات الرئاسية التي يؤسس لها مرسي فإنه لا يزال يستخدم ذات النبرة الحماسية والمفردات التي يستخدمها قادة جماعة الإخوان المسلمين, بينما يحتاج المصريون من رئيسهم إعلاء دولة القانون وسيادته وهو ما مر عليه مرسي سريعا في خطابه دون تأكيد. وأعرب البدري عن أمانيه في اختلاف الخطاب القادم بحيث يعبر بشكل عملي عن تبنيه لمطالب الأقليات وحقوق المصريين. عبدالرحمن سالم ساسة ومثقفون أقباط: خطاب مرسي مقبول لكنه معبر عن تيار الإسلام السياسي قال سياسيون ومثقفون أقباط إن خطاب الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الجديد مقبول لكنه يعبر عن تيار الإسلام السياسي الذي يجمع بين الدين والسياسة وظهر ذلك في استعانته بالعديد من الآيات القرآنية للتأكيد علي هوية الدولة الإسلامية. قال كمال زاخر رئيس جبهة العلمانيين الأقباط إن الخطاب يحتاج إلي ضبط فقد تناسي مرسي بعض وعوده التي أكد فيها أن الدولة سوف تكون مؤسسة, كما اتسم الخطاب الأول للرئيس الجديد بالطابع الديني الذي يجمع بين الدين والسياسة وهذا أمر غير مطمئن, لأن البلاد فيها مسيحيون ليسوا مسلمين, حسب قوله. وقال ممدوح نخلة رئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان إن الخطاب الأول للرئيس الجديد مقبول ويجب أن يعمل علي توحيد المصريين ولا يفرق بين مسلم ومسيحي علي أساس الدين ويعلي قيمة المواطنة لأننا جميعا أبناء وطن واحد. وأكد ممدوح رمزي المحامي والناشط الحقوقي أن الخطاب كان مرسلا وإنشائيا, قائلا: كان يجب علي الرئيس أن يعرف أن عدد من رفضوا انتخابه نحو49% من الشعب المصري. وأضاف: نطالب مرسي بالبدء في مصالحة وطنية حقيقية وأن ينسي الخلافات وأن يأخذ رسول الإسلام قدوة له في المعاملة.