في مشهد مهيب تصدره الصراخ والعويل وخيم خلاله الحزن علي قرية أبو كريم بمركز ديروط بمحافظة أسيوط, حيث خرجت القرية عن بكرة أبيها واصطفوا علي جنبات الطريق السريع في انتظار وصول جثامين الضحايا التسع وكذلك المصابون الذين ذهبوا إلي ليبيا بحثا عن الرزق متشبعين بالأمل في فتح باب رزق جديد لهم ولأسرهم غير مدركين انهم ذاهبون ليلقوا مصرعهم هناك علي أثر حادث مروري مروع علي مشارف مدينة بني غازي الليبية حيث انقلب الأتوبيس الذي كان يقل المواطنين المصريين والذين ينتمي أغلبهم إلي محافظة أسيوط ونتج عنه مصرع11 شخاصا واصابة أكثر من10 آخرين تم نقلهم إلي مستشفيطبرق بدولة ليبيا. ويقول جمال محمود سيد من أهالي القرية لقدانقلب الحال في قرية عرب أبو كريم رأسا علي عقب فبدلا من أن ينتظر الأهالي أبناءهم بالعودة غانمين سالمين باتوا ينتظرونهم محمولين في نعوشهم, وصارت القرية في حالة حداد انتظارا لدفن أبنائهم إلي مثواهم الأخير الذي لم يتحدد بعد والذي يتوقف علي موعد وصولهم. ويقولمحمد خميس غيضان شقيق المتوفي أحمد خميس أن شقيقي ذهب للعمل في ليبيا بعدما اغلقت أمامه جميع الأبواب وعلي مضض اضطر الجميع للسماح له بالسفر وبالفعل غادر يوم الخميس الماضي وسط رفاقه من شباب القرية وفوجئنا يوم السبت الماضي ببعض أقاربنا وكذلك الشباب الذين كانوا يرافقونه يبلغوننا بأن هناك10 شباب من المرافقين له لقوا مصرعهم علي أثر حادث مروع تعرضوا له جميعا وأصبحنا في حيرة من أمرنا بعدما عجز أي مصدر حكومي عن إصدار بيان رسمي يعلنون خلاله اسماء الضحايا والمصابين وبات كل ما لدينا من معلومات عبارة عن أنباء متضاربة حول أسماء المتوفين والمصابين, وهناك عائلات لاتعرف إذا كان أبناؤهم متوفين أو مصابين وذكر لنا بعض الأشخاص أن من لقوا مصرعهم هم12 شخصا وليس10 أشخاص ومن بينهم محمد عبيد محمد, وأحمد خميس غيضان, وعليان أحمد عبد الرحمن شيباني, ومحمود عبد الحميد شيباني, وصلاح خليفة أبو بكر, وأحمد سالمان عبدالعال سالم, وعلاء عبدالناصر رشوان, وإبراهيم فتحي نصر,أما المصابون فيبلغ عددهم نحو16 شخصا تقريبا ومن بينهم مسعود طه عبد المطلب, ومحمد لملوم عبد المنعم, وأبوالنجا عيسي علي, ووحيد ثابت عبد العال, وعبد الراضي عبد الغني مهدي, وعبداللاه عطية واصف, أحمد محمد غيضان, نجاح شوشة واصف, محمد إبراهيم حسين, وعطية عبد الحميد عبد العاطي. وأوضح عبد النعيم أحمد عبد الرحمن شيباني أن شقيقه عليان الذي لقي حتفه في حادث الأتوبيس المشئوم وكان معه نحو28 شخصا من أبناء القرية وغادروا مساء الخميس الماضي وقال إن أحد أقاربنا بليبيا روي أن الحافلة التي كانت تقل الضحايا تعرضت لحادث إطلاق نار بالقرب من أحد الأكمنة المرورية وهو ما أدي إلي اختلال عجلة القيادة بيد السائق الذي انحرف بشدة يمينا ويسارا حتي انقلبت الحافلة مبينا أنه تلقي نبأ وفاته من زملائهم المصابين في نفس الحادث, والذين يتلقون العلاج في مستشفي طبرق بدولة ليبيا وطالب بسرعة تدخل المشير حسين طنطاوي لدي السلطات الليبية لإرسال جثامين الضحايا ونقلها إلي القرية لدفنها إلي مثواها الأخير. وتحدث أحمد عبد الفتاح خال المتوفي أحمد خميس أن القريةاتشحت بالسواد التام حزنا علي شهداء الرزق الذين ذهبوا ليبحثوا عن مصدر رزق جديد لهم بعدما ضاق بهم الحال ويئسوا من إصلاحهوحاولوا أن يجتهدوا في البحث عن فرصة عمل حرموا منها علي غير إرادتهم وقال إن نبأ وفاتهم استقبلناه بصبر كبير واحتسبناهم جميعا شهداء عند الله يبحثون عن رزقهم ولكن ما اصاب القرية بالحزن الشديد هي الأنباء التي وردت عن قيام مجموعة من الأشخاص المسلحين بقطع الطريق عليهم وطلبوا منهم التوقف للحصول علي أموالهم ولكنهم رفضوا ذلك فقام هؤلاء المجموعة بإطلاق الأعيرة النارية علي السيارة مما أدي إلي انحرافها وانقلاب ومصرع12 شخصا وإصابة16 شخصا لذا نطالب المسئولين المصريين بالتحقيق في الواقعة والثار لأبنائنا من مرتكبي تلك المذبحة. واشار حسين عبد الله, أحد أقارب الضحايا, إلي أن مسئولي وقيادات أسيوط غابوا تماما عن المشهد وتركونا في حيرة من أمرنا لا نعلم ما مصير الضحايا الذين مازالوا معلقين داخل مستشفيات ليبيا وكذلك المصابون الذين لا نعلم عنهم شيئا وطالب بسرعة التدخل حتي لا يتدهور الوضع داخل القرية التي تغلي وتحترق بنيران الحزن علي فراق أبنائها من الشباب. *** جثامين الضحايا تصل اليوم مطروح عاطف المجعاوي صرح الدكتور محمد حمص مدير عام اسعاف مطروح, بأن الاسعاف الليبي قام بتسليم المصابين والجثامين في الساعة الحادية عشر من مساء أمس, بمنفذ السلوم البري, حيث تم نقل الجثامين والمصابين إلي مطار سيدي براني تمهيدا لنقلهم بطائرة تابعة للقوات المسلحة إلي القاهرة. وأكد أنه يوجد حاليا4 مصريين مصابين في حادث السير الذي وقع في مدينة طبرق ومازالوا يتلقون العلاج في مستشفي طبرق العام لحين استقرار حالتهم الصحية, حيث سيتم نقلهم إلي منفذ السلوم ومنه إلي مطار سيدي براني بطائرة عسكرية لتلقي العلاج في مستشفيات تابعة للقوات المسلحة.