نعم.. أصبحت الانتخابات الرئاسية في خطر نعم أصبح البرلمان الحالي متخصصا في تصدير الأزمات للمجتمع بدءا من أزمة سحب الثقة من الحكومة وإصراره علي ذلك مع أن هذا ليس من حقه علي الإطلاق ولم ينص علي ذلك أي دستور في تاريخ مصر, ومرورا بقانون عمر أقصد قانون مباشرة الحقوق السياسية الذي تعجل البرلمان في يوم وليلة ليصدره حتي لايتيح لعمر سليمان أن يترشح للرئاسة ومع ذلك قضي بعدم دستوريته, وإنتهاء بالتشريع الذي أقره مجلس الشعب بشكل مفاجئ وقبل الإنتخابات الرئاسية بأيام وتغول علي سلطة اللجنة العليا للإنتخابات التي من المفترض أنه لاسلطان عليها ويجب أن يكون كذلك طبقا للمادة المنشئة لها وهي المادة28 من الإعلان الدستوري حتي لاتتدخل في عملها أي سلطة مهما تكن ويكون لقراراتها حجة الإلزام للجميع ودون الدخول في متاهات الطعون حول نتائج إنتخابات منصب رفيع مثل منصب رئيس الجمهورية, ولهذا تم تشكيلها من مجموعة من قمم قضاة مصر ولايعلوهم في المكانة أحد سوي الله سبحانه وتعالي وأصبح علي رأس هذه اللجنة رئيس المحكمة الدستورية العليا لكن آخر إفتكاسات البرلمان بعض تطاول بعض أعضائه وبعض القوي السياسية علي هذه اللجنة وإتهامها بشبهة الفساد وأن البرلمان عليه أن يضع لهذه اللجنة ضوابط عملها ويحدد لها قواعد التنفيذ علي ارض الواقع بل ويقر بضرورة ألا يسمح لأي من أعضائها في تولي أي مسئولية في الجهاز التنفيذي طوال فترة وجود رئيس الجمهورية المنتخب في حالة ماإذا تمت هذه الانتخابات أصلا مما يعني فرض عزل سياسي علي أعضاء هذه اللجنة لمدة خمس سنوات قادمة00 ومما يوحي أن هناك إحتمالا أن يتم عمل صفقة بين الرئيس القادم وهذه اللجنة لتحصد هذه اللجنة المزايا العديدة من ورائه مقابل تزويرها نتائج الإنتخابات له ولهذا جاء تشريع مجلس الشعب الأخير هل هذا معقول ؟ هل هكذا نتعامل مع قمم وشيوخ قضاة مصر ؟ وهل هكذا نتعامل مع لجنة عليا حصنتها المادة28 من الإعلان الدستوري وستكون مسئولة عن تحديد مصير أعلي سلطة في الدولة وهي سلطة رئيس الجمهورية ؟ إن هذه اللجنة سبق أن وضع نصوصها فريق من أساتذة القانون الدستوري كان علي رأسهم المفكر الإسلامي طارق البشري وكان من بينهم القيادي الإخواني صبحي صالح, فما الذي حدث حتي يتم الإنقلاب علي هذه اللجنة بهذه الصورة غير الشرعية علي الإطلاق ؟ هل المقصود فعلا استكمال مظاهر التعبئة التي يقودها تيار الإسلام السياسي بحجة الخوف من تزوير الإنتخابات وبالتالي عندما تعلن نتيجة الجولة الأولي في لانتخابات الرئاسة ويجد هذا التيار أنها ليست في صالحه يتم رفض نتائجها معللا تزويرها ويرفض إستكمال الانتخابات في حالة الإعادة, ويتم إشعال نيران ثورة جديدة لن تكون وقتها في صالح أحد, وبذلك تدخل البلاد في نفق مظلم لايعلم حقيقته إلا الله خاصة بعد أن حاول هذا التيار طوال الفترة الماضية تأجيج الصدام بينه وبين المجلس العسكري الحاكم الفعلي والشرعي للبلاد وحامي ثورة25 يناير ونتائجها حتي الآن ؟ أقول هذا بعد أن قام هذا التيار أيضا طوال الفترة الماضية باتخدام العبارات الحادة والتحذيرية للمجلس العسكري من عدم تسليمه السلطة في30 يونيو القادم مع أنه سبق وأن أعلن مرارا وتكرارا أنه سيسلمها للسلطة المدنية المنتخبة في30 يونيو وقد يكون قبل ذلك لذا لم يكن هناك أي داع لهذه العبارات الساخنة والمستفزة في هذا الاتجاه إلا إذا كانت مقصودة لإستخدامها في عملية الحشد والتعبئة من الآن لماذا كل هذا ياأبناء مصر لقد قلتها مرارا وتكرارا علي مدي الشهور الماضية رب إحمي مصر من أبنائها قبل أن يدمروها ويحرقوها بأيديهم.