حالة من التخبط تسيطر علي ديوان عام وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي حاليا نتيجة السياسات المبهمة التي يتبعها المهندس رضا إسماعيل وزير الزراعة.. حيث كشفت مصادر داخل الوزارة أنه لا يتم اتخاذ أي قرار إلا وكأنه بالونة اختبار لقياس ردود الأفعال حوله لأنه سرعان ما يتراجع الوزير عن القرار بمجرد استياء المسئولين والمهتمين بالمجال الزراعي. وقالت المصادر إن إسماعيل أصدر قرارا بإنهاء عمل الخبراء المصريين المنتدبين للعمل بالسودان لزراعة ألف فدان قمح, وعندما تم نشر الخبر بسحب الخبراء المصريين أصدر قرارا بالغاء قرار الإنهاء, كما أنه تم نشر خبرا بمنع استيراد اللحوم من اثيوبيا أعلن علي إثرها رئيس وزراء أثيوبيا استياءه من هذا الخبر مما اضطر وزير الزراعة لتكذيب هذا الخبر في مجلس الوزراء. ولم يمر اسبوعان علي نشر هذا الخبر فخرج الوزير ليعلن مشاركة الوزارة لأول مرة باستيراد رءوس العجول والأبقار حية من السودان علي أن تتولي الوزارة عملية الذبح والبيع فأين الصدق فيما يدلي به الوزير من تصريحات. وفي غضون ذلك وبعد أسبوع من إعلان هذا الخبر مع حلول نهاية شهر فبراير الماضي دخلت الحمي القلاعية مصر ولم يتردد إسماعيل بنفي وجود عترة جديدة من الحمي القلاعية تسمي سات2 مؤكدا ذلك بناء علي تقرير تم إعداده من قبل20 لجنة تم ارسالها لمحافظة الغربية التي ظهرت بها أول حالة إصابة بالمرض.. وما أن مر أسبوعين علي هذه التصريحات.. حتي خرج الوزير يؤكد وجود العترة الجديدة التي لم تفلح معها اللقاحات الموجودة بمصر لتحصين الماشية لاحتواء المرض, ولكنها لم تساهم في احتوائه, بل ساعدت علي انتشاره بصورة أكبر. وفي مطلع الأسبوع الماضي قام وزير الزراعة بافتتاح معرض الزهور متجاهلا أزمة الحمي القلاعية التي أدت إلي نفوق آلاف من رءوس الماشية ومقاطعة منتجات اللحوم والألبان ومفجرا تصريحات بأن إسرائيل هي السبب الرئيسي في دخول سات2 إلي مصر, حيث تم تهريب المواشي عبر الأنفاق لإصابة مصر بالوباء نافيا التهمة عن الوزارة في التسبب بتفاقم الأزمة.. وأن اللقاحات التي يتم استيرادها من الخارج لا تعمل علي تحصين الماشية, وأنه لا توجد نية لاستيراد اللقاحات من الخارج وأنه سيتم تصنيع لقاحات مصرية بمعامل المصل واللقاح بالعباسية علي الرغم من الإعلان في نفس الوقت من بعض المسئولين والخبراء الزراعيين عن احتياج مصر ل5 ملايين جرعة لقاح لاحتواء الحمي القلاعية لحين تصنيع اللقاح. وفي تصريحاته المتضاربة بلجنة الزراعة بمجلس الشعب أعلن الوزير أن هناك سيطرة علي الحمي وأن المرض سيتم القضاء عليه في غضون فترة قصيرة جدا, علي الرغم من أن أعداد الإصابة بالمرض في تزايد مستمر وتتجاوز ال40 ألف حالة إصابة, بالإضافة إلي نفوق5 آلاف عجل من العجول الصغيرة مع إصابة المواشي البالغة بنسبة لا تتجاوز ال1% ثم خرج علينا الوزير ليعلن. يأتي ذلك فيما تتكتم الوزارة علي حدوث أكثر من27 حالة اشتباه في الاصابة بحمي الوادي المتصدع بمحافظة الفيوم مع العلم أن هذا المرض ينتقل من الحيوان إلي الانسان عن طريق نوع معين من الذباب.. وقد نفت الهيئة العامة للخدمات البيطرية إصابة أي من الماشية بهذا المرض.. فهل سيتم التعامل بنفس طريقة القلاعية حتي ينتشر المرض ويصعب السيطرة عليه مما ينذر بحدوث كارثة حقيقية إذا لم يتم احتواء المرض قبل تفشيه.