انتهت المشاهد الجنائزية ومراسم الدفن وهدأ روع الفلاحين ليعودوا مرة أخري إلي أبواب الوحدة البيطرية التي فتحت أبوابها بعد انتهاء دفن الحيوانات النافقة لندخل معهم وسؤال واحد يشغلنا أين الحل, والإجابة عبر السطور التالية: مع أولي خطواتنا داخل الوحدة البيطرية وجدنا مجموعة من الفلاحين احاطت بأطباء الوحدة البيطرية لتوقيع مجموعة من الأوراق لنبادر بالسؤال: علام يوقع الفلاحون؟. ليجبينا مصطفي الشيخ مدير عام الإدارة البيطرية قائلا:الورق الذي يقومون بتوقيعه, هو مطهر نوزعه لتطهير حظائر القرية حيث حصلنا من الوزارة علي40 كيلو جراما من مادة فاركون إس, وهذه الأوراق لتنسيق وتوزيع الفلاحين وأصحاب المواشي علي لجان لتنظيم عملية توزيع المطهر والتأكد من وصوله لجميع الحظائر. * هنا بادرناه وكم قيمة المطهرات والأمصال للحمي القلاعية؟ ** فأجاب: كل المطهرات توزع مجانا وكذلك الأدوية والأمصال, وبالنسبة للعلاج فالسيد المحافظ اعتمد300 ألف جنيه لتوزيع علاجات الحمي القلاعية بالمحافظة وحصلت إبشواي الملق وحدها علي ماقيمته166 ألف جنيه عقاقير علاجية ويرجع ذلك لكونها الأكثر تأثرا بالمرض. * ومتي بدأ علاج الحمي القلاعية في إبشواي؟ ** بدأنا العلاج منذ الثامن من مارس, ومازلنا مستمرين في العلاج حتي الآن عن طريق لجان يتبقي منها لجنة واحدة تنتهي خلال أيام. * ولماذا لم يبدأ التحصين والوقاية قبل انتشار المرض؟ ** مرض الحمي القلاعية خطير جدا, والعترة التي أصيبت بها ماشية مصرعترة جديدة, وأول من اكتشف أنها مختلفة هي إدارة إبشواي الملق لأننا أكبر قرية منتجة للألبان في مصر, وفي اليوم الأول من مارس استحضرنا لجنة من معهد بحوث الأمصال وقام الدكتور محمد محضية من قرية سملا بأخذ عينة لنكتشف نوعية الفيروس, وفي اليوم التالي قمنا باعداد لجنة وزرنا منطقة عزبة شعبان لأنها الأكثر عرضة للإصابة واكتشفنا ان العترة الجديدة المسماة سات2 لاتتأثر بالإجراءات الوقائية التي نقوم بها لصد الحمي القلاعية والتي تسمي بعترةa أوo. * وفي رأيك ماهو حل أزمة الحمي القلاعية ومايشابهها من اوبئة؟ ** يدخل لمصر الكثير من اللحوم المستوردة والحيوانات الحية, ومن المفترض أن تقوم المحاجر الحدودية يذبح الرءوس الحية في المجازر الحدودية لتدخل إلي مصر علي هيئة لحوم مذبوحة وليست حية, ففي2011,2010 استوردنا مجموعتين من عجول التربية بقصد تحسين السلالة من ألمانيا, لكن الخطأ كان في استبداعها بمحاجر داخلية رغم أن الإجراءات تؤكد وتجبر الحكومات والمستوردين علي استيداعها بالمحاجر الحدودية لمنع نقل أي فيروسات إلي عجول التربية والمواشي المحلية خاصة مع انتشار المزارع بالقرب من المحاجر الداخلية. * وماذا عن التحصين؟ ** بالنسبة للتحصين فلابد أن تصنع في مصر وليس للحمي القلاعية فقط لأنها ومهما يبلغ امرها اهون بكثير من غيرها, نحن لدينا كثير من الأمراض الوبائية الصيفية المشتركة بين الإنسان والحيوان ولهذا لابد من وقفة مع النفس لضبط عمل المحاجر وصناعة المصل داخل مصر مع منع استيراد الأمصال الأردنية والمغربية والإسرائيلية والتي اتعجب من وجود قريناتها المصرية. * ولكن تحضير الأمصال محليا قد يستغرق4 أشهر, كيف نحد من انتشار الحمي القلاعية في هذه الاثناء؟ ** انقاذ الثروة الحيوانية حتي عمل مصل السات2 في مصر, يتم من خلال استيراد الشحنة الفرنسية المعروضة ولكن دون أن يكون التعامل مباشرا بين الفلاحين أو المستوردين من شركات الأمصال وفرنسا لأن ثمن الجرعة بهذه الطريقة سيصل إلي35 جنيها ولكن ان خاطبت الحكومة الشركات الفرنسية سيصل سعر الجرعة إلي10 جنيهات خاصة مع حالة الخطر الداهم التي تتعرض لها البلاد, وبذلك تحصل مصر علي ال8 ملايين جرعة فرنسية بسعر رمزي للفلاح ولا حل غير ذلك. * ولكن مسئولية وزارة الزراعة والطب البيطري تقتضي توزيع الأمصال والعلاج دون مقابل, أليس كذلك؟ ** في الحقيقة وعلي أرض الواقع لايمكن ان نترك الحكومة تتمسك بشعارات اشتراكية في حين أنها لن تؤتي بحل للفلاحين في هذا الوقت, فلا يمكن ان نتركها تقول: العلاج مجاني والمصل مجاني لنجد انه لاعلاج ولامصل والحقيقة ان أي فلاح من الموجودين كان سيهرول علي أي جرعة ولو وصل سعرها إلي100 جنيه. وهنا صرخ أحد الفلاحين: عندك حق يادكتور صناديق التنمية الاجتماعية والبنوك بتاعة الحكومة بتضحك علينا والفايدة بتوصل علي القروض ل17% ويقولك اجتماعي ودعم, ابتسم الطبيب ليقول: طيب ياأستاذ اتفضل, الفلاح خلاص اتنصح وبقي عارف اللي حواليه وعارف كويس واتحدي أي مسئول الفايدة فعلا وصلت إلي17% في حين انها قادمة من البنك الدولي بفائدة3%, يبقي مش معقول هايتوزع مصل فعال ببلاش.