أثبت شباب مدينة أسوان أنهم علي مستوي المسئولية والأكثر حرصا علي نظافة ونظام مدينتهم التي ينتمون إليها, وقاموا بإزالة جميع الأكشاك التي أقاموها الأسبوع قبل الماضي علي الأرصفة وأمام الجداريات في موقف أشاد به الجميع والحقيقة أن هؤلاء الشباب لجأوا إلي ذلك, بعد أن لمسوا عدم جدية المسئولين في التعامل مع بعض التعديات الأخري عن عمد, رغم أنها تقع تحت بصرهم وهو ماأثارولايزال العديد من علامات الاستفهام. عموما فإن هؤلاء الشباب الذين شاء قدرهم أن يعيشوا في ظل نظام سابق فاسد لايعرف سوي المجاملات في التعينات المختلفة لايطلبون أكثر من توفير فرص العمل, أو بناء سويقات بديلة علي طراز معماري مناسب حتي يواصلوا مسيرة عملهم وبناء مستقبلهم وفي الوقت الذي أشاد فيه ابناء أسوان بموقف هؤلاء الشباب واعتبروه وطنيا ويؤكد عشقهم لبلدهم, التي نالت مؤخرا عضوية منظمة المدن العالمية ضمن ثلاثة مدن إفريقية فإنهم شددوا علي ضرورة طرد جميع المتعدين علي الوحدات السكنية بالصداقة القديمة وهي الوحدات المعروفة بإسكان الأولي بالرعاية وكذلك علي وحدات متضرري السيول بالأعقاب. يقول محمود حربي من ابناء الجزيرة بأسوان: أنه كأحد الشباب لجأ إلي الأكشاك بحثا عن مورد رزق حلال بعد أن عاني مع زملائه من قبل في البحث عن فرص عمل و كالعادة لم يجدوها بعد أن خطفها أصحاب الحظوة. وقال نحن ابناء أسوان وأكثر حرصا علي النظام والانضباط, ونحن من قمنا بحماية المنشآت الحكومية وقت المظاهرات, لأنها تعود إلينا في النهاية, ولذلك قمنا بأنفسنا بإزالة الأكشاك طواعية بعد أن وعدنا المسئولون بالبديل المناسب وأضاف:حربي قائلا:نحن لانطالب بأكثر من حقنا, فكما استثمرت الدولة بعض أراضينا, أصبح لزاما عليها أن توفر لنا علي الأقل المكان الذي يمكن أن نعمل من خلاله سواء كان حكوميا أو خاصا ومن جانبه, يدرس اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان فكرة إنشاء سويقات محلية داخل القري والمدن المحرومة كبديل سريع للشباب الذي جارت عليه الظروف, ووجه المحافظ الشكر والتحية لابناء أسوان المخلصين الذين استجابوا ومن منطلق عشقهم لبلدهم والحرص علي مظهرها السياحي والحضاري, وقاموا بإزالة الأكشاك بأنفسهم ليثبتوا أنهم أصحاب حضارة وتاريخ لايستطيع بالتأكيد أحد أن ينكره.