نزعوا منه أولاده وحرموه من حضنهم ورؤيتهم.. صدموه بالسيارة وأحرقوه بالنار.. استولوا علي سيارته مصدر رزقه ومنزله, فلجأ للاعتصام أمام مجلس الشعب حرضوا عليه المسجلين خطر والمأجورين من البلطجية لقتله. وكادوا يزهقون روحه لولا إنقاذه علي يد حرس مجلس الشعب.. يقال في المثل الخال والد ومن أقدم علي كل هذه الجرائم خالان لأولاده وما لا يصدقه عقل أن يجتمع مع هذين الشيطانين شقيقاه ليشكلوا عصابة لسرقة السيارات وتهريب الآثار وهو الأمر الذي لم يقبله عبدالغني الزوج البائس والمغلوب علي أمره ليعيش أسوأ رحلة عذاب يتعرض لها إنسان من أهله وذويه. تفاصيل المأساة مسجلة في محاضر وبلاغات للنائب العام, لم تأخذ طريقها للتحقيق حتي الآن ويرويها عبدالغني محمد برهام52 سنة سائق نقل ثقيل فيقول وتقاسيم وجهه تنطق بقسوة الأيام إنه كان يعيش حياة بسيطة كسائر المواطنين مع زوجته وطفليه دينا9 سنوات وإسلام7 سنوات راضيا بما يرزقه الله من عمله علي سيارته النقل, إلي أن تسلل الطمع إلي عقل زوجته وشقيقيها بالعمل في تجارة الآثار وسرقة السيارات خاصة مع حالة الانفلات الأمني التي تعيشها البلاد. ويضيف والبؤس ينضح من وجهه بانه رفض كل الإغراءات التي قدموها له نظير مشاركتهم بسيارته في الأعمال الإجرامية رغم نجاحهم في استمالة شقيقيه الأصغر وضمهما إلي العصابة. ويشير عبدالغني إلي اصابته بشلل تام في جميع أجزاء جسده حزنا علي وفاة شقيقه الأكبر الذي كان بمثابة الأب والسند له في الحياة وظل راقدا في الفراش لمدة شهر وهو ما استغلته عصابة السوء وأجبروه علي التوقيع علي أوراق تنازله عن السيارة النقل ومنزله واختطفوا أولاده من حضنه ثم طلقوا منه زوجته التي ادعت في باديء الأمر انه تم اختطافها. افاق عبدالغني من وعكته ليجد نفسه رجلا بلا هوية أو حيثية, فكل ما تعب من أجله في الحياة استولي عليه الشياطين في لحظة ضعفه وقلة حيلته. سلك عبدالغني طرق المودة ومراعاة القرابة في استرداد أملاكه إلا أن العصابة صمت اذانها عن توسلاته ولم يرحموا كهولته فبدأ في مقاضاتهم وتحرير محاضر بالسرقة والاستيلاء والاختطاف ضدهم لكن دون جدوي فتوجه إلي مكتب النائب العام وتقدم ببلاغات ضد العصابة وأفعالها معه وجرائمها. ويقول عبدالغني ان العصابة شعرت بأنه يمثل صداعا لها يقض مضجعهم ويسرق فرحتهم بما يكنزونه من حصيلة جرائمهم فبدأوا في محاولات الاعتداء عليه حتي يقتلوا ثورته فانتظروه لحظة خروجه من أحد المساجد باحدي القري التابعة لمركز المنصورة وداهمه أحدهم بموتوسيكل أسقطه أرضا ولم يشعر بنفسه الا وهو في المستشفي غير أنه قاوم وعاد ليشكوهم مرة أخري فتربصوا به في اثناء عمله كسائق لجرار يحرث الأراضي الزراعية, وسكبوا عليه جركن بنزين وأشعلوا النار في جسده الضعيف لولا تدخل ابناء القرية الذين نجحوا في انقاذه. ويضيف انهم حاولوا تضليل العقلاء الذين توسطوا لحل معضلته لاسترداد منزله حتي يتمكن من مواصلة الحياة إلا أنهم ألقوا بكل محتويات وأثاث منزله خارج مسكنه مدعين أن هذا حقه فقط, وان الباقي ملك لزوجته وشقيقيه. لم يكل عبدالغني من محاولات إعادة حقه فسلط أهالي القرية عليهم, واعتصم أمام مقر المحافظة ليندد ويشهر بأفعالهم فأوعزوا لأحد البلطجية بفقء عينيه حتي يفقد رشده ويكف عن مطالباته إلا ان ضربات المطاوي لم تصب عينيه ولكنها شوهت وجهه. استنفد عبدالغني كل طرق المطالبة بحقه فلجأ للاعتصام أمام مصر كلها كي يعرف القاصي والداني مأساته أمام مجلس الشعب ورفع لافتته المعهودة يطالب كل صاحب ضمير حي بمساعدته في ايجاد حل لمشكلته التي تستعصي علي الحل؟ غير أن العصابة لم تتركه وشأنه فارسلوا إليه بعض البلطجية كي يخلصوا عليه فانتظروا حتي حل الظلام أمام مقر المجلس وتلاحقت الضربات علي عبدالغني الذي ظن أن حياته أوشكت علي الانتهاء لولا تدخل حرس المجلس الذين ألقوا القبض علي البلطجية وحموه من ايديهم. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيق.