يعد مستشفي أبوخليفة بالإسماعيلية نموذجا حيا لإهدار المال العام منذ إنشائه في عام2002 علي مساحة10 ألاف متر مربع وبتكلفة تقدر بنحو17 مليون جنيه وهو كامل التشطيب وللأسف لم يتم تشغيله حتي الآن. واصبح مأوي لعصابات البلطجة والأعمال المنافية للآداب والحشرات الضارة, وحاول عدد من المحافظين السابقين ان يقوموا ببيعه للاستفادة من ثمنه أو تحويله لمنشأة اقتصادية لاسيما وأنه يطل علي طريق بورسعيد الدولي وموقعه متميز وحيوي لكن دون جدوي ودائما أفكارهم تتلاشي برحيلهم, ويظل مصير المستشفي حبيس ادراج وزراء الصحة حتي الآن. يقول أحمد عبدالرافع محاسب ان مستشفي أبوخليفة أنشئ في عهد إسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق بتكلفة باهظة ولم يكن له ميزانية لشراء الأجهزة الطبية في ذلك الوقت من أجل تشغيله وانتظرنا كثيرا أن يأتي مفتاح الفرج علي يد مسئول ينقذ المبني الفاخر من عوامل التعرية التي بدأت تطل علي بعض جدرانه نتيجة ارتفاع منسوب المياه الجوفية من حوله دون جدوي. ويضيف عثمان عبدالحق مدرس أن الاهمال في القطاع الصحي موجود في جميع محافظات الجمهورية وهو تركة مثقلة تركها نظام الحكم السابق ومن بين صوره مستشفي أبوخليفة الذي اصبح اثرا يشاهده كل من يتحرك علي طريق بورسعيد الدولي ويحزن عندما يعرف قصته جيدا, ولابد لحكومة الدكتور كمال الجنزوري ان تضعه في أولوية اهتماماتها وتعمل علي تشغيله فورا. ويشير عبدالسلام أمين مهندس إلي أنه توقع عند انشاء مستشفي أبوخليفة انه سوف يعمل علي خدمة المنطقة المحيطة به بجانب استقباله للمرضي من المحافظات المجاورة نظرا لاتساعها لكن هذا الحلم تبدد مع مرور السنوات وأصبحت المباني جاهزة دون وجود أثاث فندقي أو أجهزة طبية لتشغيلها, حينما نسأل عن سبب تأخير افتتاحه يخبرنا المسئولون أن الدولة لم تعتمد ميزانية خاصة له وتفكر في بيعه للقطاع الاستثماري. وتوضح مني عبدالقادر طبيبة بشرية أنه لا يعقل أن يبقي المستشفي يشغل مكانا حيويا دون الاستفادة منه, حيث يتكون من5 طوابق ويسع200 سرير وهو مجهز ب6 غرف عمليات ومبيت للأطباء وأطقم التمريض المعاونة, هذا حسب معلومات دقيقة قمنا بجمعها منذ وقت ليس بالقصير والمشكلة أن المسئولين في محافظة الإسماعيلية في عهود سابقة تجاهلوا إيجاد حلول لهذه المنشأة الطبية حتي تري النور سواء التفكير في طرحها للبيع لإقامة فندق رياضي أو مصحة نفسية أو ضمها لجامعة قناة السويس إلا أن توصياتهم ذهبت أدراج الرياح ولم تعد لها جدوي فعالة. ويؤكد عثمان عبدالمولي تاجر أنه يشعر بالحزن والأسف عندما يشاهد المستشفي يوميا أثناء ذهابه للقنطرة غرب مقر عمله التجاري وعودته للإسماعيلية محل مسكنه حيث يتردد عليه بعض الخارجين عن القانون حتي أن هناك عصابات سرقة السيارات تختبئ داخله ويعد ملاذا آمنا في تنفيذ جرائمها. ومن جانبه اعترف الدكتور هشام الشناوي وكيل وزارة الصحة بالإسماعيلية بأن المستشفي يعاني من الاهمال والتجاهل الشديد وتحتاج لإعادة تخطيط من جديد وقمت بإعداد ملف خاص به وقدمته للواء جمال امبابي محافظ الإسماعيلية ويتمثل في تحويل هذه المنشأة إلي مجمع غسيل كلوي يسع50 جهازا بجانب إقامة مركز للطوارئ يخدم أبناء محافظات إقليم القناة وسيناء وأبدي المحافظ إعجابه بهذا المقترح ووعدنا بعرضه علي الدكتور عادل العدوي وزير الصحة لاعتماد الميزانية اللازمة له لمده بالأجهزة والمعدات الطبية والأثاث الفندقي وتوفير الكوادر العاملة له ولو سارت الأمور في طبيعتها سوف يحقق هذا المكان خدمة لا حدود لها للمترددين عليه من المرضي وحوادث الطرق المختلفة.