توقف ذهني عن التفكير بعد أن عجزت عن إيجاد إجابة منطقية لما يطالب به آلاف الشباب الذين أشك ان جزءا كبيرا منهم كانوا من ثوار25 يناير خلال الإحتفال بأول عيد للثورة بعد مرور عام عليها. أقول هذا بعد أن وجدت أن معظم ما يقومون به ويطالبون به يهدف إلي هدم الدولة وإدخالها في أتون حرب أهلية وكسر هيبة القوات المسلحة وتدمير البلاد كنت أتمني أن يكون الاحتفال بهذه الثورة عيدا بالفعل يعبر عن فرحة المصريين بما أنجزوه لأعظم ثورة في تاريخ البشرية لأنها كانت بلا قائد وأطاحت بنظام لم نكن نحلم بإمكانية الإطاحة به بل نجحت هذه الثورة في وضع معظم رموز هذا النظام في السجون لمحاكمتهم لكنني فوجئت باحتفال أحزن ملايين المصريين لأنه لم يكن احتفالا بل هو إعلان عن بداية صدام وصراع بين مختلف القوي في مصر صراع مع الذين يريدون ان يشوهوا دور القوات المسلحة التي حمت هذه الثورة ولولاها ما كانت قد نجحت بل إن هذه القوات المسلحة وحدها هي التي أنقذت الثورة وأنقذت مصر كلها من الدخول في حرب أهلية وإنفلات أمني وبلطجة ولو كانوا قد تركوا الساحة وعادوا إلي ثكناتهم خوفا من إتهامنا لهم وقتها كما نفعل الآن بأنهم سيقفزون علي الحكم وعلي الثورة لكنا قد لجأنا إليهم بعد عدة أيام نرجوهم أن يعودوا وينقذوا مصر وثورتها من الضياع لقد فوجئت للأسف بتيار غريب وممنهج يريد أصحابه تخوين ممثلي المجلس العسكري عندما بدأوا في عيد الثورة يهتفون ضد هذا المجلس بشعارات يسقط.. يسقط حكم العسكر وكأن هؤلاء العسكر قد تحولوا فجأة إلي أعداء للوطن وأعداءللثورة وكأن هؤلاء العسكر ليسوا هم الذين وضعوا خارطة طريق لبناء مؤسسات الدولة الدستورية وإنتقال السلطة منهم إلي سلطة مدنية بحد أقصي في30 يونيو القادم وتم في هذه الخارطة لأول مرة وتحت حماية القوات المسلحة إتمام عملية انتخابات أول برلمان حر تم انتخابه لأول مرة تحت إشراف قضائي كامل أقول هذا بعد أن بدأ أصحاب هذا التيار يطلبون عدم الانتظار للخمسة أشهر القادمة التي سيتم الانتهاء فيها من استكمال البناء الدستوري للدولة بانتخابات مجلس الشوري ثم تكوين الجمعية التأسيسية التي ستضع مشروع الدستور ثم إنتخاب رئيس الجمهورية, ويطالب أصحاب هذا التيار الغريب بضرورة تسليم السلطة لمجلس رئاسي مدني, أو رئيس مؤقت منتخب لمدة عام ولا أعرف لماذا هذا التوقيت بالتحديد؟ وما الداعي له؟ ومن هو هذا المجلس المدني؟ ومن الذي سيختاره؟ وبأية صفة سيختاره؟ وماذا سيفعل هذا المجلس أكثر مما يتم الآن؟ وكيف سيدير البلاد آلية؟ وماذا سيفعل الرئيس المؤقت خلال عام؟ وما هي سلطاته؟ ومن الذي سينتخبه هل سينتخبه الشعب أم البرلمان؟ وهل إذا لم يحصل هذا الرئيس علي الإجماع وهذا لن يحدث طبعا ستخرج الائتلافات التي لم توافق عليه في الميدان لتطالب بإسقاطه بعد أن إرتأت هذه القوي ان شرعية الميدان أقوي من شرعية البرلمان؟ ولماذا لا ننتظر لمدة خمسة أشهر فقط ليكون عندنا رئيس دائم وليس مؤقتا؟ أقول هذا لأن من يطالبون بذلك لا يعرفون ألف باء القانون أو الدستور الذي تم استفتاء الشعب عليه في شكل تعديلات دستورية وحددت الإجراءات التي ستتم خلال الفترة القليلة المتبقية وأي خروج عليها سيكون غير قانوني وغير دستوري. أقول هذا بعد أن بدأت أشعر بالخطر عندما وجدت ان هذه القوي تستمر في فرض شرعية الميدان علي شرعية البرلمان وقبل ان يبدأ مجلس الشعب هذا جلساته بدأنا في تخوين أعضائه ومحاولة فرض سطوة رأي الشارع عليهم وبذلك هم يريدون أن تكون هناك شرعية أخري موازية لشرعية البرلمان وهي شرعية الميدان وهذا خطأ جسيم لأنه بعد انتخابات مجلس الشعب ووجود برلمان تم انتخابه تحت إشراف قضائي كامل أري أنه لم يعد هناك شرعية للميدان الآن بعد أن تنازل هذا الميدان بحكم صندوق الانتخابات عن شرعيته للبرلمان الذي انتخبه وإلا لو سمحنا بشرعية أخري سوف يتحول هذا الميدان إلي قوة ضاغطة علي البرلمان ويتم شل حركته ولن نتيح له السير في طريق إقرار أية تشريعات أو قوانين قد لا يرضي عنها هذا الميدان ومع إحترامي لهذه الجموع الشبابية في ميدان التحرير فليسوا هم الشعب المصري وليست هي الملايين التي خرجت لإختيار هذا البرلمان نعم بدأت أشعر بالفعل بالخطر علي مصر وعلي الثورة بدءا من أول احتفال بثورة25 يناير والذي لم يكن في حقيقته إحتفالا بل هو مؤامرة علي مصر وعلي ثورة25 يناير خاصة عندما وجدت شباب مصر يرفع بعضه الأحذية في وجه بعضه البعض ربنا يستر علي مصر من شباب مصر.