مصر تنتظر المبادرة الكبري التي تعيد القلوب والمشاعر لما كانت عليه من توهج وحب وانتماء للوطن بعيدا عن التصفيات والمسميات السياسية أوالحزبية وغيرها فكانت الصورة الحضارية الرائعة التي استطاعت ان تنال اعجاب العالم وتقديره طوال أيام الثورة وعقب نجاحها في اسقاط النظام السابق. مصر تنتظر قرارات تاريخية تصنع حاضرا نتسابق فيه نحو البناء والنهضة الشاملة ولتعويض مافات من وقت وما أهدر من طاقات واموال نحن في أشد الحاجة إليها, وهذه القرارات التي نتحدث عنها ليست مستحيلة إذا عادت الاجواء نقية وامتدت جسور الثقة بين الجميع طالما تحددت القضايا الرئيسية المتعلقة بالانتهاء من المرحلة الانتقالية والوصول إلي الدولة المدنية المنشودة. مصر تنتظر مواقف شجاعة من جميع الاطراف والقوي الفاعلة علي الساحة في هذه اللحظات المصيرية الحرجة حتي يأتي العبور بسلام نحو المستقبل الواعد والمشرق حين تختفي مظاهر الصراع والعنف بجميع اشكاله ويحل الامن والاستقرار والتنافس الشريف لنيل ثقة المواطن البسيط الذي ستكون له البطولة المطلقة في الحكم علي السياسيين والاقتصاديين في دوائر صناعة القرار وفي بقية الاجهزة التنفيذية والتي ستكون تحت مراقبة الشعب لضمان الاداء الامثل. مطر تنتظر نواب الشعب القادمين عبر الانتخابات البرلمانية النزيهة ليكونوا الامناء علي حاضرها ومستقبلها وليكون الولاء الأول لمصر وشعبها وليس للحزب أو الجماعة السياسية. مصر تنتظر من شبابها استكمال مسيرة الثورة التي كانوا في صدارتها وسقطوا شهداء من اجلها وهم الأكثر حرصا علي ان تظل للثورة المصرية نموذجها المذهل والفريد الذي بات يحتذي من بقية الشعوب, وهؤلاء الشباب عليهم مسئولية استثنائية في مرحلة تتكاثر فيها المخاطر والتحديات وتتزايد المخططات الهادفة إلي الفتنة والانقسام بين ابناء الوطن الواحد حتي تتكرر تجارب نراها حولنا, ولكن الثقة كاملة في ان الشباب الذين اضاءوا مشاعل الثورة سيواصلون اضاءة علامات الطريق نحو المستقبل المشرق الذي تستحقه مصر عن جدارة.