قد ننشغل بتفاصيل القضايا الي الدرجة التي ننسي فيها حقائق راسخة تشبه تلك الاشجار العالية التي نمر عليها مرور الكرام ولانتذكر ان سنوات عمرها تتجاوز اعمار الكثير من الدول حولنا!! هبوب الرياح وتطاير اوراق الخريف لايخيفنا ابدا, وعلينا وسط العاصفة ان نتذكر دائما الارض الطيبة التي يبقي شعبها في رباط الي يوم الدين, مقولة تحسم الجدل والنقاش حول مصير وطن يجري البحث بشأنه في جميع العواصم القريبة والبعيدة.. وقلنا سابقا ونكرر في كل لحظة ان مصر لن تكون العراق او لبنان او السودان او ليبيا وغيرها.. وهناك من يشتاط غضبا لان الثمن الذي دفعه الشعب المصري لايقارن بما يحدث حولها من صراع دام والاف القتلي باسلحة الحروب, والسبب في الاختلاف هو طبيعة الشعب الذي اذهل العالم بثورته السلمية واعطي المثل والقدوة لبقية شعوب الدنيا, والسبب الاخر هو الجيش المصري البطل الذي يظل الحصن والدرع المتين لهذا الوطن. ولن يقبل قادة الجيش المصري بأقل من شهادة ناصعة من التاريخ بأنهم قد تحملوا الامانة والمسئولية علي اكمل وجه, ولن يقبلوا ايضا بالمساس بحبة تراب واحدة من حدود الوطن حتي ولو كان المعتدي اقوي دولة في العالم. في ضوء تلك الحقائق الثابتة والراسخة يمكن ان نتحدث بحرية كاملة في المساحات الاخري المتعلقة بتفاصيل الانتخابات والقوائم والطواريء وغيرها من قضايا مهمة ودون ان نتجاهل المسئولية الملقاة علي القوي السياسية والاحزاب في الخروج بمصر الي شاطيء الامان.. وعلي هذه القوي ان تدرك ان ثورة يناير كانت ضد النظام السابق, وقد سقط وبالتالي لايوجد حتي الان نظام سياسي يمكن معارضته وانما هي الدولة التي تظلل الجميع, وبالتالي لابديل عن الحوار العاقل والمسئول وصولا للأهداف المنشودة... والمجلس الأعلي للقوت المسلحة التزم وتعهد بادارة البلاد لحين يتسلمها القادم من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة. والمجلس ليس طرفا في الصراعات السياسية وعلينا ان نبقيه كذلك حرصا علي المصالح العليا.. وسوف يشهد التاريخ ان مصر شعبا وجيشا قادرة علي الانتصار ليس علي الاعداء فحسب وانما في الجهاد الاكبر ايضا مع النفس.