ارتفعت في الفترة الماضية اصوات الكثيرين يطالبون بإلغاء نظام الكفيل المنتشر بشكل كبير في دول الخليج وتعاني منه العمالة التي يبلغ عددها نحو18 مليون شخص, اي مايقرب من نصف تعداد دول الخليج. وكان اخر من نادي بهذا البطلان هو الدكتور احمد حسن البرعي وزير القوي العاملة والهجرة, حيث اصدر اوامره بتنظيم مؤتمر عام خلال يناير المقبل لالغاء نظام الكفيل, لما تقتضيه المتغيرات الجديدة التي تشهدها المنطقة من التحرر والعدالة الاجتماعية, فماذا تقول الدولية المنظمة لحقوق الانسان ومنظمة العمل العربية والدولية في هذا الشأن؟ اصبحت كلمة كفيل احد مرادفات العبودية التي شهدتها القرون الوسطي علي حد تعبير وزير القوي العاملة البحريني, وذلك لمخالفتها للاعراف والقوانين الدولية, حيث تنص المادة13 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان علي انه لكل فرد الحق في حرية التنقل وفي اختيار محل اقامته داخل حدود الدولة وعدم مصادرة جواز سفر المكفول أو انتهاك حقوق العامل وإساءة معاملته, كما تقضي الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرون وافراد اسرهم, الصادرة عام1990 علي ان يتمتع العمال المهاجرون وافراد اسرهم بالحرية في مغادرة اي دولة, بما في ذلك دولة منشأ, ولايخضع هذا الحق لاي قيود وانه ليس له وجود إلا في دول الخليج. ونتيجة والمتغيرات الاخيرة فان وزراء العمل الخليجيين يبحثون الآن التجربة البحرينية التي الغت بالفعل العمل بنظام الكفيل في شهر اغسطس عام2009 ثم تلتها دولة الكويت التي أعلنت عن الغاء لنظام الكفيل في فبراير الماضي لتعرضها لانتقادات كثيرة من قبل المجتمع الدولي ومنظمات حقوقية, كما انتهت وزارة العمل السعودية مؤخرا من دراسة لائحة شركات الاستقدام, التي من المتوقع ان تكون بديلا عن نظام الكفيل. وكانت الدوافع وراء ذلك هو الانذار الذي وجهته منظمة العمل العربية عام2007 لدول الخليج محذرة اياها من تعليق عضويتها في المنظمة اذا ما استمرت في تطبيق نظام الكفيل, ثم بشر احمد لقمان مدير عام المنظمة بقرب الغاء نظام الكفيل في مؤتمر العمل العربي الذي عقد بالقاهرة منتصف شهر مايو الماضي, كما انتقدت نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة لحقوق الانسان نظام الكفيل المعمول به في دول الخليج واعتبرته نوعا من العبودية واهدار الكرامة ودعتهم لاستبداله بقوانين عمل معدلة تتيح قدرا من التوازن بين الحقوق والواجبات. وقال حافظ ابوسعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان ان هناك انتهاكات متعددة ضد المصريين في الخليج وليست تجاوزات فردية مؤكدا ان كرامة اي مواطن مصري هي خط احمر وتمس الدولة بشكل مباشر فضياع هيبة المصريين بالخارج سببها الأول والأخير القناعة التي ترسخت لدي الكفلاء في دول الخليج بان الموقف الرسمي المصري غائب وحتي ان وجد فهو ضعيف للغاية.. والمنظومة فاشلة خصوصا وزارة الخارجية فعندما يتعامل المواطن مع القنصلية او السفارة لايجد منها دعما مهما كانت قوة موقفة.