كانت نسمات الفجر تستأذن في الانصراف بعد أن انقضت ليلة خريفية باردة شعرت خلالها مني بعجز زوجها صالح رغم أنه لم يبلغ الستين بعد ورغم أنها تزوجته مرغمة نظرا لثرائه وتحصيله أموالا طائلة من تجارة الانتيكات والتحف. وكان الزوج يشعر بأن زوجته مثل الجوهرة الثمينة إلا أنها ينقصها شيء ما وبسبب ذلك راحت الزوجة ترصد الرجال خاصة الشباب منهم لاختيار المناسب وما لبثت أن تعرفت عليسعد الشاب الثلاثيني الذي يقطن بجوارها والذي استطاع السيطرة علي عقلها وقلبها وبدأ في مراودتها عن نفسها حتي سقطت فيالوحل وتعددت لقاءاتهما المحرمة وشعر الجيران بتلك العلاقة بعد أن شاهد الجميع ذلك الشخص الغريب عند دخوله وخروجه بعد كل لقاء. كانت مني لديها سمعة سيئة وكثيرا مالام الناس وعايروا زوجها بأنه عاجز عن حماية عرينه أو حتي التخلص من الزوجة اللعوب التي باعت عرضه علي قارعة الطريق مقابل إشباع رغباتها ونزواتها الدنيئة وكان الرجل عاجزا حتي عن الرد علي كل من يبلغه بالأمر ويقترح عليه الحل بأن يتخلص منها بالطلاق وكانت حجته انه يحبها ولا يستطيع الاستغناء عنها مدعيا أن كل مايردده الناس عن زوجته هو كذب وافتراء وان زوجته لاتقوم بتلك الأفعال وانما يريد الناس الوقيعة بينه وبينها لأنها لاتستجيب لرغباتهم وتنهرهم عند معاكستهم لها. وفي احدي المرات تسلل العشيق ليلا مترقبا الي مسكن الزوجة وكان الزوج في مهمة عمل بالاسكندرية تستمر يومين ولكنه عاد قبل أن يكمل مهمته بعد أن طلب تأجيل الموعد بعد أن وصله اتصال من أحد جيرانه المخلصين والذي يثق به يخبره فيه بأن زوجته تجتمع برجل غريب في مسكنها وعليه أن يحضر لكي يري بنفسه ماذا يحدث. حضر الزوج مسرعا الي المنزل ولم يطرق الباب بل فتح متلهفا الي الدخول وتسلل الي الداخل علي أطراف أصابعه بعد أن خلع حذاءه خارج الشقة وماأن اقترب من غرفة النوم حتي سمع ضحكات وتأوهات زوجته فانتفض ودق قلبه وكاد رأسه ينفجر من هول الموقف وعلي الفور أسرع لفتح باب غرفة النوم ليري مشهد الخزي والعار أمامه زوجته في أحضان رجل غريب. لم يدر الزوج المخدوع ماذا يفعل الا أنه بدأ في الاستغاثة بالجيران والنداء عليهم لكي يفضح الزوجة وعشيقها ولكن لم يترك العشيق الفرصة للزوج وبدأ في الانقضاض عليه مهاجما باللكمات والضربات حتي أسقطه علي الأرض ثم قام بخنقه باستخدام حزام بنطاله وكتم أنفاسه بايشارب الزوجة الذي كان أقرب قطع الملابس الي يده ولم يكتف بذلك بل أحضر سكينا من المطبخ وسدد له عدة طعنات جاءت متأخرة لأنه كان بالفعل قد فارق الحياة بعد خنقه بالحزام. بدأ العشيق يفكر في كيفية التخلص من الجثة حتي طرحت الزوجة الخائنة فكرة وضعه في قماش والقائه في مكان بعيد بسيارته وهو مانفذاه معا حيث أحضرت الزوجة الغطاء القماشي الخاص بسيارة زوجها ووضعاه معا داخله وحمله عشيقها الي السيارة ووضعه في الشنطة وقامت الزوجة بقيادتها حتي تركا السيارة وبداخلها الجثة بمنطقة زهراء المعادي أمام احد العقارات الحديثة الانشاء الي أن تحللت وبدأت رائحتها تزكم الأنوف حتي شعر بها حارس العقار وأبلغ اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة والذي كلف فريق بحث لكشف غموض الواقعة وضبط الجناة. وبسؤال الجيران وشهود العيان تم تحديد المتهمة وعشيقها وتمكن المقدم محمد العسيلي رئيس مباحث المعادي من ضبطهما واعترفا بارتكاب الواقعة فتم تحرير محضر لهما واحالتهما الي النيابة التي أمرت بحبسهما علي ذمة التحقيق.