أسعار الذهب اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025    الاتصالات: الأكاديمية العسكرية توفر سبل الإقامة ل 30095 طالب بمبادرة الرواد الرقمين    أكثر من 30 إصابة في هجوم روسي بطائرات مسيرة على مدينة خاركيف شرق أوكرانيا    زيلينسكي يزور تركيا لإحياء مساعي السلام في أوكرانيا    ترامب يوجه رسالة خاصة ل كريستيانو رونالدو: أعتقد أن بارون يحترمني كوالده أكثر قليلا الآن    جامايكا وسورينام يكملان الملحق العالمي المؤهل لكأس العالم    غلق الطريق الصحراوى من بوابات الإسكندرية لوجود شبورة مائية تعيق الرؤية    خيرية أحمد، فاكهة السينما التي دخلت الفن لظروف أسرية وهذه قصة الرجل الوحيد في حياتها    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    الرئيس السيسي: البلد لو اتهدت مش هتقوم... ومحتاجين 50 تريليون جنيه لحل أزماتها    إسعاد يونس ومحمد إمام ومى عز الدين يوجهون رسائل دعم لتامر حسنى: الله يشفيك ويعافيك    ارتفاع أسعار الذهب في بداية تعاملات البورصة.. الأربعاء 19 نوفمبر    البيت الأبيض: اتفاقية المعادن مع السعودية مماثلة لما أبرمناه مع الشركاء التجاريين الآخرين    بشري سارة للمعلمين والمديرين| 2000 جنيه حافز تدريس من أكتوبر 2026 وفق شروط    حقيقة ظهور فيروس ماربورج في مصر وهل الوضع أمن؟ متحدث الصحة يكشف    شبانة: الأهلي أغلق باب العودة أمام كهربا نهائيًا    أوكرانيا تطالب روسيا بتعويضات مناخية بقيمة 43 مليار دولار في كوب 30    ترتيب الدوري الإيطالي قبل انطلاق الجولة القادمة    النيابة العامة تُحوِّل المضبوطات الذهبية إلى احتياطي إستراتيجي للدولة    "النواب" و"الشيوخ" الأمريكي يصوتان لصالح الإفراج عن ملفات إبستين    شمال سيناء تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس النواب 2025    "الوطنية للانتخابات": إلغاء نتائج 19 دائرة سببه مخالفات جوهرية أثرت على إرادة الناخب    فرحات: رسائل السيسي ترسم ملامح برلمان مسؤول يدعم الدولة    نشأت الديهي: لا تختاروا مرشحي الانتخابات على أساس المال    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين في انقلاب سيارتي تريلا بصحراوي الأقصر    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    مصرع شاب وإصابة اثنين في انقلاب سيارتي تريلا بالأقصر    إحالة مخالفات جمعية منتجي الأرز والقمح للنيابة العامة.. وزير الزراعة يكشف حجم التجاوزات وخطة الإصلاح    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    في ذكرى رحيله.. أبرز أعمال مارسيل بروست التي استكشفت الزمن والذاكرة والهوية وطبيعة الإنسان    معرض «الأبد هو الآن» يضيء أهرامات الجيزة بليلة عالمية تجمع رموز الفن والثقافة    سويسرا تلحق بركب المتأهلين لكأس العالم 2026    الأحزاب تتوحد خلف شعار النزاهة والشفافية.. بيان رئاسي يهز المشهد الانتخابي    جميع المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026    شجار جماعي.. حادثة عنف بين جنود الجيش الإسرائيلي ووقوع إصابات    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    أسامة كمال: الجلوس دون تطوير لم يعد مقبولًا في زمن التكنولوجيا المتسارعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    أحمد الشناوي: الفار أنقذ الحكام    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    عاجل مستشار التحول الرقمي: ليس كل التطبيقات آمنة وأحذر من استخدام تطبيقات الزواج الإلكترونية الأجنبية    جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر تطلق مؤتمرها الرابع لشباب التكنولوجيين منتصف ديسمبر    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شخص في الطالبية    زيورخ السويسري يرد على المفاوضات مع لاعب الزمالك    أحمد فؤاد ل مصطفى محمد: عُد للدورى المصرى قبل أن يتجاوزك الزمن    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    طيران الإمارات يطلب 65 طائرة إضافية من بوينغ 777X بقيمة 38 مليار دولار خلال معرض دبي للطيران 2025    فيلم وهم ل سميرة غزال وفرح طارق ضمن قائمة أفلام الطلبة فى مهرجان الفيوم    هيئة الدواء: نعتزم ضخ 150 ألف عبوة من عقار الديجوكسين لعلاج أمراض القلب خلال الفترة المقبلة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    التنسيقية تنظم رابع صالون سياسي للتعريف ببرامج المرشحين بالمرحلة الثانية لانتخابات النواب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: مقارنة المهور هي الوقود الذي يشعل نيران التكلفة في الزواج    كيف يحدث هبوط سكر الدم دون الإصابة بمرض السكري؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القتل حرقا بعد (عشوة) مبيد حشرى بطعم الجاتوه
نشر في الشروق الجديد يوم 29 - 07 - 2011

تبلدت مشاعرها الإنسانية وجفت الرحمة من قلبها ووضعت مكانها الحقد والجحود. وضعت على عيناها غمامة الجشع والانتهازية. تنكرت للجميل. أصرت على اتخاذ طريق الشر للتخلص من أزمتها المالية. اتخذت المبيد الحشرى الوسيلة الوحيدة لقتل الذين ساعدوها على تخطى محنة الفقر، قدمته داخل الجاتوه للحارس وزوجته وأيضا لمبيض المحارة فى وجبة سمك، ولم تكتف بقتلهم بالسم فقط، لكنها أشعلت النار فى جثث المجنى عليهم حتى تفحمت أجسادهم وسرقت أموالهم ووضعت الأخير فى بيارة صرف صحى وألقت فوق جثته شكائر الأسمنت والرمل لتخفى جريمتها. ولكن عدالة السماء كشفت بشاعة جرائمها التى هزت مدينة الإسكندرية وتم إلقاء القبض عليها وشركائها واعترفت بتفاصيلها أمام النيابة لتحذر الجميع من غدر الوجبات المسمومة. فماذا قالت المتهمة زينب مصطفى وشركاؤها فى اعترافاتها؟
سمع سكان مساكن عبدالقادر بمنطقة المستعمرة بالإسكندرية صوت انفجار كبير. خرج الجميع لاستطلاع الأمر.. ارتفعت ألسنة اللهب من منزل صابر عبدالسلام حارس عقار وبائع اسطوانات الغاز وزوجته بخيته على.. غطى الدخان الكثيف الشارع.. صرخ الجيران صرخات عالية.. فالوقت تعدى الساعة الثانية عشرة ليلا وتأكد البعض أن الرجل وزوجته داخل المنزل ولم يخرجا منه ليلا.. وأسرعوا إلى المنزل فى محاولة يائسة لإطفاء الحريق، وحمل البعض منهم خراطيم المياه وتم إجراء عدة اتصالات تليفونية بالمطافئ.. سمع الجيران أصوات انفجارات أخرى من داخل المنزل تأكيدا على انفجار المزيد من أسطوانات الغاز التى كان يحتفظ بها الحارس داخل مخزن ملحق بمنزلة.. ابتعد الجميع عن النار خوفا على حياتهم.
‐استمرت النيران فى التهام محتويات المنزل دون أن يسمع أحد صرخات صاحبه. التف الجيران حول المنزل دون أن يتمكن أحد من اقتحامه خوفا من استمرار انفجار أسطوانات الغاز. مر أكثر من ساعة على الحريق وصلت بعدها سيارة الإطفاء. نزل منها رجال الدفاع المدنى بسرعة. امتدت الخراطيم نحو مصدر المياه وسط انخفاض ألسنة النيران.
اخترق رجال الدفاع المدنى النيران، وتمكن أحدهم من دخول إحدى الغرف لإنقاذ مايمكن انقاذة. تمت السيطرة على الحريق واكتشف رجال الإطفاء أن هناك رجلا وامرأة داخل غرفة النوم تفحم جسدهما. استمر رجال الإطفاء فى إجراء عمليات تبريد للنيران. وبدأ الجيران فى توصيل اللمبات الكهربائية والكشافات للبحث عن جثة الحارس وزوجته.
لم يتمكن رجال الإطفاء والمباحث من معاينة مكان الجريمة بسبب الظلام وآثار الدخان. ساعات طويلة انتظرها اللواء مصطفى شتا مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية واللواء خالد شلبى رئيس مباحث الإسكندرية حتى يتمكنا من كشف مكان الزوج وزوجته داخل المنزل المحترق وبيان ما اذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمه.
انهار الجميع فور دخولهم المنزل كما انهار المسعفون الذين دخلوا الغرفة. حيث عثر على جثة صابر عبدالسلام، 60 سنة، حارس عقار، وزوجته بخيتة على محمد. ورفضوا رفع الجثث المتفحمة خوفا من إخفاء معالم الجريمة.
دقائق قليلة وحضر إلى مكان الجريمة عماد عبدالسميع ونور المقدم وكيلا نيابة العامرية وكشفت معاينة النيابة أن باب المنزل مغلق من الخارج وليس من الداخل بأحد الأقفال وتم العثور على الزوجين على سرير خشبى احترق بالكامل، بالإضافة إلى أكواب وزجاجات مياه غازية مبعثرة فى الصالون وبقايا من قطع الجاتوه متناثرة على الأرض. وتبين أن عددا من أسطوانات الغاز تم رفع الغطاء من عليها وتركها مفتوحة وعثر أيضا على عدد من أغطية اسطوانات الغاز تمت إزالتها لكى يتسرب الغاز، وقرر وكيلا النيابة سرعة نقل الجثث إلى المشرحة لبيان سبب الوفاة والتصريح بدفنهما.
وأمرت النيابة بتحليل قطع الجاتوة ورفع البصمات من على أكواب الشاى والزجاجات الفارغة واتفق ضباط المباحث ووكلاء النيابة بأن هناك شبهة جنائية وراء الحادث لعدم خروج المجنى عليهما من غرفة النوم.
دخل رجال المباحث إلى المنزل بحثا عن السر وراء الجريمة بعدما أثار الشك خروج سيدة ورجل قبل قليل من انفجار المنزل. استمع العميد هانى مدحت مفتش مباحث غرب الإسكندرية إلى أقوال الجيران، الذين أكدوا أن سيدة ورجل خرجا قبل الانفجار بثوان قليلة وحدد بعض الجيران ملامح الرجل الذى ظل واقفا أمام الباب لأكثر من ساعة يراقب الطريق ويدخن السجائر بشراهة شديدة ويجرى عدة اتصالات تليفونية.
تنبه العقيد محمد هنيدى مفتش مباحث الفرقة «5» أن القتيل وزوجته صاحبا سمعة طيبة وليس لهما أطفال وأنهما من محافظة سوهاج وأن المجنى عليه له شقيق يقيم فى الإسكندرية، أما الزوجة فلا يوجد لها أقارب بالإسكندرية ووراء الانفجار جريمة ارتكبها الجناة بقصد السرقة وأنهم هربوا فور إشعال النار فى الشقة.
بدأ اللواء خالد شلبى رئيس مباحث الإسكندرية فى عمليات البحث. تم إعداد فريق بحث من ضباط المباحث بإشراف العميد فيصل دويدار مدير مباحث الإسكندرية ومكون من المقدم شريف راضى رئيس مباحث العامرية والرائد أحمد صالح وأحمد مليح معاون مباحث العمرية وإسلام شومان وأحمد الديب، وتبين من خلال الفحص أن الزوج والزوجة تزوجا منذ فترة طويلة واستقرا فى منزل بالإسكندرية وأن الزوج له علاقات متعددة، ويقوم ببيع أسطوانات الغاز التى يحتفظ بها فى منزله.
وتبين انه حصل ليلة الحادث على 3 آلاف جنيه من أحد التجار وباستدعاء الشخص الذى سلمه المبلغ اقر بأنه سلم المبلغ له أمام إحدى السيدات وتدعى زينب وهى كانت موجودة بالصدفة وكشفت تحريات المباحث أن هناك سيدة تدعى زينب مصطفى أحمد، 36سنة، خادمة كانت تتردد على المجنى عليها بين الحين والآخر. وقد شوهدت فى وقت معاصر لوقت ارتكاب الجريمة وباستدعائها وسؤالها عن الحريق وما حدث لصديقتها صرخت ولطمت خديها وأنكرت معرفتها بالحادث وتم صرفها من المباحث بعد تحقيقات استمرت لساعات طويلة.
وضع رجال المباحث علامات استفهام على الخادمة، وتبين من تحريات المباحث أنها كانت متزوجة من أحد الأشخاص، وأنجبت منه طفلة عمرها، 5 سنوات، وتم طلاقها وتزوجت عرفيا من سائق بأحد البنوك الحكومية وأنها كانت تمر بضائقة مالية وأنها تعمل خادمة فى فيللا أحد الأثرياء بمنطقة أبوالتلات وتقيم فى غرفة صغيرة بإحدى المناطق العشوائية وتوصل رجال المباحث إلى أن الشخص، الذى كان يقف أمام المنزل قبل الانفجار هو سمير عبدالعظيم يعمل «جناينى» فى نفس الفيللا التى كانت تعمل الخادمة فيها وقد تعرفت عليه إحدى السيدات.
وأثناء مناقشته عن سبب وقوفه أمام المنزل أثناء العرض القانونى الذى أعده ضباط المباحث تجمعت خيوط الجريمة فى يد اللواء خالد شلبى رئيس مباحث الإسكندرية، وتم تقنين الإجراءات القانونية، وألقى القبض على الخادمة وزوجها العرفى والجناينى وفور مواجهتهم بالواقعة أنكروا ارتكابهم الجريمة، مؤكدين أنهم احتفلوا مع الزوجين بعيد ميلاد نجلة المتهمة وخرجوا من المنزل دون أن يعرفوا شيئا عنهم.
اضطر العميد محمد هندى مفتش المباحث استجواب الطفلة الصغيرة صاحبة عيد الميلاد فقررت أمام الضابط أن والدتها رفضت إعطاءها قطع الجاتوه أثناء الاحتفال مع المجنى عليهما وأن الحارس وزوجته استغرقا فى نوم عميق بعد احتفال عيد الميلاد.
اصطحب الضابط الطفلة أمام الجناة فانخرط السائق زوج الخادمة فى البكاء وأسرع نحو زوجته محاولا الاعتداء عليها بالضرب، مؤكدا أنها السبب وراء سقوطة فى الجريمة وأنه سمع كلامها فى التخطيط للجريمة للحصول على المال بأى طريقة حتى ولو بقتل أعز الناس.
تمكن الضباط من فض الاشتباك بين الجناة، وتم وضع كل منهما على حدة وفى غرفة منفصلة لكشف أسرار الجريمة البشعة واعترف كل منهما على حدا باشتراكه فى قتل المجنى عليهما، واقتسموا حصيلة المسروقات التى كانت عند المجنى عليهما وهى 3 آلاف جنيه ومصوغات ذهبية يقدر ثمنها ب10 آلاف جنيه، وتمت إحالة المتهمين إلى النيابة للتحقيق معهم.
جاءت اعترافات المتهم الأول فارس عبداللطيف، سائق، الذى شعر بالندم عندما سمع عن احتراق جثتى المجنى عليهما وأنهما من قدما كل خير للمتهمة حيث قال: إن زوجتى صورت لى الأمر بسيطا وأن الحارس وزوجته يريدان أن يدخلاها السجن بأى طريقة بسبب أنها مدينة بالمال لهما، ووقعت على إيصال أمانة بمبلغ 5 آلاف جنيه على غير الحقيقة، وقد خططت لارتكاب الجريمة، وطلبت من الجناينى أن يشترى لها مبيدا حشريا ساما جدا يقتل المجنى عليهما بسرعة ودون أن تكون له رائحة وتم الاتفاق معه على وضع المادة السامة فى الجاتوه، الذى يحمل اللون البنى والشيكولاته، ويترك الأبيض حتى يمكن أن نتناوله ويضع المبيد بطريقة داخل زجاجات المياه الغازية أثناء فتحها.
وأضاف: قمنا بزيارة المجنى عليهما فى ليلة ارتكاب الجريمة وفتحت لنا الزوجة، وهى صديقة لزوجتى، ونظرا لأننى أول مرة أزورهما أصرت المجنى عليها وزوجها على تناول العشاء معهما بصورة لم أتخيلها، وقد ظهر الكرم جيدا على استضافتنا على عكس ما كانت تقوله المتهمة، وتناولنا معهما العشاء رغم أننا ندبر لقتلهما بأى طريقة وكنت فى حالة استغراب كامل مما يحدث مع المجنى عليهما ففى الوقت، الذى ننتظر فيه قطع الجاتوه المسمومة لقتلهما يقوم المجنى عليه وزوجته بتقديم أطيب الطعام والمشروبات، وجاءت ابتساماتهما وكرمهما الزائد ليعيدنى إلى عقلى وصوابى ورفضى الداخلى من ارتكاب الجريمة، وقد ألمحت للقاتلة أن تتراجع عما كان فى رأسها ونتركهما إلى حال سبيلنا، ولكنها أصرت ورفضت كل محاولات التراجع عن الجريمة، مؤكدة أن المال الذى سوف نجنيه من الجريمة يحل جميع مشكلاتنا المادية، ونظرا لأننى مدين بمبالغ مالية لزملائى فى العمل وافقت على الاستمرار فى ارتكاب الجريمة وتنفيذها.
فجأه دق جرس الباب وكان الطارق سمير عبدالعظيم ومعه الحلويات وزجاجات المياة الغازية وبعض الشموع التى غرسها داخل عدد من قطع الجاتوه، أحضرها بحجة عيد ميلاد الصغيرة ابنه زوجتى من زوجها الأول. ووضعنا الجاتوه على الترابيزة وكادت الطفلة الصغيرة تتناول منه وقامت زوجتى بالاعتداء عليها بالضرب وأثناء الاحتفال وإطفاء الشموع أصر المجنى عليه على تصويرنا معا وأمامنا الجاتوه وكان فى غاية الفرحة من وجودنا وقدمنا لهما الجاتوه المسموم والمياه الغازية وبعد دقائق قليلة فقد المجنى عليه وزوجته الوعى وقمنا بنقلهما على السرير وبعدها قمت بالبحث عن أى أموال معهما وعثرت على مبلغ 3 آلاف جنيه وبعض الأوراق الخاصة مثل عقد المنزل وإيصالات أمانة وغيره من الأوراق المهمة وحصلت عليها وبدأت فى البحث عن وسيلة لإخفاء الجريمة وطلبت منى زوجتى أن أشعل نار البوتاجاز، وأقوم بفتح عدة أسطوانات غاز من المخزن حتى يتم تسريب الغاز عليهما وتحترق الشقة ويحترق الزوج وزوجته اللذان ليس لهما أقارب فى الإسكندرية ومن الممكن الاعتقاد بأن الحريق سيكون قضاء وقدرا كما يحدث فى مثل هذه الجرائم وقمت بتنفيذ كلامها، وفتحت عددا من أسطوانات الغاز، أما هى فقد خرجت هى ونجلتها قبل اشتعال النار بدقائق وخرجت بعدها وركبنا سيارة أجرة وتركنا المنطقة وتم تقسيم حصيلة المسروقات وسمعنا بعدها من الصحف بالجريمة واحتراق الزوج وزوجته وأن الجريمة بها شبهة جنائية، وفوجئت بضباط المباحث يلقون القبض على وعثر معى على بعض الأوراق الخاصة بالمجنى عليه وهى كانت دليل الإدانة لى، وانخرط المتهم فى البكاء.
أما المتهم سمير عبدالعظيم، جناينى، فأنكر ارتكابه الجريمة معهما حيث اقتصر دورة على شراء المبيد الحشرى فقط ووضعه فى الجاتوه وزجاجات المياة الغازية. وأضاف فى التحقيقات التى باشرها عماد عبدالسميع، وكيل أول النيابة، أن الخادمة شرحت لى مآساتها مع المجنى عليهما حيث قالت إن الحارس يهددها بإبلاغ مبيض المحارة، الذى عطاها مبلغ 3 آلاف جنيه دون أن ترد إليه المبلغ فى الوقت المحدد، وقالت لى إنها لم تر النوم بسبب الديون التى تحاصرها، وقد اتفقت معها على شراء المبيد الحشرى ووضعه بحرفية شديدة فى قطع الجاتوه وترك كل شىء لها، وأن أتسلم جزءا من المسروقات وفى يوم الحادث ذهبت بالجاتوه المسموم إلى المنزل ورفضت الجلوس معهما خوفا من اكتشاف أمرى وفى نفس الوقت خرجت إلى الشارع انتظرهم حتى تنفيذ الجريمة، وبعد أن انتهى كل منهم من تنفيذ دوره فوجئت بها تخرج هى ونجلتها وركبنا جميعا «تاكسى» وعدنا إلى منطقة أبوتلات التى نعمل بها سويا وحصلت على 400 جنيه فقط ثمن اشتراكى فى الجريمة وتركتها ورفضت الذهاب إلى الفيللا التى كنت أعمل بها ولكن اكتشفت أن ضباط مباحث الإسكندرية يسألون عنى وقالت لهم زوجتى إننى خرجت فى ذات ليلة الجريمة مع الخادمة وزوجها، وحضرت فى ساعة متأخرة من الليل، وقد أوقعتنى زوجتى فى الجريمة بسرعة ولم أجد مبررا على الإنكار حيث إن صورة الرجل الطيب، الذى حرقنا جسده بجوار زوجته ما زلت أتذكرها جيدا حيث أنه كان رجلا بمعنى الكلمة ولايستحق من الأشرار ذلك نهائيا.
وأبدى المتهم ندمه أمام وكيل النيابة متعذرا بمروره بضائقة مالية بسبب عدم وجود عمل فى الفترة المسائية بعد الثورة وأنه كان يعتمد على ذلك العمل فى أحد المصانع وأصبح دخله الشهرى قليلا لا يكفى قوت أسرته خبزا فقط.
أمر كيل النيابة المتهمين بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق وطلب الخادمة زينب مصطفى أحمد للتحقيق معها. دخلت المتهمة إلى غرفة التحقيق دون أن تظهر عليها أى علامات للندم وتأنيب الضمير، حيث بدأت التحقيق باعتراف صريح بجريمتها وتخطيطها لقتل العجوز وزوجته، حيث قالت إننى عشت أياما صعبة بعد طلاقى من زوجى، حيث وصل بى الأمر أننى لم أجد قوت يومى، ولم أستطع شراء الخبز لطفلتى، وذلك بعد أن تخلت عنى أسرتى ورفضت استقبالى والعيش وسطهم. ففى هذا الزمن لا يوجد أخ يتحمل شقيقته ولا أب يتحمل نجلته بعد الطلاق، ووجدت أنه لزاما علىّ أن أعمل فى البيوت من أجل أن أعيش أنا وابنتى، ولكن الأسعار مرتفعة واقترضت أموالا من مبيض محارة، ولم أتمكن من سدادها، وظل هذا الرجل يطاردنى فى عملى بالفيللا وأيضا عند المجنى عليهما وفضح أمرى وهربت منه وقمت بتغيير مقر إقامتى حتى لا يصل إلى ولكنى فوجئت بالمجنى عليه الحارس يهددنى بفضح أمرى والاتصال بمبيض المحارة حتى يعرف مكانى وإبلاغ الشرطة عنى فقررت التخلص من الحارس وزوجته وسرقتهما، حيث إننى علمت من زوجته أنه يحتفظ بأموال كثيرة فى البيت، وقد خططت للجريمة قبل تنفيذها بأسبوع حيث تعرفت على زوجة الحارس منذ عام تقريبا وكنت جارتها فى نفس الشارع الذى تم فيه ارتكاب الجريمة.
وقالت المتهمة: اتفقت مع نجيبة زوجة المجنى عليه على الحضور إليها أنا وزوجى للتعرف بها وزوجها للتأكد من وجوده معها وتنفيذ الجريمة وقد وصلنا إلى البيت الساعة التاسعة ليلا، وفور دخولنا المنزل استقبلنا الحارس استقبالا حافلا، وقد سعد زوجى به ونظر لى أكثر من مرة للتراجع عن ارتكاب الجريمة والخروج قبل أن يصل الجاتوه وزجاجات المياه الغازية ولكنى رفضت تماما خوفا من ديون مبيض المحارة، الذى يطاردنى باستمرار وفور حضور سمير عبدالعظيم الجناينى بالجاتوه تقدمت به إلى العجوز وطلبت منه تناوله بسرعة، وقدمت قطعة أخرى لزوجته مع زجاجات المياه الغازية، وفور تناولهما الجاتوه سقطت الزوجة سريعا على الأرض، أما الرجل فقاوم المبيد الحشرى وشعر أنه تناول السم فى الجاتوه، وقال لى حرام عليكى تقتلينى أنا ومراتى.. أنا ماعملتش حاجة وحشة فى حياتى.
وبعدها راح فى غيبوبة دون أن ينطق بكلمة واحدة وشعرت به، وهو يموت وقمت بمساعدة زوجى بنقلهما إلى غرفة النوم، وحصلت على الأموال الخاصة به وجهازى محمول وبعض المصوغات الذهبية، وأشعلت البوتاجاز وتركت زوجى فى مخزن الأسطوانات حتى يفتح الغاز عليهما وخرجت وبعد دقائق خرج زوجى وأسرعنا إلى منطقة أبوتلات واقتسمنا الأموال.
توقفت الزوجة بعض الوقت وخرجت منها دمعة بسيطة حاولت أن تخرجها بصعوبة من عيناها لتؤكد لوكيل النيابة أنها نادمة عن جريمتها وسألها وكيل النيابة. وأين مبيض المحارة الذى كان يهددك بإيصال الأمانة؟! ففجرت مفاجأة قائلة: لوكيل النيابة نور المقدم: قتلته هو الآخر وتخلصت منه حتى أتخلص من كل من له صلة بالديون التى تلاحقنى باستمرار.
توقف وكيل النيابة وطلب من الساعى كوب ماء وفنجانا من القهوة لاكتشافه جريمة أخرى.
قالت المتهمة: أريد أن ارتاح من كل مشاكلى وأعرف أن حبل المشنقة يلتف حول رقبتى على جريمة مقتل الحارس وزوجته، ولكن هناك جريمة أخرى لابد أن اعترف بها حتى ارتاح من ضميرى الذى يؤنبنى من الجرائم، التى ارتكبتها حيث إن حمدى منصور مبيض المحارة كان قد أقرضنى عدة مبالغ مالية، ولكنى لم أتمكن من سدادها فقررت التخلص منه وقتله.
الجريمة الثانية:
فى يوم 29 من الشهر الماضى طلبت حمدى مبيض المحارة ودعوته للغذاء فى بيتى.. قاطعها وكيل النيابة متسائلا عن الجريمة الثانية فأجابت قتلت حمدى قبل جريمة الحارس، حيث أعددت له وجبة سمك بورى ووضعت له السم داخل السمك الخاص به. وكان قد حضر قبل الموعد بساعة تقريبا وطلب منى المبلغ المقترض منه، واعتذرت له وطلبت منه الانتظار عدة أيام ووافق وحضر بعدها زوجى وتناولنا الطعام وبعد دقائق كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وهو يجلس على مائدة الطعام دون أن يتحدث بكلمة واحدة، حيث إن المبيد الحشرى كان قوى التركيز جدا وبعد وفاته حصلت على 150 جنيها كانت بحوزته وجهازه المحمول، وقمت بوضع جثته فى بطانية ووضعناه فى السيارة التى يقودها زوجى وألقينا بالجثة فى بيارة بمنطقة أبوتلات، واشتريت 3 شكائر أسمنت وأخرى جبس وبعض أجولة الرمال وألقيتها فوق الجثة حتى لا يعرف أحد مكانها وتخلصت بذكل من مطالباته، وبعدها قررت التخلص من الحارس وزوجته ونفذت الجريمة بعد ذلك. والآن ارتحت جدا من ضميرى الذى جعلنى لا أرى النوم نهائيا حيث استيقظ ليلا على أحلام مفزعة.
توقفت المتهمة بعض الوقت، وقالت: مشكلتى فى الحياة هو مستقبل نجلتى منه الله التى لم تجد من تعيش معه بعد رفض أسرتى زيارتى أو تكليف محامٍ لى حتى الآن ولا أعرف مصيرها للآن.
فأمر وكيل النيابة بحبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيق واصطحبها إلى موقع الجريمتين مع شركائها لتمثيل كيفية ارتكابها كل جريمة على حدا دون أن تعترض أو تبدى ندمها وكانها تبلدت من كل معانى المشاعر الإنسانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.