وزارة النقل إحدي الوزارات التي شهدت تعديلا وزاريا بعد أزمة أهالي العياط الذين تسببوا في قطع خط سكة حديد العياط.. ومنذ اليوم الأول لتولي الدكتور علي زين العابدين لمنصب الوزير. استقبله العمال بقطاعات النقل المختلفة التابعة للوزارة بالاحتجاجات والإضرابات بل اصبحت إضرابات العمال سواء السكة الحديد أو مترو الأنفاق أمرا معتادا ولكنها تطورت لتمتد إلي القضبان ليصبح قطع خط السكة الحديد أسهل طريقة للاعتصام والتعبير عن المطالب. في البداية أكد الدكتور مجدي نور الدين رئيس قسم الأشغال العامة وأستاذ الطرق والمرور بهندسة القاهرة أن أزمة وزارة النقل ليست في الأشخاص ولكن في قلة الاعتمادات المخصصة لوزارة النقل بقطاعاتها المختلفة طوال السنوات الماضية حتي الاعتمادات التي كانت تخصص للوزارة قبل الثورة لم يحسن مسئولو الوزارة استخدامها في الأوجه التي يشعر معها المواطن بالتغيير, والوضع بعد الثورة لا يقتصر علي قلة الاعتمادات ولكن هناك أعباء جديدة علي الوزارة لأن الإمكانات المتاحة حاليا لأي مسئول لا تكفي لتنفيذ ما يخطط له. وأضاف نور الدين ان الوزارة لم تتغير مطلقا بعد الثورة بل ظهرت أزمات جديدة فريدة من نوعها وهي إضرابات قطع القضبان التي يقوم بها عمال السكة الحديد وأحيانا يتسبب فيها الأهالي مؤكدا انها فوضي لن تحقق أي شئ. وتحدث نور الدين عن المشاريع المعلقة من النظام السابق موضحا أهمية استكمال هذه المشروعات التي تخدم قطاعا كبيرا من المواطنين حتي يشعروا بالفرق في خدمات وزارة النقل في الوقت الحالي مثل مشروع الخط الثالث لمترو الأنفاق واستكمال مشروع طريق مصر اسكندرية الصحراوي وطريق الإسماعيلية والسويس بالإضافة إلي تحسين خدمات السكة الحديد لأنه من أكثر القطاعات التي يعاني مستخدموها كما أنه ذو سمعة سيئة منذ العهد السابق فالقطارات مشهورة بالحوادث المؤسفة التي تسبب فيها الإهمال وتحديدا قطارات الصعيد. وأكد نور الدين أن مشاكل القطارات كما هي لم تتغير فنظام حجز التذاكر سيئ جدا ويتسبب في شكاوي كثيرة من المواطنين ونظم التحكم لا تزال قديمة. ويوافقه في الرأي الدكتور محمد رشاد أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة حيث أكد أن كل شئ في وزارة النقل كما هو لم يتغير ولم يشعر احد بأي تطوير باستثناء الإضرابات التي استحدثها عمال القطاعات المختلفة بالوزارة لتحقيق مطالبهم.. والأمر كما أوضح رشاد لا يتعلق بوزير جديد أو وزير سابق ولكن الأزمة في الأداء نفسه الذي لم يتغير عما قبل الثورة حيث تتعامل الكوادر في الوزارة بنفس الأسلوب. ويفسر رشاد عدم تغيير الأداء في وزارة النقل بسبب عدم تمتع أي وزير بالقوة السياسية للتغيير أو تنفيذ المشاريع وبالتالي يستمع الوزير لمطالب العمال ويحاول الاستجابة قدر استطاعته وقدر الإمكانات المتاحة له. وأوضح الدكتور أسامة عقيل استاذ الطرق والمرور والمطارات بهندسة عين شمس أن الوزارة حاليا تقوم بأعمال تحت ضغط تسيير الأعمال حيث تم تعليق بعض المشروعات التي كانت قائمة قبل الثورة نتيجة ضعف التمويل أو سحبه تماما. ويري عقيل أن الإمكانات المادية لدي وزارة النقل ضعيفة للغاية كما أن أداء الوزراء يتأثر حتما بحكومة تسيير الأعمال حيث يري كل وزير انه سيرحل عاجلا أو آجلا عن المنصب فينحصر عمله في كيفية قضاء هذه المدة دون أزمات جديدة ولا يمكن أن يبدأ في أي مشروع جديد لأنه يحتاج التنفيذ علي المدي الطويل. وأضاف ان قطاع السكة الحديد يحقق خسائر فادحة بسبب اختفاء دعم الدولة نظرا للظروف الحالية التي تمر بها البلاد مما يؤثر علي ادائه ويري انه كان ينبغي ان يكون قطاع السكة الحديد أول القطاعات التي تصيبها الثورة لإعادة هيكلته من جديد. ويطالب الوزير بضرورة مخاطبة العمال الذين يعتصمون ووضع برنامج زمني لأن سياسة التجاهل تزيد حدة الاعتراض.. وأضاف أن قطاع النقل يحتاج مزيدا من العمل في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها وعلي المسئولين بقطاعات النقل التابعة للوزارة توفير مصادر جديدة للإيرادات من خلال الاستثمار. مترو الأنفاق.. أزمة بلا حل أما بالنسبة لمترو الأنفاق فهو يمثل عبئا كبيرا علي الوزارة حيث انه ضمن القطاعات التي يتعامل معها المواطنون يوميا وأكد احمد عبدالهادي نائب رئيس جهاز مترو الانفاق والمسئول الإعلامي بالهيئة رفع درجة الإستعداد داخل محطات مترو الأنفاق وذلك لتوفير سبل الراحة للركاب خاصة مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد بإعتبار المترو من أهم وسائل النقل داخل القاهرة الكبري. وقال انه يتم التنسيق بين جهاز الشرطة والمسئولين بالهيئة لشن حملات ضبط المتسولين والباعة الجائلين بالمترو حرصا علي راحة الركاب بالإضافة إلي الإذاعة الداخلية لحث المواطنين علي عدم التعاون مع الباعة الجائلين أو التعاطف مع المتسولين. أما عن اعتصام العشرات من الفنيين والمشرفين ومساعدي سائقي القطارات منذ أيام قليلة فأكد عبد الهادي ان الإعتصام كان للمطالبة بالحوافز والبدلات والتثبيت علي درجات مالية ولكن اجتمع معهم المهندس محمد شيمي رئيس الجهاز واستمع لكل المطالب لتنفيذ ما يمكن وفقا لقدرة الشركة علي تنفيذها في مهلة لشهر أكتوبر المقبل.