كان الفنان كمال الشناوي دنجوان الخمسينيات والستينيات لذلك تزوج أكثر من مرة, الأولي كانت من السيدة عفاف شاكر شقيقة الفنانة شادية. وقد حكي هو عن هذه الزيجة قبل وفاته بعدة سنوات قائلا كان من المقرر أن تكون هاجر حمدي زوجتي الأولي وليست الثانية ولهذه الحكاية قصة طريفة فأثناء عملنا معا في فيلم( حمامة السلام) عام1948, كسرت هاجر في حياتي أصناما كثيرة, وحطمت فكرة أن الراقصة مجرد جسد, فقد كانت هاجر عقلا, وعقلا كبيرا. وأضاف: لقد اكتشفت فيها بعد عدة لقاءات قليلة ومن خلال الحوار أنها صاحبة خلفية أدبية كبيرة قرأت لأغلب الكتاب الكبار معظم إنتاجهم, وأنها أيضا متحدثة بارعة تجيد إبراز ما قرأت واستوعبت, علاوة علي أن تفكيرها مرتب جدا ومنطقها قوي دون افتعال. وتابع: وفي أحد الأيام دعتني إلي منزلها فإذا بي أجد مكتبة عامرة مليئة بالكتب قلما تتوافر لأديب أو صحفي أو رجل فكر, ولم تكن الكتب مجرد أسفار مرصوصة وإنما انتقل أغلبها من الأرفف إلي عقل صاحبتها فأكسبتها خلفية عريضة ومنحتها القدرة علي خوض أي موضوع بدراية, وغيرت زيارتي لمنزل هاجر في ذهني صورة الراقصة التي عمقتها في خيالنا أفلامنا العربية القديمة التي تظهر الراقصة إما سارقة أزواج أو خرابة بيوت أو شريكة لزعيم العصابة. وقال الشناوي إنه بالإضافة إلي ثقافة هاجر وجدت فيها إنسانة كريمة جدا إذا ما حان وقت الغداء وجدتها أمامي وفي يدها لفافة ساندويتشات قائلة: خادمتي تعد لي أكثر مما تحتمل معدتي هل تتكرم وتخفف عني بعض العبء ؟!, وبهذه الطريقة الدبلوماسية كانت تقدم لي الطعام. وأضاف أنه في هذه الأثناء لم أكن أمتلك سيارة في حين كان لديها سيارة وسائق خاص, وكنت أقيم في هذا الوقت في شقة مفروشة في باب اللوق, بعد أن تركت منزل جدي فكانت تصر علي أن تقوم بتوصيلي وهي في طريقها إلي منزلها في عمارة بحري في ميدان الإسماعيلية الذي تحول اسمه بعد الثورة إلي ميدان التحرير. وتابع قائلا: وبهذه الطريقة البارعة كانت تعاملني وبها أيضا أسرتني إلي درجة الحب وفكرت كثيرا أن أتزوجها ولكن تصوير الفيلم انتهي وفرقت بيننا أشياء كثيرة وانشغل كل منا بحياته وعمله الفني, ولم أرها لفترة طويلة وهذا الابتعاد نقلها من الخانة الأولي التي كانت مرشحة لها أصلا إلي الخانة الثانية فبدلا من أن تكون هاجر حمدي زوجتي الأولي أصبحت مع الأيام زوجتي الثانية بعد أن تعرفت علي الفنانة عفاف شاكر في بيت الفن عقب انتهاء تصوير فيلم حمامة السلام مباشرة وزواجي منها.