العيد فى أسوان « ساحرة الجنوب « ليس مجرد نزهة أو فلوكة ومركب فى النيل وقضاء وقت ممتع فى حديقة تحمل الذكريات، إنما هو تراث وعادات وتقاليد لا تزال تتمسك بها القبائل الأسوانية فى الأعياد وخاصة عيد الفطر، حيث تبدأ احتفالات الأهالى يوم الوقفة، ومع نسائم صباح أول أيام العيد، تبدأ الحديقة النباتية تستقبل المواطنين فى موقعها المتميز وسط نهر النيل . ويقول المهندس فتح الله أبا زيد مدير عام إدارة الحدائق بالمحافظة إن أسوان لديها العديد من المحميات والجزر النيلية التى يقبل عليها الأهالى فى الأعياد خاصة فى ظل ارتفاع درجات الحرارة، ومن أشهر هذه المحميات والجزر سالوجا، وغزال وجزيرتى بربر وهيسا، مشيرا إلى أن اليوم الثانى للعيد دائما ما يكون مزدحما بسبب توافد أهالى مراكز وقرى المحافظة . ومن أبرز تقاليد الأسوانية والنوبيين الجميلة فى عيد الفطر هو الحرص على زيارة المقابر فجرا والإفطار على وجبة السمك المطجن عند الأصوالية، وتناول الشوربون والجارى فى النوبة ، وتعد وجبة السمك المطجن هى الوجبة الرئيسية صباح يوم عيد الفطر فى أسوان، وهى عادة توارثتها الأجيال، لذا فكل بيت أسوانى يبدأ فى تجهيز هذه الوجبة عقب الإعلان عن ثبوت رؤية هلال العيد . ويقول يحيى عبد العظيم إن الطقوس القديمة تبدأ فى الأيام الخمسة الأخيرة من رمضان بخبيز العيد وهو عبارة عن العيش البلدى الشمسى «الملتوت» والمِنين والقراقيش والمِنين الذى يتبرك به الأصوالية بتوزيعه فى المقابر ترحما على أرواح الأموات،وما يفيض منه يتناوله أفراد الأسر جماعة مع أكواب الشاى باللبن . ويضيف أن وجبة عيد الفطر الرئيسية عند الأصوالية هى السمك المطجن وما أجمله عندما يكون ساموس أو قراقير، وعنه يقول إن المرأة الأصوالية ماهرة جدا فى طهو هذا النوع من الأسماك بالفرن البلدى التى تعمل من خلال الوَقيد ومنها يخرج ألذ وأطعم بسكويت وكحك ومنين وطواجن سمك تكون جاهزة للإفطار. وينتقل عادل مغربى أحد أبناء أسوان للحديث عن تقاليد صباح العيد فى مدينة أسوان قائلا إنها تبدأ بتوجه السيدات والفتيات والأطفال إلى المقابر لزيارة الموتى وقراءة الفاتحة وتوزيع الرحمة على أرواحهم، ثم يتوجه الجميع لأداء صلاة العيد فى المساجد والساحات وأشهرها ساحة الصالحين، وعقب الصلاة تبدأ زيارات الأهل والأقارب لتبادل التهنئة بالعيد قبل أن يخرج الأطفال إلى المتنزهات . فى النوبة ورغم تغير معطيات الزمن إلا أن الأهالى يتمسكون بعادات وتقاليد لم تتغير على الإطلاق، ومن أهم هذه العادات هى تصدر أطباق التمر باللبن داخل كل بيت مهما كانت حالته الاجتماعية، فاللبن والتمر هما كلمة السر فى الاحتفال بالعيد المعروف بلغة النوبة ب «الكوريه» . وتقول نجاة سيد على من سيدات النوبة إن مظاهر الاحتفال بالعيد فى النوبة تبدأ بحرص السيدات على زيارة شقيقاتهن اللاتى فقدن عزيزا لديهن بعد أذان الفجر مباشرة، بينما يتوجه الرجال إلى المقابر لزيارة قبور الموتى، وهناك يتم وضع حبوب الذرة والقمح وسعف النخيل ورش المياه على القبور قبل العودة لأداء صلاة العيد وتبادل الفاكهة والتمر المغلى فى اللبن، كما يحرص أهل النوبة على تبادل الزيارات فيما بينهم صباح يوم العيد والتى تستمر حتى الظهر ليتوجه الجميع بعد ذلك إلى المضايف لتناول الغداء الجماعى. وعن أشهر المأكولات والمشروبات النوبية فى العيد يقول جاه الرسول حسن أحد أبناء قرية غرب أسوان نبدأ يومنا بتناول الكعك والقراقيش، بالإضافة إلى الشعرية باللبن، والجارى وهو نوع من مربى البلح المخلوطة بالترمس والحلبة والسمسم والقشر نقيق، بالإضافة إلى المديدة وعصير البلح المعروف بالشوربو.