مظاهر الاحتفالات بعيد الفطر المبارك مابين محافظة وأخري, طبقا لعادات القبائل والأسر والعائلات التي تقطنها. ولأن النسيجالسكاني فيأسوان يتميز عن باقي المحافظات بتفرده بمجموعة من القبائل التي تختلف فيمابينها فيالعادات والتقاليد, فإن مظاهر الاحتفالات تتعدد مابين النوبة الجميلة وقبائلالجعافرةوالعبابدة والأصوالية. ففي النوبة يحرص النوبيون علي قطعمسافات طويلة من القاهرة والإسكندرية والمحافظات الأخري للاحتفال مع أهاليهم في مركز نصر النوبة, ومنهم من يصل من الدول العربية أيضا. ويعتبر عيد الفطر المبارك تحديدا فرصة مناسبةلإقامة الأفراح المؤجلة في النوبةطوال شهر رمضان, وذلكحتي يشارك النوبيون المقيمين خارج قري النوبة بالحضور وتتميز احتفالات النوبة بالعيد بحرص السيدات علي الاستعداد له خلال العشر الأواخر في رمضان, وذلك بإعداد الكحك والمخبوزات والفايش والفشار والبلح, بالإضافة إلي السناسن وهي عبارة عن خبز رقيق يتم عمله علي لوحة رقيقة تعرف ب الدوكة وخلال أيام العيد تتنافس الأسر النوبيةعلي تقديم أفضل مالديها, حيث يكون الحكم علي المذاق وجودة الصنعةللضيوف. أما الأفراح في النوبة فعنها حدث ولاحرج.. فهي غاية في الروعة والجمال, فالأفراح تستمر أكثر من ثلاثة أيام و تتخللها الرقصات النوبية المعروفة بالأراجيد, وهي رقصة جماعية يشارك فيها الجميع بالوقوف صفين أحدهما للرجال والآخر للفتيات, فيما ينشط عمل الحنانة التي تقوم برسم الحناء السودانية للسيدات والبنات النوبيات. ومن النوبة إلي الجعافرة وهي إحدي القبائل العربية, حيث يقول متولي الكوباني إن العيد عند الجعافرة يعني التسامح والتصالح بين المتخاصمين, ففي اليوم الأول يتجمع الأهالي كل عند خيمته المضيفة ويتولي الكبار جميعمراسم الصلح. ويضيف بأن الصواني الجماعية للوجبات الثلاثه تتصدر المشهد في أيام العيد الثلاثة من خلال الدعوات العامة والخاصة بين العائلات الكبيرة, ويواصل قائلا: العيد فرصة طيبة للأفراح و إتمام الخطبة وقراءة الفاتحة بين الشباب والفتيات. فيما يعد طبق الشعرية باللبن هو افتتاحية عيد الفطر عند العبابدة تلك القبيلة العربية الكبيرة وكذا البشارية, حيث يعتبرون هذا الطبق فأل خير بعد الانتهاء من شهر رمضان. ويقول الشيخ عوض هدل من البشارية أن العيد عند أبناءالعمومة منالعبابدة والبشارية يبدأ بالتجمع عقب صلاة العيد ثم تناول الشعرية باللبن والجلوس أمام المضايف لاستقبال المهنئين, وبعد ذلك يستمر هذا التجمع في اليومين الثاني والثالث ويكون هناك يوم جماعي يتجمع فيه الأهل القادمون من حلايب وشلاتين وواديالعلاقي للتشاور والتداول في الأحوال العامة والخاصة. وعن مشروب الجبنة أو القهوة البشارييتحدث قائلا: بطبيعة الحال لايخلو بيت عبادي أوبشاري من هذا المشروب الذي هو عبارة عن حبوب البن والحبهان وبعض التوابل التي يتم طحنها معا في حضور الضيوف, ثم تقدم الجبنةساخنة في فناجين صغيرة بعد تبخيرها بالمستكة, ولايمكن للضيف أن يردها وإلا أعتبرت إهانة بالغة. أما الأصوالية وهم سكان مدينة أسوان الذين يرتبطون بعلاقات مصاهر ومناسبة مع الجميع فعاداتهم في العيد لاتخرج عنإعداد الأسماك المطجنة في الأفران البلدية الطابونة خاصة في البيوت القديمة. ويبدأ الأصوالية استقبالهم للعيد من خلال تجمعهم الكبير داخل جمعية شندي فيما يعرف بليلة الطعمية التي تتصدر الموائد في واحدة من أكبر التجمعات التي تجمع قيادات المدينة الشعبية والتنفيذية, ويستمر حرص الأصوالية علي تقديم المأكولات التي حرموا منها في رمضان بسبب الصيام, كما يتصدر الرغيف البلدي الشمسي الذي يطلقون عليه الملتوتجميع الموائد عند الأسر, بالإضافة إلي الشعرية باللبن ومن قبيلة إلي أخري.. تبقي العادات الأسوانية مختلفة وعلي كللون وشكل.. ومع هذا وذاكتبقي الطيبة والسماحة والمحبة هي سمة كل أسواني أصيل. وعلي الرغم من حرارة الطقس إلا إنها لم تقف عائقا أمام الشباب وبعض الأسر التي فضلت اللجوء إلي النيل من خلال نزهة بالمراكب الشراعية مابين الجزر, لتكسب هذه المراكب والنيل رهان اليوم الثاني وجاءت الحديقة النباتية التاريخية علي رأس الحدائق التي شهدت إقبالا من المواطنين, فيما انخفضت النسبة داخل حديقتي درة النيل والسلام والتقي الأهرام المسائي مع عدد من الشباب والمواطنين حيث قال أدم محمد عرفة إنه فضل التنزه في النيل بصحبة أصدقائه للتغلب علي حرارة الطقس العالية, وقال إن أسوان تتميز بالجزر النيلية الخلابة التي كانت مقصدا للعائلات أمس وقال عبدالنعيم جاد من إدفو أنه اصطحب عائلته إلي أسوان كنوع من التغيير وللتمتعبمزارات المدينة ومعالمها, وأضاف بأنه فوجيء بانخفاض المترددين علي الحدائق عليخلاف ماكان يحدث في الأعياد السابقة, وتساءل هل هذا الانخفاضسببه الغلاء أم إجهاد شهر رمضان أم خوفا من الحالةالأمنية ومشاكل بني هلال والدابودية والكوبانية. ومن جانبهتوقع صابر سند رئيس الوحدة المحلية لمدينة ومركز أسوان تزايد عدد الوافدين علي أسوان اليوم, وقال أنأبناء المدينة يفضلون الخروج بعد غروب الشمس, حيث تشهد الحدائق والفنادق إقبالا كبيرا. وأكد سند أن جميع أجهزة الوحدة المحلية رفعت حالة الاستعداد القصوي, وقال إن أعمال النظافة تتم يوميا دون تأخير,كما أن هناك فرق لرفع المخلفات ومراقبة أية تعديات قد تتم من المواطنين استغلالا لأجازة العيد.