تتميز محافظة أسوان عن غيرها من المحافظات بالعادات والتقاليد الخاصة بالإحتفال بالعيد، ونحن على مشارف إستقبال عيد الفطر المبارك، نجد أن العديد من أهالي أسوان لهم طقوس خاصة في هذا العيد، وخاصة أبناء النوبة. وفي سبيل التعرف عن ذلك قامت "صوت الامة" بإجراء حوارات مع بعض الأهالي حيث يقول هشام أبوزيد من أبناء النوبة ومقيم بمنطقة الكرور إلى أن فترة الأعياد تمتاز في أسوان بعلامات خاصة ومميزة حيث نجد أنه عقب صلاة العيد، يقوم المواطنون بزيارة بعضهم البعض لتقديم التهاني بالعيد، وهناك الكثير يقومون بالتوجه إلى المنتزهات والحدائق العامة للاحتفال بالعيد حيث يأخذون معهم في تجمعات الفسيخ الأسواني المميز المملح والبصل الأخضر والليمون، ويفترشون الحدائق ويجلسون وسطها في جو يكسوه الفرحة والسعادة بالعيد، ويتناولون هذه الأكلة المشهورة في فرحة عارمة ترتسم بالضحك والاستمتاع بجو أسوان وسط الخضرة على أجمل مناظر خلابة في النيل، وفي الوقت نفسه يتجول الأطفال الصغار وهم يحتفلون بالعيد في الحديقة ويستقلون المرجيحة ومختلف الألعاب الترفيهية التي توجد بالحدائق. ويضيف أن الغالبية من المواطنين يتجهون للاحتفال بالعيد في حديقة فريال التاريخية والتي تقع على ربوة عالية مطلة على النيل مباشرة، والبعض الآخر يتجه للحديقة النباتية التي تقع وسط النيل. فيما يشير جمعة جرجاوي من أبناء النوبة "70" سنة فيقول إن العادات والتقاليد النوبية مستمرة ويتوارثها الأجيال، فالعيد بين أبناء النوبة له طقوس خاصة حيث يجتمع الشباب والأطفال والنساء في لحظات من الألفة والمحبة في الخيمة بعد أن يقدم الجميع التهاني للاحتفال بالعيد ثم ينطلق الجميع للتألف بتجهيز وجبات الإفطار المجمع، والكل يقبل على ذلك، ويتم تجهيز بعض الوجبات النوبية الجميلة، ويتسامر الجميع احتفالاً وابتهاجًا بالعيد وتقدم أطباق خاصة تتكون من البلح والشعرية والكعك والشاى و التحية "كوريك أى نل" أى "كل عام وانتم بخير" وردها "اكون آى نل" بمعنى وأنت أيضا. أما حجازي صيام من أبناء النوبة المقيمين بقرية نجع المحطة بمدينة أسوان فيقول إن الاحتفال بالعيد له طريقة خاصة لأبناء النوبة حيث إنه عقب صلاة العيد، وبعد أن يقوم الأهالي بتقديم التهاني لبعضهم البعض، يجتمع جميع أفراد الأسر النوبية من الأطفال والشباب والنساء والرجال ويتوجهون للخيمة أو الجمعية حيث يقومون بتناول وجبة الإفطار مع بعضهم البعض في الاحتفال بفرحة العيد، والغالبية تكون أسماك ثم يتناولون بعض المشروبات، والجميع يحتفلون بالعيد في جو من الألفة والمحبة. وأضاف أن الأطفال والشباب الصغار يجتمعون مع بعضهم البعض ويتوجهون للاحتفال بالعيد على طريقتهم الخاصة، والتي ترتكز على الذهاب لركوب الخيل واستقلال المراكب الشراعية في النيل لاستمتاع بالطقس والطبيعة الساحرة. وتابع حجازي: "السيدات يقمن بنظافة المنزل وما حوله، وإعداد الكعك والبسكويت وتنتهي بغسل الملابس وعمل اللقيمات والعصيدة في الليلة السابقة ليوم العيد، وإعداد البهارات المطلوبة".