تختلف فرحة عيد الأضحي في أسوان من قبيلة الي أخري..فهنا تتعدد القبائل ومعها الموروثات والعادات والتقاليد مابين النوبة والجعافرة والعبابدة والبشارية والأصوالية, ورغم الاختلاف يبقي الاتفاق قائما علي النحر. في النوبة يكون العيد فرصة للأفراح وإقامة حفلات الزفاف, خاصة وأن هناك آلافا من النوبيين يفضلون قضاء العيد بالنوبة لزيارة الأهل والتواصل مع صلات الرحم من أجل الحفاظ علي العادات والتقاليد في مركز نصر النوبة ويفدون بالقطارات قبل العيد بأيام وحتي يوم الوقفة. ومن مدينة أسوان حيث النوبيين الكنوز والفاديجكا والأصولية والمغتربين من أبناء المحافظات المقيمين ولأن المدينة غالبا ماتأخذ المظاهر الحضارية نوعا ماعن الريف فإن عادات عيد الأضحي تبدأ من يوم وقفة عرفات حيث يحرص الشباب والفتيات علي أصطحاب الكبار لشراء خروف العيد مابين البشاري الذي يتميز بقلة دهونه والبلدي أبو لية لشكله المغري وماأن يدخل المساء حتي يتجمع الاصدقاء في سهرات تمتد حتي الصباح وحتي صلاة العيد وأداء سنة النحر. ويفضل الأصولية تناول الكبدة والكلاوي والقلب في الافطار فهي عادة لاينقطعون عنها وورثوها أبا عن جد.. وتعتبر الفتة هي أشهر الأكلات عند هذه القبيلة خاصة, اذا ماكانت تتكون من قطع الخبز الملتوت أو الشمسي كما يصفونه في بعض الأحيان. وعلي خلاف الأصولية تجد أن النوبيين ببندر أسوان من الفاديجكا والكنوز يحرصون علي الاستعداد لعيد الأضحي قبل حلوله بأيام من خلال السيدات النوبيات اللاتي يقمن بعمل الفطائر الرقاق التي تستخدم في اعداد الفتة بالثوم والخل, والسناسن التي تصنع من دقيق الذرة علي الدوكة وهي عبارة عن قرص معدني يوضع علي موقد لتسوية العجين ووسط فرحة الأسر والاطفال تقوم السيدات بعمل لمنينأو لفايشحيث تحملنه في أثناء زيارة المدافن صباح يوم العيد. ومن النوبيين في أسوان الي مركز نصر النوبة, حيث يتغير شكل النوبة في عيد الأضحي تماما بوصول القطارات التي تقل المقيمين بالقاهرة والاسكندرية للتواصل مع الأهل وقضاء اجازة العيد وحضور حفلات الزفاف. ويتميز اليوم النوبي في المركز بالحرص علي النحر صباحا بعد أداء صلاة العيد في الخلاء ويقوم الكبار بأعمال الذبح بأنفسهم تيمنا بسنة الرسول الكريم وتأتي فترة مابعد الظهر, حيث تقوم الأسر بإعداد الفتة والسناسن والجاكوت( الملوخية) والسلات لحم مشوي علي الزلط. والي القبائل البشارية والعبابدة, حيث فن الطهي وشي اللحوم فهم سادة الخراف البشارية والكرجاوية ولذلك تجدهم متميزين في اعداد اللحوم ولعل أشهر وجباتهم هي لحم السلات وهو عبارة عن خراف توضع كاملة أو تقطع الي أجزاء وتشوي علي الفحم المغطي بالزلط. ولاتخلو مائدة البشارية أو العابدة من الجبنه وهي عبارة عن بن محمص بالمستكة والحبهان ويوضع في إناء فخاري ويصب في أكواب صغيرة ويتناوله الحضور بعدد فردي ولايجوز رده أو رفض تناوله حيث يعتبر ذلك إهانة بالغة للمضيف وأهل الدار الذين يخرجون صواني اللحوم للاحتفال بقدوم العيد في تجمعات خارج المساكن. أما الجعافرة في دراو وكوم أمبو وإدفو فلا تخرج عاداتهم عن العادات والتقاليد العربية في استقبال عيد الأضحي بالتهليل والتكبير والحرص علي شراء لذبيحةحسب القدرة المالية التي تتنوع مابين العجول والخراف البلدية, ولا يفضل أهل الجعافرة والانصار والمقيمين الخراف الكرجاوي أو البشارية, وتتميز أكلاتهم بالفتة والمرقة والشوي وأداء السنة النبوية المعروفة بتقسيم الذبيحة الي3 أقسام, ثلث للفقراء, وثلث للأهل, والأخير لأهل المضحي. وهكذا تختلف العادات والتقاليد مابين القبائل المختلفة داخل محافظة أسوان, ولكن يبقي حرص الأهالي علي أن يكون العيد فرحة في كل شيء سواء من خلال كسوة الاطفال بالملابس الجديدة أو إقامة الافراح وحفلات الخطوبة والزفاف تيمنا بهذه الأيام المباركة.