تشتهر محافظة أسوان دون المحافظات الأخري بالتعدد القبلاوي والذي يمنحها عن أقرانها من البلاد الأخري في العادات والتقاليد التي أيضاً تتمثل في طقوس الزواج والأفراح وأيضا تختلف في لون البشرة السمراء التي يتميز بها أهل الجنوب. ومن أهم وأشهر هذه القبائل قبيلة العبابدة والذي يبلغ عدد العبابده في مختلف أنحاء جمهورية مصر إلي أكثر من 9 ملايين نسمة وان كان اكثر المناطق تجمعا منهم مع البشارية بأسوان. يقول الشيخ نصر كرار شيخ قبيلة البشارية: نحن تربطنا صلة رحم مع قبيلة العبابدة ونعيش في أماكن واحدة في الصحراء الشرقية وان كان هناك اختلاف في اللهجة بين القبيلتين. وأضاف قناوي الدمرداش أحد مشايخ العبابدة أن قبائل العبابدة تنتمي إلي أصل عربي أصيل ويسمي العبادله وشجرة العبابده تبدأ من الأصل لعبدالله بن الزبير بن العوام رضي الله عنه وهم من أصل ونسب شريف وينتشر العبابدة في مختلف البلاد العربية وخاصة بالجزيرة العربية وان كانت أسوان تحظي بالنصيب الأكثر من قبائل العبابده وهم حراس بوابة مصر الجنوبية وأكبر تجمع لنا يكون في حلايب وشلاتين والعلاقي في جنوب شرق أسوان في الصحراء الشرقية يحتفظ الكيان العبادي بالترابط حيث يكون شيخ القبيلة هو المرجع في كل الأمور مثل الزواج والطلاق وحل المشاكل التي تنشب مع القبائل الأخري وتعقد دائماً جلسات للصلح أو الزواج. وقال الشيخ عوض هول بأن ليالي السمر في القبيلة تنقسم إلي مجموعات منهم من يهتم بالشعر ومنهم بالنميم وهو نوع من الأغاني دائما يعرف العبادي أو البشاري بزيه المميز وهو يقارب الزي السوداني. شيوخ القبائل في أسوان لهم دور كبير في حل الازمات والمشاكل التي يتعرض لها أبناء المحافظة. أكد عصام الحويري ان الحزب الوطني المنحل لعب دورا سيئا في أحداث الخلافات والمنافسة بين القبائل المختلفة الموجودة بأسوان عن طريق اصراره علي اختيار نواب من قبائل محددة في كل دائرة وأهمال القبائل الاخري وهو ما دفع إلي ترابط بعض القبائل علي الدفع بمرشحين للفوز بمقاعد الشعب بعيدا عن اختيارات الحزب الوطني المنحل. اضاف قائلا ان قبيلة العباسيين تربطها علاقات قوية مع قبائل الجعافرة الذين تنتسب إلي السيدة/ فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم والجعافرة هم عترة رسول الله وأهله والعباسيون هم عصبته وهم ابناء عمومة في النهاية والكل من بني هاشم وكذلك الجعافرة الطيارة وعرب العقيلات والعبابدة فهم قرشيون وهاشميون من ناحية صفية بنت عبدالمطلب اخت العباس وعمة الرسول . واشار إلي ان ابناء قبيلة العبابدة ينتسبون إلي الصحابي الجليل عبدالله بن الزبير بن العوام بن خويلد وعمته السيدة/ خديجة أم المسلمين زوج رسول الله وام السيدة فاطمة والعبابدة منتشرون في محافظات اسوان وقنا والبحر الاحمر وينقسمون إلي العشاباب والفقراء والمليكاب والعبوديين. أما قبائل الانصار هي احدي القبائل الكبيرة باسوان وينتسبون إلي الاوس والخزرج وقال عنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما معناه "الله الله في الانصار.. "وهم متواجدون في محافظة اسوان في ددراو والمنصورية وكلح الجبل والطويسة. أوضح ان عادات القبائل العربية تتشابة في الفلكلور الصعيدي خاصة في عادات الزواج والمسكن والماكل والزي ويري ان القيادات ورؤساء القبائل فقدوا كثيرا من دورهم الذي كانوا يلعبونه طوال القرون الماضية وانتهي دور زعيم أو رئيس القبيلة وذلك بسبب تدني قيم الاحترام في المجتمع في العصر الحديث. أكد سيد الحسن محمد خير عضو جمعية الحفاظ علي التراث النوبي ان القبائل لها دور كبير في حل النزاعات عن طريق العرف والعادات والتقاليد السائدة حيث يتميز رؤساء القبائل بالحكمة والقدرة علي امتصاص اي غضب أو تأثير خارجي بحكم انهم اصحاب الرأي والمشورة ويحظون باحترام وتقدير الجميع. أضاف ان المجتمع النوبي لم يعرف طريق المحاكم طوال تاريخه ولم تسجل أي محاضر في الشرطة خاصة في النوبة القديمة لان شيوخ القبائل كان يقومون بحل أي مشاكل تحدث بين الاشخاص ويفضون أي مشاكل لدرجة أن قوام الامن في البلاد القديمة يبلغ 27 عسكرياً وضابطاً فقط وكانوا بلا عمل تقريبا بسبب الترابط القبلي. وأشار إلي ان التكافل الاجتماعي بين قبائل النوبة موجود بقوة خاصة في مناسبات الزواج لدرجة ان الجميع كانوا يشاركون في بناء مسكن الزوجية بدون مقابل كما ان جميع ابناء القبيلة يحرصون علي تقديم المساعدات في حالات الافراح والاتراح ومن الناحية السياسية أكد سيد الحسن ان رؤساء القبائل لهم دور كبير في الانتخابات ويكون لهم دور واضح في اختيار العضو الذي سيمثل القبيلة تحت قبة البرلمان ويمتثل الجميع لتوجيهاتهم. أكد محمد عبدالجواد مدير مكتبة الشطب في دراون ان المجتمع الاسواني مجتمع قبلي وتوجد فيها قبائل متعددة مثل العبابدة والجعافرة والنوبيين والعباسيين والبشارية والانصار والاصولية وأبناء المحافظات الاخري وغيرهم. واضاف ان كل قبيلة تلجأ إلي التعصب في الانتخابات بغض النظر عن الافضلية ونتمي ان تنتهي هذه التصرفات السلبية وأشار إلي ان القيادات الطبيعية في كل قبيلة تلعب دورا كبيرا في المصالحات ووضع حد لحالات الاخذ بالثآر وردم بؤر الدم والتي تسمي بالقودة حيث تجود كل عائلة بما لديها في هذه المصالحات حيث يجود الشخص الجاني بروحه وكفنه بينما تجود عائلة المجني عليه بالعفو والصفح. وأشار سمير كامل مدير جمعية المستقبل بأسوان إلي ان القبيلية والعصبية من الثقافات الراسخة في ضمير الشعب الاسواني. وتشير اتجاهات الرأي إلي ان مستقبل البرلمان القادم سوف تسيطر عليه القبلية علي الرغم من التغيير الكبير الذي شهدته مصر بعد ثورة يناير. واشار إلي انه يجب استغلال هذه الميزة في أسوان لاختيار افضل عناصر القبائل في الانتخابات المختلفة.