«نحن عبابدة الشيخ أبو على عمدتنا شجعان ديما أخدوا المهرجان ولدتنا مشهورين زمان كل هالدول عرفتنا، حررنا الوطن فى الحرب بسلامتنا».. هكذا وصف الشاعر الشيخ على حسين أمجاد قبيلته التى ينتمى إليها وهى قبيلة العبابدة التى تمتلك الأرض التى اقيم عليها مهرجان «شخصيات مصرية» للعام الثالث بفسطاط محمية وادى الجمال تحت رعاية جمعية وادى الجمال وجمعية وفاء النيل وبرعاية رسمية من شركة مصر للسياحة وبمشاركة 47 قبيلة من القبائل البدوية بالمنطقة. ..على مدار ثلاثة أيام تنافست هذه القبائل فى استعراض تراثها وثقافتها وأمجادها بهدف إحياء فعاليات المهرجان الذى يدعم بشكل مباشر سياحة الصحراء. ..أكتوبر عايشت تفاصيل هذه المنافسات والسطور التالية تنقل بعض تفاصيلها.. .. فى البداية يروى لنا الشيخ على جمعه عبد العزيز قائد قبيلة (العبابدة) أن أصولهم ترجع إلى الجزيرة العربية، وعن العمل فى السياحة قال جمعه إنهم بدأوا يعرفونها منذ التسعينات، مشيرا إلى أن 88% من شباب العبابدة يعملون فى مجال السياحة فهم يتقنون الإنجليزية والإيطالية، كما يعملون كصيادين بالمحميات الطبيعية ولديهم دراية بدروب الصحراء، وبعضهم يقوموا برعاية الجمال. وأكد جمعه أن المطر لم ينزل على أرض العبابدة منذ عام 1995 مما أدى إلى تهجير بعض أهالى القبيلة إلى الريف وأسوان ليعملوا فى الزراعة من أجل حياة أفضل، مشيرا إلى أن الدولة قامت بمساعدة هؤلاء الأهالى بتسليمهم أراض لزراعتها. الختان وتعدد الزوجات وقال الشيخ جمعه إن نسبة الزواج الثانى فى قبيلة العبابدة صغيرة وأن القبيلة لن تتخلى عن عادة ختان الإناث فهى جزء من تراث وعادات القبيلة. مشيراً إلى أن من يقوم بإجراء الختان له مواصفات خاصة، فهى سيدة من أهل القبيلة فى سن تتراوح بين 40- 70 سنه ومشهود لها بالثقة والكفاءة ومؤتمنه، كما يجب أن تتمتع بصحة جيدة ونظر جيد حتى لا ترتعش يداها، وأضاف أن مسألة حملها لمؤهل طبى ليست مهمة.. المهم هى الكفاءة والثقة. واعتبر محمد الأحمر أحد ممثلى قبيلة الطرابين أن تعدد الزوجات حل عاقل لمواجهة أزمة العنوسة مشيرا إلى أن المجتمع القبلى نسبة العنوسة فيه صفر، فيما أكد أن عادة ختان الإناث مازالت مستمرة ومنتشرة بين القبائل، وأرجع عدم قناعة القبائل بترك ذلك الموروث إلى فشل حملات الإعلام فى مواجهة التقاليد. بينما أكد الشيخ صالح مطعم من سيوة أن أهل الواحات لا يعرفون عادة ختان الإناث ولم يسمعوا عنها إلا من خلال تحذيرات التليفزيون، مشيرا إلى أن الدين لم يأمر بها حتى يتبعها أهل القبيلة، بينما رفض تعدد الزوجات كحل لأزمة العنوسة، موضحا أن الرجل يتزوج لرغبة شخصية، ويتفق معه فى الرأى الشيخ محمود حسين أهل، أما محمد الحسن من قبيلة البشارية فيؤكد العرف السائد فى القبيلة هو الختان الفرعونى، موضحا أن بعض المتعلمين من القبيلة لديهم رأى يتمثل فى إجراء العملية لكن قصرها على التهذيب، كما اعتبر أن الزواج الثانى هو حل مثالى للعنوسة فى حالة قدرة الرجل المادية. فيما اختلف شيوخ القبائل على ظاهرة ختان الإناث حيث عارضه معظم شيوخ القبائل فيما عدا شيوخ قبائل سيوة والفرافرة وذلك لأن تلك الظاهرة غير معروفة لديهم. أشار الشيخ عوض المركابى أحد شيوخ قبائل النوبة إلى ضرورة عدم المغالاة فى مهور الفتيات، مؤيدا ظاهرة الزواج الجماعى لترشيد النفقات، كما طالب بتنظيم حملات دعائية لحث الشباب على المشاركة فى هذه الاحتفالات التى تعتبرها معظم القبائل تقليلاً من شأنهم. مجالس عرفية واتفق شيوخ 47 قبيلة بدوية على تكوين مجالس عرفية لحل المشاكل العالقة بين الأفراد ومنها الثأر وقضايا الدم فيما اختلفوا على ختان الإناث. طالب شيوخ القبائل المشاركون فى مهرجان شخصيات مصرية بتكوين مجلس عرفى يضم زعماء ووجهاء القبائل لحل أية مشاكل عالقة بين القبائل وأهمها قضايا الدم والثأر، مشددين على ضرورة حل كافة المشاكل بالطرق الودية حقننا للدماء وللحفاظ على الموروث الحضارى المصرى. معوقات كثيرة أوضح وليد رمضان رئيس جمعية وادى الجمال ورئيس المهرجان أن اسم المهرجان تم اقتباسه من كتاب الراحل الدكتور جمال حمدان (شخصيات مصرية). وأشار إلى أنه استعان بالجمعية المصرية لتنمية الطفل المصرى لتوفير المتطوعين للقيام بتنظيم اعمال المهرجان وبالفعل قامت الجمعية بتوفير 120 متطوعاً من الشباب خريجى الجامعات الأجنبية والدارسين بها. وقال إن هناك صعوبات كبيرة قابلت إدارة المهرجان أثناء دعوة شيوخ سيناء وسيوة وأن تصاريح مشاركتهم استغرقت أكثر من 6 شهور، مضيفا أن تكلفة المياه التى يستخدمها فردان من المشاركين تجاوزت ال 225 جنيهاً. مشيراً إلى أن جنوبسيناء شاركت بأربع قبائل وشمال سيناء شاركت بخمس قبائل وسيناء بقبيلة كنوز والكيدية.. وعن مسابقة الجمال قامت قبائل جنوبسيناء بالمشاركة ب 5 جمال وشمال سيناء بجملين ووادى الجمال بأربعة وقبيلة العبابدة ب 3 جمال وقبيلة البشارية بجملين وفاز بالمسابقة قبيلة العبابدة ولأول مرة بهذه المسابقة يشارك أطفال القبائل الذين اعتبروها فخراً لهم ولآبائهم. كما قامت القبائل بمسابقة فى لعبة السيجا وكذلك مسابقات لما تشتهر به كل قبيلة. كما ضمت الاحتفالات مسابقة المسافات الطويلة والحبل. وقال رئيس المهرجان إن الأعوام القادمة سوف تشهد مشاركة الأفواج السياحية الأجنبية وستتم دعوة أصول القبائل للمشاركة فى الدعاية للمهرجان بالخارج وخاصة فى بورصة برلين بالإضافة لإقامة برفان لعرض المنتجات والأطعمة المصرية بالدول الأوروبية. السياحة الصحراوية ومن جانبه أكد محمود القيسونى مستشار وزير السياحة للشئون البيئية أن مهرجان «شخصيات مصرية» يمكن أن يدعم السياحة الصحراوية رغم خسارتها هذا العام ما يقرب من 35% من إيرادتها، مشيرا إلى أن دولتى ليبيا والمغرب سبقت مصر فى الحركة الوافدة للسياحة الصحراوية وتراجع ترتيب مصر رغم أن الصحراء تمثل فيها حوالى 94% من مساحتها، وأن الصحراء الغربية الأفضل على مستوى العالم لما تحتويه من كنوز أثرية منها اكتشاف «الديناصور الأكبر» بمنطقة الجلف الكبير مؤخرا على يد بعثة أمريكية. وكشف القيسونى عن تراجع السياحة الوافدة لزيارة المقاصد الصحراوية بنسبة 35%، رغم أنها حققت العام الماضى نحو 8% من دخل السياحة، وأنها خسرت حوالى 350 مليون دولار منذ بداية العام الحالى، مشيرا إلى ألمانيا وانجلترا وفرنسا واسبانيا على رأس الدول التى يهتم زائروها بالسياحة الصحراوية. وأضاف أنه كانت هناك حجوزات كبيرة تحققت بسبب مهرجان شخصيات مصرية وجهود الترويج والتنشيط، إلا أن تلك الحجوزات تراجعت عقب، تنفيذ بعض القيود التى تم فرضها على السياحة الصحراوية. وقال القيسونى إن السياحة هى طوق النجاة للاقتصاد المصرى وإنها الصناعة الوحيدة المضمونة التى يمكن أن تساهم بشكل كبير فى عملية التنمية موضحا أن إمكانات مصر تفوق الكثير من الدول إلا أن هذه الدول استطاعت أن تتفوق عليها.