أثار مهرجان شخصيات مصرية الذي اختتم اعماله أخيرا بمرسي علم العديد من القضايا المتعلقة بصناعة السياحة والعادات والتقاليد الخاصة ببدو الصحراء الذين يعتبرهم خبراء السياحة احد الانماط السياحية الهامة. فقد وضع المهرجان النقاط فوق الحروف فيما يتعلق بالسياحة الصحراوية في مصر وكيف ان الاجراءات والتصاريح والتعقيدات الخاصة بتنظيم رحلات سفاري ورحلات في الصحراء ادت الي هروب السائحين الراغبين في الصحراء الي مقاصد سياحية اخري علي رأسها الجماهيرية الليبية وتونس والمغرب وحتي المملكة الاردنية وذلك علي الرغم من ان الصحراء تمثل94% من مساحة مصر الكلية ولدينا العديد من المقومات الصحراوية التي لاتوجد في اي دولة من دول العالم. ومن اهم التعقيدات الموافقة الامنية والرسوم الجديدة التي يتم تحصيلها من الشركات المنظمة للرحلات الصحراوية والتي وصلت الي180 جنيها في الساعة الامر الذي يمثل عبئا كبيرا علي البرامج ويضعف منافستنا في هذا المجال السياحي الكبير مما ادي الي انخفاض السياحة الصحراوية بنسبة35% وذلك علي الرغم من قيام وزارة السياحة بتحمل50% من قيمة الرسوم الجديدة وذلك حرصا منها علي عدم فقد مصر لهذا النمط السياحي الهام والذي بدأ خلال السنوات القليلة الماضية يشهد اقبالا كبيرا من السائحين ومنظمي الرحلات ويكفي ان نشير الي ان مصر فقدت هذا العام بسبب الاجراءات الجديدة والتعقيدات350 مليون دولار في السياحة الصحراوية فقط وذلك علي اقل تقدير طبقا لما اعلنته عدد من الشركات العاملة في هذا المجال وليست جميع الشركات. كما تناول المؤتمر عددا من القضايا التي تعتبر شائكة بالنسبة لسكان الصحراء والقبائل البدوية وعلي رأسها تعدد الزوجات والذي يعتبره اهل البادية حلا لمشكلة العنوسة بينما يري عدد من القبائل ان الزواج الثاني يتم في اضيق الحدود وعند الضرورة ومنهم علي سبيل المثال قبيلة الفرافرة الذين اكدوا ان نسبة الزواج الثاني صغيرة لديهم بينما يري عدد من القبائل الاخري وهم الغالبية ان الزواج الثاني تقتضيه الظروف الخاصة بكل قبيلة وعدد من القبائل الذين يتزاوجون فيما بينهم طبقا لعدد الاناث مقابل الذكور فقد جاءت الاراء مختلفة احيانا ومتفقة احيانا اخري في47 قبيلة اجتمعوا خلال مهرجان شخصيات مصرية بمرسي علم والذي نظمته جمعيتا وادي الجمال ووفاء النيل. الختان والتراث حيث يقول الشيخ علي جمعة عبد العزيز من قبيلة العبابدة ان القبيلة لن تتخلي عن عادة ختان الإناث فهي جزء من تراث وعادات القبيلة مشيرا إلي أن من يقوم بإجراء الختان طبيب له شروط خاصة, حيث تكون سيدة من أهل القبيلة في سن يتراوح بين40 70 سنة, يجب أن تكون من بنات القبيلة ومشهودا لها بالثقة والكفاءة ومؤتمنة, كما يجب أن تتمتع بصحة جيدة ونظر جيد حتي لاترتعش يداها, أضاف أن مسألة حملها لمؤهل طبي ليست مهمة المهم هو الكفاءة والثقة. فيما يعتبر أهل سيوة رغبة شخصية لدي الرجل, بينما ختان الإناث مازال مستمرا رغم حملات الحكومة في مواجهته, قبائل العبابدة تجري العملية في بيت الأسرة, وبواسطة طبيبة القبيلة كل مؤهلاتها الخبرة والثقة. تعدد الزوجات واعتبر محمد الأحمر أحد ممثلي قبيلة الطرابين أن تعدد الزوجات حل عاقل لمواجهة أزمة العنوسة مشيرا الي أن المجتمع القبلي نسبة العنوسة فيه صفر, موضحا أنه في حالة استمرار معدل العنوسة الحالي سوف نضطر لاستيراد رجال من الصين علي حد تعبيره, فيما أكد أن عادة ختان الإناث مازالت مستمرة ومنتشرة بين القبائل, وأرجع عدم قناعة القبائل بترك ذلك الموروث الي فشل حملات الإعلام في مواجهة التقاليد وضعف الرسالة الإعلامية. اتفاق واختلاف بينما أكد الشيخ صالح مطعم من سيوة أن أهل الواحات لايعرفون عادة ختان الإناث ولم يسمعوا عنها إلا من خلال تحذيرات التليفزيون, مشيرا إلي أن الدين لم يأمر بها حتي يتبعها أهل القبيلة, بينما رفض تعدد الزوجات كحل لأزمة العنوسة, موضحا أن الرجل يتزوج لرغبة شخصية, ويتفق معه في الرأي الشيخ محمد حسين أهل. إما محمد الحسن من قبيلة البشارية فيؤكد أن نفس الأمر لدي القبيلة, لكن العرف السائد هو الختان الفرعوني, موضحا أن بعض المتعلمين من القبيلة لديهم رأي يتمثل في اجراء العملية لكن قصرها علي التهذيب دون القطع الكامل, كما اعتبر أن الزواج الثاني هو حل مثالي للعنوسة في حالة قدرة الرجل المادية. فيما اختلف شيوخ القبائل علي ظاهرة ختان الاناث حيث عارضها معظم شيوخ القبائل فيما عدا شيوخ قبائل سيوة والفرافرة وذلك لان تلك الظاهرة غير معروفة لديهم, موضحين ان ختان الاناث ظاهرة اسلامية ولا يمكن التخلي عنها. واشار الشيخ عوض المركابي احد شيوخ قبائل النوبة الي ضرورة عدم المغالاة في مهور الفتيات, مؤيدا ظاهرة الزواج الجماعي لترشيد النفقات, كما طالب بتنظيم حملات دعائية لحث الشباب علي المشاركة في هذه الاحتفالات التي تعتبرها معظم القبائل تقليلا من شأنهم. القضايا العالقة واتفق شيوخ47 قبيلة بدوية علي تكوين مجالس عرفية لحل المشاكل العالقة بين الافراد ومنها الثأر وقضايا الدم فيما اختلفوا علي ختان الاناث وطالب شيوخ القبائل المشاركون في مهرجان شخصيات مصرية بتكوين مجلس عرفي يضم زعماء ووجهاء القبائل لحل أي مشاكل عالقة بين القبائل واهمها قضايا الدم والثأر, مشددين علي ضرورة حل جميع المشاكل بالطرق الودية حقنا للدماء وللحفاظ علي الموروث الحضاري المصري. أوضح وليد رمضان رئيس جمعية وادي الجمال ورئيس مهرجان شخصيات مصرية ان اسم المهرجان تم اقتباسه من كتاب الراحل الدكتور جمال حمدان( شخصيات مصرية) واشار رمضان الي أنه استعان بالجمعية المصرية لتنمية الطفل المصري لتوفير المتطوعين للقيام بتنظيم اعمال المهرجان وبالفعل قامت الجمعية بتوفير120 متطوعا من الشباب خريجي الجامعات الاجنبية والدارسين بها. صعوبات كبيرة وقال ان هناك صعوبات كبيرة قابلت ادارة المهرجان اثناء دعوة شيوخ سيناء وسيوة وان تصاريح مشاركة شيوخ هذه القبائل تستغرق اكثر من6 شهور, مشيرا الي مشاركة قبيلة الشرارات من الوادي الجديد لاول مرة بالمهرجان وصعوبات في توفير المياه للوفود المشاركة, مضيفا ان تكلفة المياه التي يستخدمها فردان من المشاركين تجاوزت225 جنيها مشيرا الي ان جنوبسيناء شاركت باربع قبائل وشمال سيناء شاركت بخمس قبائل اضافة لقبيلتي كنوز والكيدية. وعن مسابقة الجمال قامت قبائل جنوبسيناء بالمشاركة ب5 جمال وشمال سيناء بجملين ووادي الجمال ب4 وقبيلة العبابدة ب3 جمال وقبيلة البشارية بجملين وفاز بالمسابقة قبيلة العبابدة ولاول مرة بهذه المسابقة يشارك اطفال القبائل الذين اعتبروها فخرا لهم ولآبائهم. كما ان الاعوام القادمة سوف تشهد مشاركة الافواج السياحية الاجنبية وستتم دعوة اصول القبائل للمشاركة في الدعاية للمهرجان بالخارج وخاصة في بورصة برلين بالاضافة لاقامة برفان لعرض المنتجات والاطعمة المصرية بالدول الاوربية. أكد محمود القيسوني مستشار وزير السياحة للشئون البيئية ان مهرجان شخصيات مصرية يمكن ان يدعم السياحة الصحراوية رغم خسارتها هذا العام ما يقرب من35% من ايراداتها, مشيرا الي ان ليبيا والمغرب سبقتا مصر في الحركة الوافدة للسياحة الصحراوية وتراجع ترتيب مصر رغم ان الصحراء تمثل فيها حوالي94% من مساحتها, وان الصحراء الغربية الافضل علي مستوي العالم لما تحتويه من كنوز أثرية منها اكتشاف الديناصور الاكبر بمنطقة الجلف الكبير أخيرا علي يد بعثة امريكية. تراجع السياحة الصحراوية وكشف محمود القيسوني مستشار وزير السياحة لشئون البيئة عن تراجع السياحة الوافدة لزيارة المقاصد الصحراوية, رغم أنها حققت العام الماضي نحو8% من الدخل السياحي, وإنها خسرت حوالي350 مليون دولار منذ بداية العام الحالي, مشيرا إلي أن ألمانيا وانجلترا وفرنسا واسبانيا علي رأس الدول التي يهتم زائروها بالسياحة الصحراوية. وأضاف أنه كانت هناك حجوزات كبيرة تحققت بسبب مهرجان شخصيات مصرية وجهود الترويج والتنشيط, إلا أن تلك الحجوزات تراجعت عقب, تنفيذ بعض القيود التي تم فرضها علي السياحة الصحراوية. أكد القيسوني ان السياحة المصرية يمكنها ان تحقق دخلا يتجاوز28 مليار دولار سنويا خلال عامين فقط إذا استطاعت ان تزيل المعوقات التي تفرضها بعض الوزارات السيادية الأخري مطالبا بان تكون وزارة السياحة وزارةسيادية. قال القيسوني ان السياحة هي طوق النجاة للاقتصاد المصري وإنها الصناعة الوحيدة المضمونة التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في عملية التنمية موضحا أن إمكانيات مصر تفوق الكثير من الدول ألا أن هذه الدول استطاعت أن تتفوق علينا فيما رفض القيسوني الاتهامات الموجهة إلي وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة بالتخلي عن دعم مهرجان شخصيات مصرية, مؤكدا ان الوزارة تدعم جميع المهرجانات لتنشيط السياحة بدليل وجودي معكم الان.