في الوقت الذي تبذل فيه وزارة السياحة قصاري جهودها للحصول علي نصيب عادل من حركة السياحة العالمية.. إلا أن هذه الجهود تواجهها إجراءات روتينية وأمنية وبيروقراطية عقيمة قد تعطل نمو وازدهار العديد من الأنماط والمنتجات السياحية التي يقبل عليها السائحون في مصر ومنها علي سبيل المثال لا الحصر "سياحة السفاري واليخوت.. والسياحة الاستشفائية وغيرها من الأنماط.. خلال الأيام الماضية قدم وزير السياحة زهير جرانة تقريرا إلي رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف حول مقترحات الوزارة للتخفيف من بعض القيود المفروضة علي بعض الأنماط السياحية في مصر وأبرزها سياحة السفاري واليخوت. هذه المقترحات ربما تكون قد اصطدمت بالحادث الشهير الذي وقع مؤخرا في الصحراء الغربية لعدد من السياح الألمان عندما قام بعض قطاع الطرق باختطاف إحدي قوافل سياحة السفاري في منطقة العوينات وبالتحديد في منطقة الجلف الكبير ورغم ذلك فإن التقارير والإحصائيات تشير إلي أن هناك دولا مثل تونس تستقبل أكبر عدد من الوافدين في سياحة اليخوت علي مستوي أوروبا.. في المقابل يمكن لمصر أن تستقبل أضعاف هذا العدد في حال تخفيف تلك القيود أو الإجراءات الأمنية.. حيث من الممكن أن يكون للشواطيء المصرية مركز لتجمع اليخوت الأوروبية خاصة في فصل الشتاء والهجرة من أوروبا إلي سواحل البحر المتوسط الجنوبية في الشمال الأفريقي لحين انتهاء موسم الشتاء نتيجة تجمد المياه في بعض المناطق البحرية بأوروبا. كما تضمن تقرير وزارة السياحة أن تلك اليخوت تتعرض لبعض الإجراءات حيث يتطلب دخولها للموانيء والمراسي المصرية موافقات أمنية وفي حال تحركها من مرسي إلي أخر يتطلب ذلك موافقات أمنية أخري.. نفس الأمر يتم بالتوازي مع سياحة السفاري حيث تطلب الجهات المصرية المعنية ضرورة الحصول علي موافقات أمنية وتحديد خطوط السير مع أنها سياحة سفاري بمعني أنها مفتوحة في الصحراء هذه الإجراءات تعطل تدفقات سياحية من كافة دول العالم التي ملت الأنماط السياحية التقليدية والإقامة بالمنتجعات السياحية والشواطيء والفنادق فقط وبالتالي فإنها تبحث عن أنماط جديدة والتي تتمتع بها مصر مثل سياحة السفاري واليخوت.. ولكن المشكلة ستظل في يد جهات الإشراف علي هذا النوع من السياحة. في البداية يطالب خبراء السياحة بضرورة تقليل فترة الموافقات الأمنية لزيارة الصحراء الغربية خاصة أن هذه الإجراءات أضاعت أموالاً كثيرة علي مصر بالعملة الصعبة حيث تصل مدة هذه الإجراءات الأمنية إلي 15 يوما من الموافقات.. وبالتالي فقد حرمت مصر من ملايين الدولارات استطاعت دول منافسة لنا سياحيا أن تجذبها وتوفر التسهيلات للشركات والأفراد رغم وجود 27 محمية طبيعية بالصحراء الغربية والتي تعتبر أفضل صحراء علي مستوي العالم. كما يطالب الخبراء بضرورة التركيز علي سياحة السفاري في الصحراء الغربية حتي تكون قبلة هذا النوع المربح جدا من السياحة نظرا لأنه يستقطب أعداداً كبيرة من السائحين علي مستوي العالم وهناك مقومات عديدة لها وكذلك السياحة العلاجية وبالأخص في رمال سيوة للشفاء من أمراض الرماتيزم والروماتايد وأمراض الركبة وكذلك العيون الطبيعية ومنها الدافيء والبارد وشديد السخونة وإذا قدر للمرء أن يزورها مرة واحدة فسوف يعود مرة أخري ولن ينساها وكذلك سياحة المغامرات بالوديان وتصلق الجبال والرمال ذات الألوان الخلابة. دورات تدريبية من جانبها بدأت نقابة المرشدين السياحيين أولي دورات نشر ثقافة سياحة الصحراء "السفاري" وأهميتها في الإرشاد السياحي وأهم معالم الإرشاد التطبيقي في الواحات ورحلات السفاري بالصحراء الغربية. ويقول محمد غريب نقيب المرشدين السياحيين ورئيس الاتحاد العربي للمرشدين السياحيين إن موضوعات محاضرات هذه الدورة تناولت بانوراما الصحراء الغربية وطبوغرافيا الصحراء وكيفية التحضير لرحلة صحراوية ومواصفات المرشد السياحي المتخصص في سياحة الصحراء وبرامج رحلات السفاري والواحات المصرية في الحاضر والمستقبل وأثار الواحات في العصر الفرعوني والبطلمي والروماني والآثار المسيحية والقبطية في واحات مصر ومحاضرات أخري عن أنواع سياحة السفاري وفن التعامل مع الجنسيات المختلفة وكذا السياحة العلاجية في الواحات في العصر الفرعوني والبطلمي والروماني ومستقبل السياحة البيئية والمحميات الطبيعية في مصر