تتعدد القبائل في أسوان إلا أن عادات وتقاليد ابنائها تظل كما هي في الأعياد, وخاصة في عيد الأضحي المبارك, فالنوبيون المقيمون في القاهرة والإسكندرية وسائر محافظات مصر يحرصون علي السفر من خلال قطار النوبة السنوي الذي يتحرك من هناك قبل وقفة وعرفة بيوم, ليصل بالأهل والأحباب إلي مركز نصر النوبة التهجير للاحتفال والتواصل بالعيد وحضور الأفراح. ولا تختلف عادات أهالي أسوان بين القبائل, حيث التجمع حول مائدة الافطار الشهيرة بعد ذبح الأضحية يعد سمة المكان, كما أن العادة لا تنقطع بالتصالح بين المتخاصمين وإقامة الأفراح. ويتميز أهل النوبة بأنه دائما ما يشدهم الحنين إلي الأصل مهما قضوا من زمن بالدول العربية والأوروبية, فالعيد عند النوبيين مقدس وحتما عليهم قضاؤه هنا في شمال أسوان, حيث الماضي الجميل, الساقية والشمندورة, النيل والنخيل والعصافير وبلاد الذهب, الأراجيد ورقصات الأفراح غير التقليدية, الدوكة والكابد, السناسن, والجاكوت, مصطلحات نوبية يحرصون عليها في مركز نصر ويعلمونها لهؤلاء الشباب المقيمين خارج أسوان حتي يحافظوا عليها من الاندثار. ومن منطلق هذا الحرص الشديد علي أن يبقي حبل الوداد بين الأحفاد والأجداد قائما, ينظم الاتحاد النوبي العام والجمعيات الموجودة بالقاهرة والإسكندرية هذه الرحلة السنوية في إجازة عيد الأضحي. ويقول أيمن خليل مواطن نوبي إننا ننتظر كل عام بشغف, فرغم أن التواصل بين أبناء النوبة قائم وبقوة طوال العام, إلا أن تجمع ابناء القاهرة والإسكندرية في وقت واحد يكون له مردود آخر من حيث المزيد من التداخل وتواصل الأرحام. وأوضح المهندس خليل الجبالي من قيادات نصر النوبة الكبيرة أن وجود النوبيين جميعا في توقيت واحد داخل مركز نصر, هو أبلغ دليل علي المحبة التي تجمعهم دائما للحفاظ علي العادات المعروفة عنا, وأن المقيمين هنا يحرصون علي تقديم كل شيء من أجل أن يقضي أبناء العمومة وقتا ممتعا يعودون من خلاله لحنين الماضي, حيث كانت النوبة الجميلة في بلاد الذهب. وأشار علي أغا رجل أعمال نوبي إلي أن قطار العيد اصبح عادة سنوية لا تنقطع وينتظره النوبيون بفارغ الصبر, ومنهم من يحدد مواعيد زفافه في إجازة العيد حتي يحضره الأهل والأقارب في القاهرة والإسكندرية, كما يستغله البعض للتقارب والتعارف ومنهم من يتزوج خلاله, ويكون فرصة لمزيد من التعارف والتقارب, العادات من النوبة الجميلة الي مدينة أسوان حيث العادات والموروثاث فالعيد يبدأ عندهم أي الأصوالية. بخبز المنين المشهور للافطار, ثم توجه السيدات إلي المدافن وتوزيعه علي الفقراء والعودة استعدادا لمراسم الذبح, ويحرص ابناء القبيلة علي اعداد السناسن وهي عبارة عن خبز رقيق يسوي علي الدوكة وهي قرص معدني ساخن, أما الكبد والكلاوي فهي الوجبة الأساسية لمعظم الأسر الحريصة علي ذبح الأضحية ومن بعدها الفتة بعيش الملتوت وهو العيش البلدي الشمسي, وكالنوبيين يحرص الأصوالية علي إقامة الأفراح في أيام العيد بدءا من اليوم الثاني, وفي مدينة أسوان تشتهر منطقة البشارية والعبابدة بالتواصل الاجتماعي غير المحدود بما تضمه من عائلات أقرب للأصوالية والنوبيين, فهؤلاء لهم من العادات ما يستحق أن نقف أمامها كثيرا, فهم أكبر تجار الأضاحي بالمحافظة ويعتبر سوق البشارية من أشهر الأسواق علي الإطلاق, ولذلك لا يخلو بيت عبادي أو بشاري من الأضحية.